تطورت المشادات الكلامية بين حزب الوفد وتيار الاستقلال إلى حد الأزمة بعدما التصعيد في الخطاب بين نائب رئيس تيار الاستقلال محمد برغش المعروف بالفلاح الفصيح والدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد. وترجع وقائع الأزمة إلى يوم السبت الماضي حيث دعا حزب الوفد عدد من قيادات تيار الاستقلال لحضور إجتماع "لم الشمل" الذي حضره عدد من الأحزاب بمقر حزب الوفد بالدقي للتوافق حول قائمة وطنية لخوض الانتخابية البرلمانية المقبلة، علما بأن حزب الوفد يخوض الانتخابات ضمن قائمة مرتقبة معروفة إعلاميا ب"قائمة تحالف الوفد المصري". ورغم مقاطعة الأحزاب والقوى المشاركة في القائمة المرتقبة للدكتور كمال الجنزوري، إلا أن تيار الاستقلال، وهو مشارك في هذه القائمة، حضر الإجتماع. وأعتبر الدكتور السيد البدوي خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي أن مشاركة تيار الاستقلال تعد موافقة من قائمة الجنزوري على ما دار في الإجتماع مما أثار غضب الأحزاب المشاركة في قائمة الجنزوري. وفي اليوم التالي للمؤتمر، أصدر تيار الاستقلال بيانا يؤكد فيه إلتزامه بقائمة الجنزوري، ويستنكر فيه تصريحات البدوي، ويستنكر واقعة تعرض لها أحمد الفضالي رئيس تيار الاستقلال في الإجتماع، حيث إدعى تيار الاستقلال أن الفضالي تعرض لمقاطعة ممنهجة من بعض أعضاء حزب الوفد أثناء حديثه خلال الإجتماع للتقليل من أهمية حديثه الذي دعا فيه للإلتفاف حول قائمة الجنزوري – وفقا لرواية تيار الاستقلال. وتصاعد الأمر بعد قيام نائب رئيس تيار الاستقلال محمد برغش بشن هجوم كلامي على رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي واستنكر ما دار في المؤتمر الصحفي وما تلاه من أحداث، واتهم برغش البدوي بالكذب وطالبه بالإعتذار، كما تناقلت بعض المواقع الإليكترونية تصريحات منسوبة للفلاح الفصيح تفيد بتصعيد الهجوم ضد حزب الوفد الذي رد بعض أعضاءه بهجوم مماثل على تيار الاستقلال وقياداته. وفي محاولة لإحتواء الأزمة الإعلامية، أرسل حزب الوفد وعلى خلاف العادة رسالة إليكترونية للصحفيين تتضمن تصريحات منسوبة للفلاح الفصيح القيادي بتيار الاستقلال وجاء فيها نفي لقيامه بتوجيه أى إساءه للدكتور السيد البدوى أو لحزب الوفد مؤكدا ان ما نسبته اليه بعض المواقع الالكترونية فى هذا الشان عار تماما من الصحة. وتضمنت التصريحات المنسوبة لبرغش أنه أكد إحترامه للدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد وقدم له أيضا كل الشكر على كرم الضيافه ببيت الأمة. واستطرت الرسالة التي أرسلها حزب الوفد على لسان برغش أنه يشيد حسن إستقبال الدكتور السيد البدوى له بحزب الوفد فى لقاء الأحزاب يوم السبت الماضى وأثنى على حسن إدارته للإجتماع، مؤكدا أن التصريح المنسوب له – لبرغش - كاذب وأنه لم يقل هذا الكلام وليس له أى أساس من الصحة. واختتم الوفد رسالته المنسوبة لبرغش بأنه يقول لوسائل الإعلام "أرجوكم إتقوا الله". ولم تمض ساعات حتى أصدر محمد برغش بيانا صحفيا يقول فيه للدكتور السيد البدوي "إتق الله". وقال برغش فيه بيانه نصا: "إضافة الى سلسلة الأكاذيب التى تمارس من قبل تحالف الوفد، والتي نشر فيها للإعلام المصري أن تصريحي الإعلامى كان يشكر الضيافة ولكن اساسه استنكار الفعل القبيح من قبل رجال السيد البدوى ضد المستشار احمد الفضالى والذى استنكر فيه هذا التعامل الردىء". وكشف برغش أن تصريحاته جاءت بناء على اتصال من الدكتور السيد البدوى إعتذار فيه عما تم من حزب الوفد، وتأكيده من خلال الاتصال أنه لا يرضى بذلك ولا يقبل هذا التصرف من قبل اعضائه إطلاقا وانه سيتخذ التصرف اللائق بما يحمى حزب الوفد من مثل هذه المساوىء. وأضاف برغش أن البدوي أكد ثلاث مرات أنه لا يقبل الإساءة للفضالي من قريب او بعيد، ووعد بأنه سيتصل بالمستشار أحمد الفضالى وسيعتذر له عما تم داخل بيت الأمة، لكن البدوي لم يعتذر. وأكد برغش أن لديه تسجيل صوتي للتصريح الذي ادلى به ونشره حزب الوفد.