كان مثل نجوم السينما غاية في الوسامة والشهرة، لقبه إعلام الصحافة ب "الشيخ براندو" تشبيها له بالممثل الأمريكي المعروف نجم هوليود في الخمسينيات والستينيات "مارلون براندو". إنه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد صاحب الحنجرة الذهبيةن وأقرب الأصوات القارئة للقرآن الكريم قربا من المستمعين خلال الأربعين عام الماضيةن وقد ولد الشيخ "عب الباسط" سنة 1927 بمدينة أرمنت بمافظة قنا، وفي كتابها تعلم كيف يتلو ويجود، وأكسبته طبيعة المكان جودة في الأداء وفخامة في الصوت". بدأت شهرت الشيخ حين قدم إلى القاهرة في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وهو بعد لم يزل شابا في العشرين، ونظرا لما تمتع به من حنجرة رخيمة فقد عين عام 1952 قارئا لمسجد الإمام الشافعي، وكان قبل ذلك بعدة أشهر قليلة قد إجتاز إمتحانات القبول بالإذاعة المصريةن وذاع صيته حين قرأ آيات الذكر الحكيم في كافة بلدان العالمن مما أكسبه إحتراما وتقديرا فقد كان يستقبل إستقبال الزعماء، حدث هذا بالفعل، حين إستقبله الرئيس الباكستاني في المطارن وهذا مالم يحدث مع أحد غيره من القراء في العالم الإسلامي. وهذا يدلنا على مدى ما كان يتمتع به الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من مكانة عالية أهلته لأن يصبح أشهر قراء العالم الإسلامي خلال النصف الثاني من القرن العشرين. ورغم هذه الشهرة التي طفقت بصاحبها إلى آفاق النجومية والعالمية كان شيخنا شديد التواضع يصف نفسه دائما بأنه "خادم القرآن". وفي جلال الصوت كان قوة الروح التي جعلت من يستمعون إليه يبكون، وتنهمر دموعهم من الماقى من شدة التأثر. حدث هذا مع الشيخ عشرات المرات فقد خاضت دموع مستمعيه من شدة تأثرهم بقراءته التي تشبه ترانيم روحية. وهذا ما عبرت عنه الصحافة العالمية التي وصفته ب "الصوت الإسطوري الذي يعبر عن فن الإبداع الصوتي". وقد فرض "عبد الباسط عبد الصمد" شخصيته كقارئ متمكن على الساحة، مما جعل الأوسمة تنهال عليه من الملوك والرؤساء فنال وسام العلماء من باكستان، ووسام الكفأة الفكرية من ملك المغرب، والوسام الذهبي من ماليزيا، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين، بالإضافة إلى تكريم الرئيس مبارك له في عيد الدعاةن وكلها تكريمات مستحقة، نظرا للدور الرائد الذي قام به الشيخ الجليل في خدمة القرآن، فهو القارئ الوحيد في العالم الإسلامي الذي سجل القرآن الكريم كاملا بالقراءات السبع. ومن الأشياء البارزة في شخصية "الشيخ عبد الباسط" أنه رغم المعوقات الأسرية في بداية حياته إلا أن، الصبي كان ذو إرادة فولاذية، بما كان يمتلكه من قدرة فذة على إستشراف المستقبل فجاهد حتى أتم حفظ القرآن في كتاب القرية وهو بعد لم يتجاوز العاشرة من عمرة. الأمر الثاني هو إيمان الشيخ بأهمية العمل النقابي بحيث يضمن للمقرئين حقوقهم وقد تدرج في هذا العمل النقابي من عضو في مشيخة المقارئ المصرية حتى صار نائبا لها بداية من عام 1982 حتى أصبح رئيسا له قبل وفاته بسنوات قليلة. وقد عاش الشيخ عبد الباسط 62 عاما فقد توفي عصر يوم 30 نوفمبر 1988، بعد صراع مع المرض. استمع الي التلاوة المباركة