حملت عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ" منذ ولادتها في مدينة دمياط 6 نوفمبر عام 1913 وعلى مدار 86 عاما حتى وفاتها، شعلة الدفاع حق المرأة في التعليم وفى الحياة ، وهو ما مثلته رحلة نضالها وحقها في التعليم وعدم قبول رغبة والدها التي رفض ذهابها إلى المدرسة فمنذ أن كانت في السابعة من عمرها بعد أن تلقت تعليمها الأول في كتاب القرية وحفظت القرآن الكريم، تقاليد أسرتها كانت تأبى خروج البنات من المنزل ؛ فتلقت تعليمها بالمنزل وقد بدأ يظهر تفوقها ونبوغها في تلك المرحلة عندما كانت تتقدم للامتحان فتتفوق على قريناتها بالرغم من أنها كانت تدرس بالمنزل. حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وقد كان ترتيبها الأولى على القطر المصري، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939 م وكان ذلك بمساعدة أمها نظراً لرفض أبيها ذهابها للجامعة، وقد الفت كتابا بعنوان الريف المصري في عامها الثاني بالجامعة، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 م. ألفت عائشة عبد الرحمن 40 مؤلفاً اهتمت في غالبيتها بالأدب النسوى وهو ما برز في دراستها عن الخنساء الشاعرة العربية الأولى، وكتاب "بطلة كربلاء"، وهو عن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، وما عانته في واقعة عاشوراء في سنة 61 بعد الهجرة، ومقتل أخيها الحسين بن علي بن أبي طالب، والأسر الذي تعرضت له بعد ذلك. ومن مؤلفاتها سكينة بنت الحسين، نساء النبي، أم الرسول محمد..آمنة بنت وهب، دافعت عن حق المرأة في التعليم واحترامها بمنطق إسلامي وحجة فقهية أصولية في مقالها الأسبوعي بجريدة الأهرام الذي كانت تكتبه باسم مستعار هو" بنت الشاطئ" خشية من والدها، بالإضافة إلى العديد من المؤلفات التي دافعت فيها عن الإسلام . تدرجت "بنت الشاطئ" فى مناصبها من أستاذ للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان 1967م والخرطوم، والجزائر 1968م، وبيروت 1972م، وجامعة الإمارات 1981م وكلية التربية للبنات في الرياض 1975- 1983م. أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عامًا. ساهمت في تخريج أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها، قد خرجت كذلك مبكرًا بفكرها وقلمها إلى المجال العام؛ وبدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة في مجلة النهضة النسائية، وبعدها بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، فكان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام يوم 26 نوفمبر 1998 حصلت الدكتورة عائشة على الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مصر عام 1978 م، وجائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية، والريف المصري عام 1956م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988 م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994 م. كما منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأيضاً أَطلق اسمها علي الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية. توفت عائشة عبد الرحمن عن عمر يناهز 86 بسكتة قلبية في يوم الثلاثاء أول ديسمبر 1998، وتحل علينا ذكرى وفاتها ال16 غداً الأثنين.