ألقى اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة أمام قمة منتدى الهند / أفريقيا 2015 بنيودلهى رحب فيها رئيس وزراء الهند، ورئيس جمهورية زيمبابوى، ورئيس الاتحاد الأفريقي،و رؤساء الدول والحكومات وأشاد الرئيس بالجهود المبذولة فى الإعداد لهذه القمة المهمة التى تنعقد تحت شعار "شراكة نشطة ورؤية مشتركة"، والذى يجسد جوهر ترسيخ أركان التعاون بين القارة الأفريقية والهند. وقال الرئيس أن التحديات التى يواجهها العالم أجمع والدول النامية بشكل خاص تجعل من خيار الشراكة والتعاون الخيار الأجدى أمام حكوماتنا وشعوبنا .. وتتميز الشراكة الأفريقية / الهندية بمكانة متميزة باعتبارها أحد أهم نماذج التعاون البناء بين دول الجنوب، إذ تستند إلى تاريخ مشترك فيما يتعلق بالكفاح من أجل التحرر الوطنى، كما كان هناك أثر ملموس للشراكة بين الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر وجواهر لال نهرو فى تأسيس حركة عدم الانحياز، وفى جهود إعادة صياغة أسس النظام العالمى على نحو أكثر عدالة .. يحمى مصالح الدول النامية .. ويلبى تطلعات شعوبها نحو مستقبل أفضل. وأشاد الرئيس السيسى ببداية إطلاق محفل المشاركة بين أفريقيا والهند عام 2008 الذى نجح فى تحقيق نقلة نوعية خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادى والفنى قائلا : نتطلع لأن تدشن قمتنا الثالثة والوثائق الصادرة عنها آفاقا أرحب .. فيما يتصل بجهود مكافحة الفقر .. وتحسين الرعاية الصحية وتطوير التعليم وغيرها من المجالات .. وبما يتواءم مع استراتيجيات التنمية التى أقرتها القمم الأفريقية وفى مقدمتها "أجندة 2063".. وكذلك أجندة التنمية لما بعد 2015 .. التى شاركنا جميعا فى اعتمادها بنيويورك فى الشهر الماضى. وطالب السيسى بتعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين الأفريقى والهندى .. فى مجال تمكين الدول النامية من نيل مكانتها المستحقة .. فيما يتعلق بآليات اتخاذ القرارات الدولية ومن بينها مجلس الأمن .. كأساس لا غنى عنه لتحقيق ديمقراطية العلاقات الدولية. واكد الرئيس السيسى على أهمية الاستجابة لتطلعات وطموحات شعوب أفريقيا .. فى إزالة الظلم التاريخى الواقع عليها .. والحصول على التمثيل العادل الذى تستحقه بفئتى العضوية الدائمة وغير الدائمة بمجلس الأمن .. وفقا للموقف الأفريقى الموحد بكافة عناصره .. بالإضافة إلى أهمية إصلاح النظام الاقتصادى العالمى .. على نحو يعزز من تمثيل وأصوات الأسواق الناشئة والبلدان النامية .. فى الهياكل الاقتصادية العالمية. وشدد الرئيس السيسى بصفته منسقا للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة حول تغير المناخ .. على أهمية تكثيف التشاور بين الجانبين الأفريقى والهندى .. فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية بشأن تغير المناخ .. وذلك سعيا لضمان أن يتجاوب أى اتفاق يتم التوصل إليه فى هذا الشأن بباريس فى شهر ديسمبر القادم .. مع احتياجات الدول الأفريقية والدول النامية بوجه عام .. وأن يتضمن توفير الدعم اللازم من تمويل وتكنولوجيا .. وضرورة وفاء كل طرف بتعهداته ومسئولياته .. وفقا لمبدأ المسئوليات المشتركة وتباين الأعباء. واشار الرئيس الى أهمية إيجاد حلول فعالة للنزاعات القائمة فى العديد من مناطق قارتنا الأفريقية .. والتى تعتبر من أهم معوقات التنمية .. وإذ نتأمل التحديات التى تواجه قارتنا اليوم .. فإننا ندرك الحاجة إلى تكثيف الجهود وحشد الموارد لتفعيل مبدأ "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية" .. كما أشاد الرئيس بالثقة التى حظيت بها مصر فى الانتخابات التى أجرتها الجمعية العامة منذ أيام وأسفرت عن اختيار مصر لتمثيل القارة الأفريقية فى مجلس الأمن لعامى 2016/2017 مؤكداً على أن مصر تعتزم من خلال عضويتها فى المجلس .. التركيز على أولويات قارتنا فيما يتعلق بمسائل السلم والأمن .. والعمل على التوصل لحلول فعالة لما تعانيه الدول الأفريقية من نزاعات ومشكلات. وطالب الرئيس بتعزيز التنسيق مع الهند .. فيما يتعلق بالتعامل مع الأنماط غير التقليدية للمخاطر التى تهدد السلم والأمن .. وفى مقدمتها الإرهاب والقرصنة .. والجريمة المنظمة العابرة للحدود .. والتى تمتد تداعياتها لتهدد الأمن والاستقرار فى منطقتينا. ونوه الرئيس إلى أهمية تبنى مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب التى لا تقتصر فقط على الجانب الأمنى وإنما تمتد لتشمل تجفيف منابع الإرهاب على الصعيدين الفكرى والاقتصادى مشيراً الى الدور الذى يضطلع به الأزهر الشريف لنشر رسالة الإسلام السمحة ومواجهة الأفكار المتطرفة.. كما يتعين تعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية .. وخلق فرص عمل للشباب .. والذين يلجأ العديد منهم إلى تبنى العنف بسبب البطالة وانسداد الأفق الاقتصادى. وأشار الرئيس الى استضافة مصر فى يونيو 2015 قمة التكتلات الأفريقية الثلاثة .. التى شهدت التوقيع على اتفاق إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة فى أفريقيا تضم ستا وعشرين دولة..وهو ما يمثل نقلة نوعية على مستوى التجارة البينية الأفريقية .. ويعزز من جاذبية الأسواق الأفريقية للاستثمارات الأجنبية .. وأعرب عن تطلعنا اتصالا بذلك لزيادة الاستثمارات الهندية فى الدول الأفريقية.. للاستفادة بما يتيحه هذا الاتفاق من فرص واعدة. كذلك أشار الرئيس السيسى الى استضافة مصر لمنتدى الاستثمار والتجارة فى أفريقيا .. خلال الربع الأول من عام 2016 .. والذي يستهدف التعريف بفرص الاستثمار والتجارة التى تزخر بها القارة الأفريقية .. بما تمثله من سوق ضخمة وما تمتلكه من إمكانيات واعدة فى مختلف القطاعات الاقتصادية ومن بينها الصناعة والزراعة والطاقة