بعد الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي في جامعة القاهرة ورفضه لمكالمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتهنئته بالرئاسة، وما يقابل ذلك من تخوفات اسرائيلية حول مستقبل العلاقة مع مصر ومدى تمسكها باتفاقية السلام الموقعة بين البلدين . قامت "الوادي" بإستطلاع آراء عدداً من الخبراء الأمنيين والسياسيين لمعرفة توقعاتهم حول شكل العلاقات المصرية الأمريكية الإسرائيلية في ظل حكم الإخوان، وهل من المتوقع إحترام المعاهدات القائمة بين الطرفين أم سيعيد الرئيس النظر في معاهدة كامب ديفيد التي وقعها الرئيس الراحل انور السادات مع الكيان الإسرائيلي عام 1978؟ بداية قال العميد مصطفى علي، الخبير الإستراتيجي، أن العلاقات المصرية الإسرائيلية سوف تسير على ما يرام خلال تلك الفترة، لأن جماعة الاخوان تطالب بنفس المطالب التي يطالب بها شعب مصر وقواه السياسية، وأن كل تلك التهديدات التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية، لم تكن إلا بمثابة ضغط لاستمرار المصالح المشتركة بين البلدين. كما أكد علي أنهم قد خسروا حليف كبير لهم وهو مبارك وحاشيته -على حد قوله-، وأن الرئيس المنتخب الحالي الدكتور محمد مرسي مازال إلى الأن كتاب مغلق بالنسبة لهم ولكنهم إستطاعوا أن يحددوا أساليب عملهمو تعاملهم على أساس الخلفية التي يعرفونها عن جماعة الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة. كما أضاف أن خطاب الرئيس "مرسي" الأخير الذي أكد فيه احترامه كل المعاهدات القائمة بيننا وبين كل الدول، أدى إلى طمأنة كل العالم الخارجي وبالأخص أمريكا وإسرائيل، وهو ما عقب عليه الرئيس الفرنسي بأنه يحترم الوضع المصري الحالي، وأنهم يجب أن يحترموا الإلتزام المصري. كما أكد أيضاً أنه لا يعتقد أن التدخل الأمريكي، وإلتزام الرئيس "مرسي" بالسياسة الأمريكية لن يكون مثلما كان في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك والنظام السابق، ولكن سوف يحافظ على العلاقات المصرية الأمريكية، وهذا نظراً لأن أمريكا دولة كبيرة لا يجب علينا أن نخسرها وخاصة في هذا الوقت، هذا بالإضافة إلى أن تاريخ دكتور محمد مرسي رجل ملتزم، وأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة ليست بجاهلة، وتعلم جيداً أن لديهم مصالح وتعمل لها، وأن هذه المصالح تتفق مع مصالح الدولة ومصالح الدول الأخرى، وهم يلعبون سياسة بشكل لا يقف حائل أمامهم ولا أمام أي دولة أخرى. وقال أيضاً العميد علي سماحة - خبير إستراتيجي - أن الخطة الأمريكية التي تنفذ الان بالمنطقة تعتمد على اثارة الفتنة بين السنة والشيعة ، وهو ما يعكسه دعمهم للاخوان المسلمين في مصر وتأييدهم لوصول الاخوان للحكم في سوريا بهدف محاصرة القوى الشيعية في المنطقة والمتمثلة في ايران وحزب الله. كما أكد "سماحة" أنه يجب على الدكتور محمد مرسي أن يحترم معاهدة السلام على الأقل خلال العشر سنوات القادمة. يقول العميد عبد المنعم كاطو - خبير الشئون العسكرية - إسرائيل ستتعاون مع الرئيس الجديد وبالتالى عليها أن تتعاون مع الإدارة المصرية الجديدة حتى لو كانت هذه الإدارة الجديدة لمصر على