نظم مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية جامعة عين شمس لقاء مفتوح حول "العلاقات المصرية السعودية" استضاف خلاله المستشار محمد سعيد طيب المفكر القومى وأدار اللقاء أ. د. جمال شقرة مدير المركز. وفى كلمته أكد دكتور حسين عيسى رئيس الجامعة أن مصر ترتبط بعلاقات عميقة مع أشقائها العرب ،وتبذل كل جهد لتحقيق المصلحة المشتركة العربية موضحاً أن هناك تحديات تواجه الأمة العربية ومنها التطورات فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وما يتعلق بأمن الخليج والتدخلات الخارجية ، وهى أمور تمس الأمن القومى العربى وتهدد مصالح الأمة ، مؤكداً أهمية عودة مصر للتفاعل والتضامن مع أشقاءها لمواجهة هذه التحديات بشكل مشترك فمصيرنا واحد ولابد أن نبذل كل جهد لتوحيد الصف. وأشاد بالمستشار محمد سعيد طيب باعتباره حالة خاصة فى المشهد السعودى والعربى فهو يمكن تصنيفه ككاتب أوحقوقي ، كما أنه يعرف أحيانا بكونه ( ناشط سياسى) ويعد هذا المصطلح نادر وفريد من نوعه فى المملكة العربية السعودية . واستهل دكتور جمال شقرة كلمته بالترحيب بالمستشار محمد سعيد طيب مشيدا بسجله الحافل من النشاطات فهو ناشط حقوقى وسياسى وعضو الأمانة العامة لمؤتمر مناهضة التطبيع ، وهو أيضا عضو المنظمة العربية لحقوق للإنسان . وأضاف دكتور شقرة أن طيب يعد فارس عربى من فرسان الزمن الجميل ،و مناضل باحثا عن الحرية والعدل والحق والخير والجمال ، وعاشقاً لمصر ، ومصر اليوم ترحب بك وأساتذة وأبناء جامعة عين شمس العريقة أسعدهم اختياركم مركز الشرق الأوسط كمنبر تتحدث منه للشباب . وقدم المستشار محمد سعيد طيب تحية إجلال وتقدير للشعب المصرى الشقيق ، معربا عن سعادته بوجوده فى مصر، وتابع قائلا " سر سعادتى أننى متابع للثورتين 25 يناير ، 30 يونيو وأمورها منذ اليوم الأول " فهذا البلد الرائع الذى أحمل لها أجمل المشاعر يشغل فى ضميرى ووجدانى أكبر المساحات . وتحدث عن حلم الوحدة العربية أنه أقرب مما كنا نظن ونحلم فلقد اختصرت الثورات العربية سنوات طويلة فى طريق تحقيق الوحدة العربية ، لقد كنا نظن أن جيلنا لن يشهد هذه الأيام الجميلة العظيمة ولكن الحمد الله شهدنا هذه الأيام ومتفائلون بها إلى أقصى مدى . وعن دور الجامعة العربية قال المستشار محمد سعيد طيب أننى أتوقع وأطمع أن يكون دور الجامعة أكثر فاعلية وتأثير مما مضى خاصة بعد قيام الثورات العربية ، وأنا أعول كثيراً على جامعة الدول العربية فى الفترة القادمة ، وأراها مؤهلة تماماً لتكون القناة الوحيدة للعمل العربى المشترك ، فأنا لازلت مؤمناً بالعروبة والقومية ، فقبل أن أكون خليجياً أنا عربى ولابد أن تتضافر كل الجهود لدعم الجامعة العربية ومؤازراتها وتفعيل دورها فى خدمة العمل العربى المشترك . وتطرق للحديث عن استخدام سلاح الدين من قبل القوى الرجعية لإجهاض الثورات ولضرب التيار الاصلاحى، فيقول (طيب) : الحقيقة أننا نسمع ونرى هذا الاستخدام واتهام الإصلاحيين بمعادة الدين ونعرف تماماً من هم الواقفون ورائها ، فورائها جماعات لم يعرف عنهم احد ، أنهم قدموا شيئا نافعا لوطنهم ، أو أسهموا فى بنائه وتطويره ، بل هم فى حقيقة الأمر عبء على الوطن ، لأنهم على درجة متردية من التخلف ويتمتعون بقدر كبير من الجهل والتطرف والكراهية للآخر ، ومحاولة سد أبواب الأمل أمام الناس وجرهم إلى أجواء ومناخات سلبية قائمة ومعيقة للحياة والتطور والنهوض ومناوئة للانفتاح على العالم الذى سبقنا فى شتى المجالات . حول الموقف الامريكى من ثورات العالم العربى فيؤكد (طيب) : لعل الإدارة الأمريكية و الاتحاد الاوربى إذا رأينا موقفها فى أعقاب ثورة تونس وتحديداً بالنسبة للثورة المصرية بما يميزها من خصائص ، قد أدركت تماماً أن الاستمرار فى المؤازرة العمياء للأنظمة الفاسدة فى العالم الثالث منهج خاطئ ولا يصلح ، ونلاحظ أنهم حاولوا ألا يصطدموا مع تيار التغيير والتاريخ وأرجو أن يستمروا فى تحاشى الاصطدام بتيار التاريخ فى كل مناطق عالمنا العربى . وعن محاولات إجهاض الثورة العربية فيقول (طيب) : ففى مصر رأينا الثورة المضادة فى أسوأ صورها ولم تتورع قواها عن استخدام كل الأساليب المشروعة لضرب الثورة العظيمة ، ولكن زخم الثورة وقدراتها الهائلة بشبابها وجموع الشعب الذى ساندهم ، وبجيش مصر العظيم الذى أيد مطالبهم المشروعة أقوى من كل المناهضين لها مهما كانت أماكنهم كبيرة ولا يستهان بها ، ولن تنجح بإذن الله ، أى محاولات سواء محلية أو غيرها لإجهاض الثورة أو قتلها ، فالثورة الآن لم تعد ثورة مصر ولكنها أصبحت ثورة وإشعاعاً عربياً عاماً وشاملاً ، ومن هنا أجزم أنه لا يستطيع أحد أى أحد أن يوقفها ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء . وفى نهاية اللقاء المفتوح قدم دكتور حسين عيسى رئيس الجامعة درع الجامعة للمستشار / محمد سعيد طيب على أفكاره وأعماله المتميزة مقدما الشكر والتقدير للضيوف الذين جاءوا من المملكة العربية السعودية ومن لبنان وغيرها من الدول العربية وبالشباب الباحثين اللذين جاءوا من الجامعات والمحافظات ، كما قدمه لسيادته دكتور جمال شقرة مدير المركز درع المركز.