تفقد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت، مشروع المتحف المصري الكبير، الذي يقام بمنطقة الرماية القريبة من أهرامات الجيزة، ويرافقه الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، وذلك لمتابعة سير العمل به. وقد استمع رئيس الوزراء إلى شرح لآخر تطورات ومراحل المشروع إيذانا بالانتهاء منه وافتتاحه خلال عامين، كما استمع لمطالب العاملين والعقبات التي تواجههم للعمل على حلها وتذليلها ، وذلك بما يساعد على الإسراع في إتمام تنفيذه والخروج به على النحو المشرف الذي يساهم في إبراز الحضارة المصرية العريقة. ويقام المتحف على مساحة 117 فدانًا، ويتميز بموقع يطل على أهرامات الجيزة، ومن المقرر أن يكون من أكبر المتاحف الأثرية وواحدًا من أهم متاحف العالم، حيث يهدف المشروع لإنشاء مجمع متحفي كبير للحضارة المصرية، يوفر للزوار والسياح الأجانب تجربة تعليمية وثقافية فريدة، ويعمل على زيادة التوعية الثقافية بالآثار والحضارة المصرية، وسيضم معروضات يتراوح عددها بين 50 ألفا و100 ألف قطعة، كما يطمح ان يصل عدد عدد زائريه الي ما يفوق ال8 ملايين زائر سنويًا. ويوفر المتحف 400 فرصة عمل مباشرة، ونحو 1500 فرصة عمل غير مباشرة في قطاعات الخدمات والأمن والتنظيف والصيانة ، كما يساهم المتحف في دعم الاقتصاد الوطني بزيادة عدد السياح ومضاعفة عائدات قطاع السياحة، كما يساعد على تطوير نظم التعليم والترفيه بجعل المتحف مقصدًا للتعرف على الحضارة المصرية، وتعزيز صورة مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي. من جانبه قال الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، أن مشروع المتحف المصرى الكبير يخطط له ضم قطع أثرية نادرة لم تعرض من قبل داخل المتحف المصرى بالتحرير ، مشيراً إلي أنه من المستهدف أن يتم من بين المعروضات عدد 4300 أثر متميز من بينهم مجموعة من الآثار النادرة أبرزها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة ، لافتاً انه سيتم الانتهاء من المشروع خلال عامين بتمويل من الاتحاد الأوروبى بمنحة ستصل إلى 900 مليون يورو. ومن المعروف أن المتحف المصرى الكبير بدأ العمل به في فبراير 2002 حيث تم وضع حجر الأساس للمتحف وفي نفس العام 2002 بعدما تم الإعلان عن المسابقة المعمارية الدولية لتصميم المتحف المصري الكبير ليكون أكبر متحف للآثار المصرية في العالم بجوار هضبة الأهرامات بالجيزة ، ونظمت المسابقة المعمارية الدولية المفتوحة برعاية هيئة اليونسكو، فيما تقدم معماريون واستشاريون من 83 دولة بتصورات ومشروعات معمارية بلغت في مجملها 1557 مشروعاً ، وكانت مهمة لجنة التحكيم الدولية اختيار أفضل وأنسب الأفكاروفي يوليو 2003 كان توزيع جوائز المسابقة المعمارية على المشروعات الأوائل التي وصل مجموع الجوائز فيها إلى 750 ألف دولار وذلك بعد أن قامت لجنة التحكيم باختيار التصميم الفائز. وبعد ذلك بدأت مرحلة ما قبل التصميم الابتدائي من 23 نوفمبر 2003 حتى 23 مايو 2004 اشتملت على الدراسات الهندسية والفنية تحضير وبحث كل العناصر والمكونات اللازمة لإعداد التصميم الابتدائي في جميع التخصصات الهندسية,ومرحلة التصميم الابتدائي من 15 أغسطس 2004 إلى 30 يونيه 2005 شملت إعداد الرسومات الهندسية للمرحلة الابتدائية النهائية في جميع التخصصات الهندسية ومرحلة التصميم التفصيلي من 15 أبريل 2006 إلى 26 أبريل 2007 تضمنت دراسة تفصيلية لجميع بنود وتفاصيل المتحف وعقد اختبارات الجودة المطلوبة على المواد و التصميم بالإضافة إلى النظم المتوقع تطبيقها, وفي الفترة من 15 أغسطس 2007 إلى 15 سبتمبر 2008 أتم فريق التصميم إعداد تصميم متكامل يجمع بين جميع التخصصات. أما أعمال البناء والتشييد ، فقد بدأت من مايو 2005 علي عدة مراحل الأولى كانت تأهيل الموقع واستغرقت 6 أشهر وتم فيها إخلاء الموقع من جميع الإشغالات وإزالة المخلفات وبناء أسوار لتحديد الملكية بطول حوالي 3 كيلومترات وتمهيد الطرق الداخلية لتسهيل إدارة الموقع أثناء