أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، اليوم الثلاثاء، أن مصر والعالم عانيا من التكفير والتشدد. وقال الوزير - في افتتاح مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ال 32 بعنوان خطورة الفكر التكفيري والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية - «نبعث برسالة من مصر إلى العالم رسالة السماحة والوسطية التي يحملها مصر بأزهرها الشريف، حيث يأتي عقد المؤتمر في مرحلة دقيقة وفارقة من تاريخ أمتنا العربية عامة ومصر خاصة». وتابع جمعة : «لقد عانينا كما عانت كثير من دول العالم والمنطقة من موجات التشدد باسم الدين واقتحام غير المتخصصين لساحات الدعوة وتوظيف الدين لأغراض سياسية مما جعلنا ننأى بقوة بالدعوة والفتوى معاً عن أي توظيف سياسي أو صراعات حزبية أو مذهبية تتاجر باسم الدين أو تستغل عاطفة التدين لتحقيق مصالح خاصة حتى وإن كانت على حساب أمننا القومي». وأضاف أن أي موجة للتشدد أو العنف أو الإرهاب تنعكس سلباً على قضايا الوطن وأمنه ومصالحه العليا من جهة وعلاقاته الدولية من جهة أخرى، حيث الخوف من انتقال عدوى التشدد لدى الوطن والدول المستقرة في وقتت صار العالم فيه قرية واحدة يتأثر شرقه بغربه وشماله بجنوبه. وقال: «لقد حذر العلماء من إطلاق التكفير دون دليل قاطع»، مطالباً بالاحترام المتبادل بين طوائف المجتمع من جهة والشعوب من جهة أخرى بما يحقق الاستقرار. وأكد جمعة أن اقتحام غير المتخصصين لعالم الدعوة وتصدرهم بغير حق للفتوى أدى لكثير من الضلال والإضلال والانحراف، مشيرا إلى أنه لا بد من تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشباب المغرور والجماعات المتطرفة التي اتخذت من تكفير الآخر واتهامه في وطنيته وعقيدته وسيلة لاستباحة الدماء والاعتداء على الآمنين وحراس الوطن والإفساد في الأرض. وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى القضاء على الفكر التكفيري وفوضى الفتاوى، والخروج بخطة واضحة المعالم لنبذ كل ألوان العنف والتشدد ترفض الإرهاب والتكفير والتأسيسي لصوت الحكم والعقل والسماحة والتيسير لمنهج الدعوة. حضر جلسة الافتتاح رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ولفيف من وزراء وعلماء العالم الإسلامي من أكثر من 30 دولة.