رأسها رئيس ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين فمن مصلحتها أن تتعاون معه. واضاف أن كلتا الدولتين سواء مصر أو إسرائيل لا ترغبان فى دخول الحرب والراعي الدولي لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وهي الولاياتالمتحدة لن تعطى الضوء الأخضر لإسرائيل وخصوصاً في ظل الانتخابات الأمريكية، فقرار السلم والحرب عند إسرائيل ليس قرارًا انفعاليًا، فإسرائيل تدرك جيداً مكاسب اتفاقية السلام مع مصر، وبالتالي لن تتخلى عنها بسهولة، خاصة إن تلك الاتفاقية قد حققت لإسرائيل مكاسب عبر المجتمع الدولي وجذبت لها علاقات مع دول اخرى كثيرة حول العالم، ولذلك ستحافظ على تلك الاتفاقية قدر الإمكان، وإذا كان هناك بعض التوترات التي تحدث عبر الحدود المصرية الإسرائيلية من عمليات تسلل فإسرائيل لديها مشكلة فى التعامل مع الحدود. كما أكد عمرو هاشم ربيع - خبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية - أنه من الواضح نية الاخوان في تعديل المعاهدات الموقعة مع الجانب الاسرائيلي وليس إلغائها تماماً، وهو ما اتضح من خطابات الرئيس، موضحاً أن المعونات الامريكية ليست عامل مؤثر يجعل مصر ترضخ بشكل كامل للضغوط والمصالح الامريكية. كما صرح يسرى العزباوي - باحث بمركز الاهرام للدرسات الاستراتيجية والسياسية – أنه في ظل وجود الرئيس المنتخب محمد مرسي سوف تحترم مصر معاهدة السلام المتفق عليها ، لكون مصر لا ترغب في الدخول في صراعات اقليمية ودولية في الوقت الراهن. فيما يرى الدكتور نبيل عبد الفتاح - خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - أن الخوف من الإخوان لا محل له من الاعراب فليس هناك تخوفات من حكم الإخوان المسلمين لمصر، فإسرائيل من مصلحتها الحفاظ على اتفاقية السلام مع مصر، وبالتالى لن تتجه للتصعيد، والولاياتالمتحدةالأمريكية ترى مصلحتها في الشرق الأوسط من خلال محورين أساسيين، أولهما النفط، وثانيهما أمن إسرائيل، حيث إن أمريكا ترى أن أمنها القومى جزء لا يتجزأ من أمن إسرائيل، أضف إلى ذلك أن إسرائيل لديها حالة من الرعب لن تجعلها تجازف معنا وأعتقد أن المتخوفين من الإخوان غير مصيبين فى ظنهم فالإخوان لن يتجهوا لتصعيد الموقف وسيهتمون بالمشاكل الداخلية للمواطن وقد سمعت "مرسي" يقول "سأصبح رئيس مصر ورئيس كل المصريين الذين قالوا لى نعم والذين قالوا لى لا". ومن جهته أكد الدكتور رفعت سيد احمد، مدير مركز يافا للدراسات، أن إسرائيل يهمها الحفاظ على "كامب ديفيد" لذلك تعتبر سيناء هي مشكلة إسرائيل الحالية مع مصر فعدم السيطرة الأمنية على سيناء تعتبر أكثر ما يؤرق إسرائيل ولا ننكر أننا لدينا مشكلة أمنية فى سيناء، مشيراً إلى أن الطرف المصري غير مسيطر أمنياً على سيناء، وهناك أطراف وأيادٍ تعبث بأمن سيناء ومع ذلك لا أرى أن إسرائيل لديها نية للتصعيد أو الدخول فى حرب مع مصر وأقصى شىء يمكن أن تطمح إليه إسرائيل في الوضع الحالي هو الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد كما هى، وقد سُئل الرئيس محمد مرسي أكثر من مرة حول المعاهدات التي وقعت عليها مصر فأبدى احترامه لكافة المعاهدات الدولية التى أبرمتها مصر.