مراحل التنفيذ المختلفة، مع تخصيص موقع آمن لنقل تمثال رمسيس والذي تم نقله وتأمينه داخل الموقع في 25 أغسطس 2006 في تظاهرة شعبية سار خلالها التمثال في شوارع القاهرة كما لو كان موكب ملكي جماهيري وتم عمل البوابات ونظم تأمين وإضاءة الموقع بأكمله واللافتات الإعلانية عن المشروع. أما المرحلة الثانية تضمنت مركز ترميم الآثار والمخازن الأثرية ومحطة الطاقة الكهربائية ومركز إطفاء الحريق,حيث كان لا بد من الانتهاء من أعمال التشييد والبناء لمركز ترميم الآثار في مرحلة متقدمة قبل إنشاء المبنى الرئيسي للمتحف حتى يتمكن فريق المرممين من إعداد وتجهيز مائة ألف قطعة أثرية مخصصة للعرض في صالات المتحف المصري الكبير,وفي يوليو من عام 2006 تم التعاقد مع الشركة المنفذة لبناء وتشييد مركز الترميم ومركز الطاقة ومحطة إطفاء الحريق وتم الانتهاء من البناء خلال 21 شهراً بدأت بعدها أعمال تجهيز مركز الترميم بالآلات والمعدات اللازمة لبدء ترميم وتجهيز القطع الأثرية لعرضها بالمتحف. وتكلفت هذه المرحلة حوالي 240 مليون جنيه بما يوازي 43 مليون دولار تم تمويلها بالكامل من صندوق تمويل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار وقد احتوت محطة الطاقة الكهربائية على ماكينات التكييف المركزي والتحكم البيئي لتزويد مبنى مركز الترميم بالطاقة ، كما تستخدم كمحطه بديله لمبنى المتحف الرئيسي في حالة الطواريء, أما مركز إطفاء الحريق تم تجهيزه بأجهزة مقاومة الحريق تتم إدارتها من قبل إدارة الدفاع المدني لخدمة المتحف وكذلك المنطقة المحيطة بالمتحف. والمرحلة الثالثة والأخيرة من أعمال البناء والتشييد تضمنت الحفر العام وتسوية وإزالة الرمال من الموقع تمهيداً لبناء المبنى الرئيسي للمتحف،وانتهت الأعمال في فبراير 2009 واستلزمت أعمال تسوية الموقع العمل المتواصل 24 ساعة في اليوم ولجميع أيام الأسبوع ،وتم خلال هذه الفترة إزالة 2.25 مليون متر مكعب من الرمال خارج موقع المشروع لإتاحة المساحة المطلوبة لتشييد المبنى الرئيسي علي مساحة اجمالية 108 ألف متر مربع,وبدأت تلك المرحلة عام 2012,وستتضمن بناء مباني المتحف وصالات العرض المتحفي، ومتحف الدارسين والعلماء، ومركز الاجتماعات والمسرح ، والسينما ثلاثية الأبعاد، والمكتبة الأثرية، ومتحف الطفل، ومتحف ذوي الاحتياجات الخاصة ، ومركز الوسائط المتعددة، والمركز الثقافى والتعليمى، ومركز الحرف والفنون التقليدية، والمنطقة الترفيهية والاستثمارية ، والحديقة المتحفية والحدائق الترفيهية والمسار السياحي الثقافي لربط المتحف بهضبة الهرم. وبالنسبة لتمويل المشروع ، فقد تضمن 300 مليون دولار قرض ميسر مقدم من الحكومة اليابانية (وكالة اليابان للتعاون الدولى – الجايكا) لتمويل الجزء الأكبر من المرحلة الثالثة والأخيرة وتشمل مبنى المتحف الرئيسي وتجهيز صالات العرض المتحفي وتنسيق الموقع العام وتقنية المعلومات,و100 مليون دولار تمويل ذاتي من صندوق الآثار والمشروعات بالمجلس الأعلى للآثار لتمويل الدراسات الاستشارية للمشروع وتنفيذ المرحلة الأولى والثانية واستكمال تمويل المرحلة الثالثة والأخيرة,و150 مليون دولار تبرعات ومنح تستخدم لتمويل ترميم ونقل القطع الأثرية وشراء الأثاث والأجهزة وتدريب المصادر البشرية وتكلفة تشغيل المتحف لمدة عام بعد الافتتاح. ويتميز أسلوب العرض المتحفي بالمتحف المصري الكبير باستخدام أحدث الأساليب التكنولوجية للعرض المتحفي والثقافي، متجاوبا مع متغيرات التكنولوجيا والاتصالات في الألفية الجديدة، ليكون الأول من نوعه في استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي في العرض، بحيث يستمتع الزائرون بمعايشة الواقع ونفس الأجواء والأماكن التي اكتشفت فيها المعروضات الاثرية لينقل الزائر والسائح في رحلة عبر التاريخ القديم لحضارة مصر الفرعونية التي بهرت وما زالت تبهر العالم بإسرارها وغموضها التي لم يكشف عن الكثير منها حتي الان حتي صارت احد العلوم التي تدرس في كبري جامعات العالم وهو علم "المصريات" .