قال الشيخ الشحات مرزوق -رئيس لجنة الفتوى بالازهر الشريف- إن شهر رمضان الفضيل له مكانة خاصة عند المولى عز وجل وأكد أن هناك 6 ممنوعات ليس من بينهم السياسة تفسد صيام رمضان، مشددا على ضرورة استثمار الشهر بالصلوات والدعاء. ** ما هي الاستعدادات التي يجب على المسلم فعلها لاستقبال شهر رمضان الكريم؟ - شهر رمضان موسم للعبادات والطاعات ينبغي على المسلم أن يستقبل هذا الشهر بطاعة وتوبة خالصة ليطهر القلوب من جميع الأمراض التي تصيبها من النفاق والكذب ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى من كل عمل وعلى الخصوص فإن شهر شعبان هو شهر عبادة وترفع فيه الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى ونحن أولى بهذه العبادة من باب الأعمال الصالحة وكسب الحسنات وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (هو شهر تُرْفَع الأعمال فيه إلى رب العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم). فينبغي للمسلم أن يستقبله بالاستعداد لإحياء ليله بالقيام ونهاره بالصيام وتلاوة القرآن والصدقة والبر والإحسان لأن كل دقيقة من هذا الشهر فهي موسم عظيم. ** على من يجب صيام رمضان؟ - يجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم خال من الموانع الشرعية، ولا يكلف بهذه العبادة إلا المسلم البالغ العاقل الذى يعقل كل شيء، أما الوصف أن يكون خالياً من الموانع أي: من موانع الوجوب، وهذا يختص بالمرأة، فيشترط في وجوب الصوم عليها ألاّ تكون حائضاً ولا نفساء، فإن كانت حائضاً أو نفساء، لم يلزمها الصوم. ** ولمن يرخص لهم الإفطار في رمضان؟ - يُرخص الإفطار في رمضان للمريض، والمسافر، لقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} وفي الحديث فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ليس من البر الصوم في السفر). ** هناك أشياء ممنوعة وأشياء مباحة في شهر رمضان وضح لنا الامر؟ - الأشياء الممنوعة هي كل المخالفات فإذا قلنا أن الكذب حرام فينبغي أن يزداد حرمانية في شهر رمضان فإذا كان الإنسان يكذب في سائر الأشهر فعليه أن يستحي من الله هذا الشهر فكل المعاصي يجب علينا الابتعاد عنها، أما عن الأفعال التي يباح فعلها فهي مباحة، وليس فيها إثم ومعصية بشرط أن لا نتجاوز الفعل المباح فمثلا إذا أردنا أن نتسلى فلا نضيع كل الوقت في التسلية. ** هل يجوز تقبيل الزوج لزوجته في نهار رمضان؟ - فهذا السؤال يفتح لنا أبواب من الفكر، فكان رسول الله "يقبل وهو صائم" فهذا وضع خاص بالرسول فلا يمكن تعميمه على سائر الأحوال، وهناك رواية من السنة عن هذا الموقف روى الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء شاب فقال: يا رسول الله! أقبل وأنا صائم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، فجاء شيخ فقال: أأقبل وأنا صائم؟ فقال: نعم، قال الراوي (فنظر بعضنا إلى بعض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد علمت لم نظر بعضكم إلى بعض، إن الشيخ يملك نفسه). فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يجيب الرجلين بإجابتين مختلفتين، فضروري أن يحصل عند الجالسين عنده شيء من اللبس، ولكن استحيوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا له: أنت نسيت أو أنت قلت الذي مضى، فنظر بعضهم إلى بعض فبادرهم صلى الله عليه وسلم قبل أن يقولوا ذلك فقال: (إن الشيخ يملك نفسه)، إذاً العلة هي أن الشاب قد لا يملك نفسه، إذاً: فتقبيل الزوجة في حد ذاته ليس محرماً، وحكمها حكم المضمضة بالماء، فالمضمضة لا تفطر الصائم إذا لم يبالغ فيها ويسبقه الماء إلى جوفه، فكذلك هذا الشاب إذا كان يملك نفسه يجوز له أن يقبل زوجته، أما الشيخ فالعادة أنه يملك نفسه فيجوز له. ** السياسة.. ماذا عنها .. وهل الحديث فيها نهار رمضان يفطر؟ - ضاحكا... قطعا لا من باب التسلية.