أعلنت مؤسسة مصر الخير، نجاحها في الإفراج عن 21 ألف غارم، منذ بداية عمل المشروع قبل 4 سنوات، وتوفير 1000 نول لصناعة السجاد في القري الأكثر فقرا. وقال الدكتور على جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، مفتى الجمهورية السابق، خلال الحفل السنوي للغارمين الذي أقامته المؤسسة، اليوم الثلاثاء ، بحضور ممثلين عن وزارة الداخلية ومصلحة السجون، أننا نحتفل بعمل الخير من أجل أن نبدأ مشوارا جديدا، لنكمل ما بدناه من عمل يرضي الله عز وجل وينفع بلدنا. وأضاف :" عندما بدأنا هذا المشروع، كان هناك من يقضي عقوبة السجن بسبب 65 جنيها أو 100 جنيه، و الدولة لا تستطيع اخراجهم،رغم ان السجين يكلف الدولة نحو ألفين جنيه شهريا، و لكنها لا تتمكن من أخراجهم، في لقاءتي مع أحد وزراء الداخلية عرضته عليه الأمر، وأبدي دهشته، وعندما طلبت منه دفع الديوان عن الغارمين، حتي يخرجوا، قال إن القانون لا يسمح بذلك، ولكننا وجدنا من مختلف وزراء الداخلية تعاون كبير في عملنا ". وأكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، أن أخراج الغارم من السجن ليس فقط إعادته للحياة، و لكن عودة الحياة للأسرة كلها ، وخاصة أن الأسرة بعد دخول عائها السجن تعيش بكاملها في العوز و الاضطراب و السرقة و الجرام وأطفال الشوارع، مضيفا أن هذا المشروع في غاية الأهمية ليس لانه يطبق كلمة الله في أخراج الغارمين، وليس فقط لفعل الخير الذي أمرنا الله به، وليس فقط لتحقيق التكافل الاجتماعي ، وليس فقط لانه يؤدي إلي الامن المجتمعي، الذي هو أهم وأكبر من الأمن الشرطي، ولكنه لأنه يودي إلي تطوير الحياة و الرفاهية للأنسان، وهذا ما نطلبه لأهلنا وبلدنا". وأشار إلي أن مشروع الغارمين، واحد من 170 مشروعا، تتولهم مصر الخير، في مختلف المجالات من تعليم وصحة وبحث علمي وتكافل اجتماعي ومناحي الحياة، ولكنه أثبت نجحا كبيرا، فاق كل التوقعات، موجها الشكر لفريق العمل ووزارة الداخلية ومسئوليها الذين تعاون معنا قلبهم وكل جوارحهم. وقال : أننا لانقف عن حد أخراج المساجين الذين تبلغ ديونهم، أقل من 10 الأف جنيه، بل تم رفع الحد إلي 20 الف جنيه، كما ننحاول في سد ثغرة دخول الناس إلي السجون ، ونريد ان نقضي علي هذا الظاهرة بالوعي و السعي . وأضاف : ما نعمله من فعل خير وطاعة حجة علي جماعات الأرهاب و الكفير، ومن يفسدون الارض و يتشدقون بالدعوة الي الله و الله منهم بري، فهم لم يتعلموا من دورس والماضي و لم يقروا التاريخ، ومازلوا يكذبون ويصرون علي الكذب، وندعو الله لهم بالهداية وأن يعود إلي رشدهم". من جانبه قال محسن محجوب أمين صندوق مؤسسة مصر الخير، أن المؤسسة بهذا المشروع تقدم نموذجا يساهم في تنمية البلاد، فمشروع الغارمين من أنجح المشروعات بالمؤسسة ، قائلا:"بفضل الله نطرق أبوباً لم يكن يعرفها المجتمع المدني من قبل ، فمن قبل كانت هناك محاولات للإفراج عن الغارمين، و تم اخراج من 2 إلي 3 غارمين فقط، و نحن في مصر الخير في 4 سنوات نجحنا في إخراج 21 ألف غارم وغارمة ، وهذا لم يكن يتم بدون تعاون وثيق من وزارة الداخلية ". وأضاف :" نحن اول مؤسسة أهلية تفتح لها وزارة الداخلية أبواب جميع السجون في مصر ، وشاهدنا تعاون كبير لم نكن