شهد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، الحفل الختامي للدورة التدريبية رقم (102) التى تعقدها اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف لأئمة العالم الإسلامي، والتي ضمت (22) إماما من ماليزيا و الهند وبريطانيا ونيجيريا والسودان. وفي بداية الاحتفال الذي عقد في مدينة البعوث الإسلامية، قال وكيل الأزهر إن العالم الإسلامي يواجه اليوم تحديات كبيرة، بعد أن أصبحت الكثير من الأمور متداخلة ومتعددة، وهو الأمر الذي جعل علماء الأزهر يتحملون عبئا مضاعفا على عاتقهم، من أجل خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،لإظهار حقيقة الإسلام وسماحته ورحمته للناس كافة. وأضاف وكيل الأزهر أن الأزهر الشريف بعلمائه يحملون رسالة الإسلام بوسطيتها التي تلائم كل زمان ومكان، بل إنها تصلح من أحوال الزمان والمكان، من أجل خدمة الإنسانية، مؤكدا أن نصوص الشريعة الإسلامية التي حددت العلاقة بين المسلم وغيره تاج على رؤوس جميع المسلمين. وحذر وكيل الأزهر الأئمة من الانسياق وراء الدعوات التي يطلقها بعض من يستخدمون الدين من أجل خدمة أغراضهم الخاصة، مؤكدا أن تصحيح هذه المفاهيم في الأذهان يتطلب من القائمين على مجال الدعوة أن يقوموا بدور أكبر خلال هذه المرحلة ويظهروا للجميع أن الإسلام دين السلام والرحمة والتعايش السلمي مع جميع البشر مهما اختلفت الأفكار . وشدد وكيل الأزهر على أن تلك الجماعات مهما حاولت أن تتخفى أو تتستر خلف منهج الإسلام فسيلفظها الإسلام بسماحته، وستظل هي بعيدة كل البعد عن منهجه الذي يعصم الدم ويحفظ النفس والعرض والمال. وأوصى وكيل الأزهر الأئمة الجدد بنقل سماحة الإسلام لبلادهم، موضحا أنهم خير سفراء للأزهر الشريف وللمنهج الإسلامي الوسطي المعتدل الذي لا إفراط فيه ولا غلو، وأن يترجموا ذلك بأفعالهم قبل أقوالهم. ومن جانبه، قال الشيخ محمد زكي الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية إن هذه الدورات تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الإسلام الصحيح للأئمة من خلال منهج علمي مكثف في المواد الشرعية واللغة العربية والقضايا العصرية . وطالب أمين عام اللجنة العليا للدعوة الإسلامية الأئمة بضرورة بيان حقيقة الإسلام بسماحته ووسطيته داخل مجمتعاتهم وتصحيح ما تم تشويهه والعمل على توجيه المواطنين إلى تحقيق المصالح العليا للأمة والعمل على استتباب الأمن واستقرار المجتمعات التي يعيشون فيها . وقال الدكتور سعيد عامر الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني، إن الدعاة اليوم عليهم عبء ثقيل في توجيه المجتمعات المسلمة، من أجل مواجهة تلك الأفكار التي تطرأ بين الحين والآخر على الساحة، موجها النصح للأئمة الجدد بنقل ما تعلموه ودرسوه خلال الدورة عن سماحة الإسلام وترجمته لواقع عملي تستفيد منه مجتمعاتهم من خلال التمسك بالأصول والثوابت الصحيحة وعدم الالتفات إلى الأقوال الضعيفة أو المدسوسة.