منذ أن وطأة اقدام الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى القاهرة قادما من قرية أبنود بمحافظة قنا عام 1957، لدراسة اللغة العربية من كلية الآداب في القاهرة، حافظا فى قلبه اغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها فى قريته، والتى قام بجمعها فى مؤلف فيما بعد عن شعراء الصعيد عام 1978 وفى خمسة أجزاء عامى " 1988و 1991 " ، وقدمها بعد ذلك في الإذاعة بصحبة شاعر الرباب، جابر أبو حسين ليحصل على وعد من وزير الثقافة بعمل قصر ثقافي خاص لعرض السيرة الهلالية من خلاله، من المفترض ان يتم أفتتاحه في ال26 من الشهر الجاري، تلك الأشعار التى نحتت منه أيقونة فى شعر العامية على مدار ستون عاما قدم خلالها الخال المئات من القصائد والأغنيات حققت نجاحات كبيرة فى مصر والوطن العربى. " من أشهرها "الأرض والعيال 1964" ، " الزحمة 1967" ، "عماليات 1968"، جوابات حراجي القط 1969"، " الفصول 1970"، "أحمد سماعين 1972"، "أنا والناس 1973"، " بعد التحية والسلام 1975" ، "وجوه على الشط 1975"، " صمت الجرس 1975"، "المشروع والممنوع 1979"، "المد والجزر 1981"، "الأحزان العادية 1981"، "الاستعمار العربي 1991" و"المختارات الجزء الأول 1994"، بالإضافة الى من كتاب (أيامي الحلوة) والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر، وكتب أخرى الفها عشرات الكتاب عنه. تأثر الخال عبر مشواره بنكسة يونيو 67 وكانت من أهم المحطات التى تأثر بها الا ان أشعاره وقصائده لن تنطوى وظل يكتب الخال لمصر "عدى النهار"، " أحلف بسماها وبترابها"، "إبنك يقول لك يا بطل" حتى حرب 1973. للخال العديد من الأغنيات التى كتبت للعندليب الأسمر الفنان عبد الحليم حافظ ومنها "أحضان الحبايب" ، وحققت نجاحا عظيما فى تلك الفترة وحتى يومنا هذا، كما كتب "تحت الشجر يا وهيبة"، "عدوية " ، وسع للنور"، "عرباوي" للفنان الكبير محمد رشدي، "شباكين على النيل"، "عنيكي" لمحمد قنديل، "شوكولاتة"، "كل الحاجات بتفكرني"، "من حبك مش بريء"، "برة الشبابيك"، "الليلة ديا"، "يونس"، "عزيزة"، "قلبي مايشبهنيش"، "يا حمام"، و"يا رمان" للفنان محمد منير . المحطة الثانية والتى تأثر بها الخال أيضا عبر مشواره هوه ثورة 25 يناير، حيث كتب عشية موقعة الجمل قصيدته "الميدان"، التي هاجم فيها نظام مبارك وطالبه بالتنحى وبالرحيل ، أيضا كتب قصيدته الشهيرة "ضحكة المساجين" التى اهداها للناشط علاء عبد الفتاح منتقدًا محاكمة النشطاء من قبل المجلس العسكري، الذي كان يحكم في ذلك الوقت. أما فترة حكم الإخوان وهى المحطة الثالثة التى أستفزت شاعر العامية عبر مشواره وعارضها عبر مربعاته و هاجم فيها قيادات الجماعة . وبعد عزل مرسي أعلن تأييده للرئيس عبدالفتاح السيسي، والتقى السيسي العام الماضي أثناء حضوره للقاهرة لتوقيع ديوانه الأخير، وامتدح السيسي في أكثر من قصيده، ووصفه بأنه امتداد للرئيس جمال عبد الناصر، وكتب قصيدة "مرسال" عن غلاء الأسعار. وعن المؤتمر الاقتصادى بمدينة شرم الشيخ كان للخال رؤية خاصة حيث قال فى تصريحات خاصة ل"الوادى" حيث قال :" ما شاهده العالم اليوم المتجه انظاره نحو شرم الشيخ لمتابعة فعاليات المؤتمر الاقتصادى الناجح جدا وما ظهر به بشكل مشرف لشئ محترم ، وقال انا سعيد بأن يبدأ وجه مصر يتشكل من جديد كما تشكل فى زماننا القديم ". وأضاف: "ان تجتمع كل هذه القوى الدولية على ارض مصر داعمة أو غير داعمة وأن تجتذب مصر بلاد العالم وقياداتها كما يتجتذب النور الفراش فهذا سحر مصر المعروف ودورها الخالد الذى كدنا أن نفقد الثقة فى عودته فعاد مع الزمن الجديد ". وأعلن الأبنودي أنه سيكتب أغنية ليغنيها محمد منير في حفل افتتاح قناةالسويس الجديدة، وهى أيضا من المحطات الأخيرة التى شكلت انتصارا فى مشوار الخال قبل الرحيل.