نتصوره ، وكذلك من النائب العام ومساعديه، الذين لمسوا ما تم انجازه، فقدموا لنا تسهيلات كبيرة، وخاصة في تقصير مدة إخراج الغارمين، وهناك خط اتصال مباشر مع النائب العام لحل أي مشكلات وعقبات تواجه إخراج الغارمين. وأكد أن التطور الطبيعي للمشروع هي إيقاف، أسباب دخول الغارمين السجون، لهذا نقيم مشروعات للغارمين، لتوفير دخل شهري لهم ومصدر رزق دائم، كما أنن طورنا المشروعت من مشروعات فردية الي مشروعات جماعية ، وبدأنا في أبيس بالإسكندرية لأن كان بها أكبر عدد من الغارمين، وعملنا مصنع للسجاد، يشتغل فيه حاليا نحو 220 أسرة، كما فتحنا مصنع سجاد في سجن المنيا لتوفير مصدر رزق لهم وللاسرهم خارج أسوار السجن. وقال اللواء جمال شعير ، مدير الإدارة العامة للتأهيل بمصلحة السجون، نيابة عن وزير الداخلية، إن التعاون مع مؤسسة مصر الخير، في فك كرب الغارمين إدي إلي خروج 21 الف غارم وغارمة، بعد قيام المؤسسة بسداد ديوانهم، فضلا عم مساعدتهم في أقامة مشروعات لهم ، لتوفير مصدر رزق دائم لهم. وأضاف أن خروج هذا الرقم الكبير مجهود عظيم، ينم أن وراءه رجال قادرين علي مساعدة المجتمع ، في إزالة الفقر والجهل الذي يوقع البسطاء حتي طالة القانون، كما انه يدل علي التعاون بين الحكومة واجهزتها المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني مثل مصر الخير. وقالت سهیر عوض مدیر مشروع الغارمین بمؤسسة مصر الخير، إنه تم تكريم الغارمين الذين نجحوا في مشروعاتهم ،خاصة في قرية أبيس بالإسكندرية، حيث قام عدد منهن بعرض تجربتهن و شرح مشروعاتهن عمليا خلال المؤتمر . وأضافت سهير عوض، إن الغارم هو الشخص الذى غلبه الدين ودخل بسببه السجن، مؤضحة أن هناك الآلاف من الأشخاص داخل السجون المصرية ، يقبعون خلف القضبان، بسبب عجزهم عن سداد الديون، التى تراكمت عليهم نتيجة شراء أجهزة منزلية لتجهيز بناتهم أو بسبب علاج اسرهم أو تعليم أبنائهم أو متطلبات المأكل والمشرب لأسرهم، مشيرة إلى أن هذه المبالغ قليلة قد لا تزيد عن 5 أو 10 آلاف جنيه أو أقل. وأعلنت مديرة مشروع الغارمين عن خطة عمل المشروع خلال المرحلة المقبلة، والتى تستهدف عدة محاور جديدة ، وهى فك كرب القرى الغارمة الأكثر فقراً بالكامل، وإحياء تراث هذه القرى، موضحة أن العمل بدأ فى قرى أبيس بمحافظة الإسكندرية بحيث يتم فك كرب الغارمين بها وإحياء صناعة السجاد اليدوى التى كانوا يتميزون بها والتى قاربت على الانقراض بافتتاح أكاديمية مصر الخير لصناعة السجاد بقرى ابيس، يتم تدريب وتعليم الغارمين فيها على صناعة السجاد، وتوفير دخل لهم عن طريق عمله فى المشروع , وأضافت المشروع سيعمل خلال الفترة المقبلة علي تعليم المساجين على حرفة يستطيع العمل بها بعد فك كربه، وتوفير دخل لها ولأسرهم وهم داخل السجون يعيشون منه عن طريق إقامة مشروعات داخل السجون، وتم البدء عن طريق إقامة مشروع صناعة المنسوجات والطرح داخل سجن المنيا، فضلا عن دعم الغارمين من عليهم أحكام قابلة للتنفيذ، وهم خارج السجون ، وخاصة أن تكلفة فك كرب غارم محكوم عليه خارج السجن تساوي خمس أضعاف قيمة خروج غارم من داخل السجن، فضلا عن الحرمان والضغوط النفسية التي يعاني منها الغارم المهدد بتنفيذ الأحكام.