أكد الدكتور أمحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن جامعة القاهرة، من أعرق الجامعات العالمية، التي خرجت عددًا كبيرًا من العلماء الذين قدموا العديد من الإنجازات لمصر والعالم. وأضاف الطيب، خلال كلمته في اللقاء المفتوح بينه وبين عدد من طلاب الجامعات المصرية، أن الحضارة الإسلامية، أعمق وأحدث وأهم الحضارات، مثل المثلث المتكون من ثلاثة أضلاع الوحي الإلهي، والعقل المنضبط بالوحي، والأخلاق. وطالب شيخ الأزهر، من جميع الطلاب حفظ القرآن الكريم لما فيه من العديد من الفوائد الدنياوية والآخروية، حيث يقود الإنسان إلى الصراط المستقيم الذي يقوده إلى الجنه، كما يجعل الإنسان سعيد دائما في الدنيا وراض بما كتبه الله له، مشيرا إلى أنه يجب على الشباب الحفاظ على الحضارة الإسلامية التي لا يوجد مثلها في العالم. وأكد شيخ الأزهر، أن التنظيمات الإرهابية المسلحة الملقبة بتنظيم "داعش" الإرهابي صنع لحاجة في نفس يعقوب، وقد صار اللعب الآن على المكشوف، وظهر ما كان بالأمس متخفيًا، موجها كلمته للشباب قائلا: "الجري وراء الوظيفية الحكومية يجب التخلي عنها، إذا أردنا أن نتحرك بالمجتمع المصري نحو جهة منشودة، ويجب على المسئولين في الدولة أن يشاركوا الشباب بخطة عملية بعيدة عن الشعارات، التي يسخر منها الشباب، لأنها لا تغير من واقعهم، وأحلم أن يستثمر الأغنياء في الأخذ بأيدي الشباب إلى نهضة حقيقة". وأضاف الطيب، قائلا "احرصوا على أن تكون صحيتكم الوطنية جيدة، وقفوا إلى جوار مصلحة هذا البلد، الذي ننعم في خيراتها، فلا تكونوا الذين يأكلون بأيمانهم ويطعنونها بيسراهم، وأن يكون لكم فكر جيد وأن تعلموا ماذا يتربص للمنطقة من وراء البحار، وأن تقرؤا الواقع بما يواكب التحديات الجديدة". وتابع شيخ الأزهر، أن الأزهر الشريف يسعده كثيرًا أن يفتح أبوابه لإسهاماتكم الفكرية، واقتراحاتكم المستنيرة، من أجل دعم رسالته في نشر ثقافة السلام الاجتماعي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وفي تأكيد الأخوة الإنسانية والزمالة العالمية، وكذلك في ترسيخ المفاهيم الصحيحة للدين والشريعة في عقول الناشئة لحمايتهم من استقطاب الفكر المنحرف ودعوات الغلو والتطرف والقتل وحمل السلاح في وجه الآمنين والمسالمين. طالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر طلاب جامعة القاهره بإستخدام العقل» بكل معانيه ولوازمه مرتبط بالعلم والمعرفة، ليمثل في هذه الحضارة الأساسَ الذي اتكأت عليه نصوص الوحي الإلهي قرآنًا وسُنَّة، وعوَّل عليه القرآن الكريم تعويلًا كاملًا في خطاب الناس وتكاليفهم بشريعته وأحكامه. وأضاف الطيب، " الأخلاق في الإسلام ثابتة، لا تتحرك ولا تتطور مع منطق الأغراض والمصالح، أو منطق القوة والتسلط، أو غير ذلك مما يحكم البناء المعرفي الخلقي في حضارات أخرى ويسكنها حتى النخاع، ومن هنا كان من المستحيل أن يأتي على المسلمين زمن يُقْدمون فيه على السطو على الآخر، أو يبررون قتله، أو صراعه أو إخضاعه لإرادة غيره، فالقبيح في ميزان الأخلاق الإسلامية قبيح إلى آخر الزمان، والحسن كذلك حسن إلى آخر الزمان. والعبادة في الإسلام لا تغني عن الأخلاق حتى وإن كثرت وبلغت عنان السماء، والعبادات في الإسلام إذا لم تستند إلى ركائز خلقية فإنها تصبح في مهب الريح. وتابع الطيب، "على الشباب أن يتحركوا، وأن يفكروا، وأن يعْلَموا، وأن يدركوا الحدود الفاصلة بين العقل المستضيء بنور الوحي الإلهي ونصوصه الصحيحة الثابتة، والعقل الجامح الذي يدمر في طريقه كل شيء، واعلموا أن للعقل مجالاً، وللوحي مجالًا آخر، وأن الخلط بينهما، أو الاعتماد المطلق على أحدهما في مجال الآخر، لا يؤدي إلَّا إلى الاضطراب.. وأن الجموح العقلي أو الفكري إنما يكون بسبب سقوط الحدود الفاصلة بين هذين المجالين".