أن تفشل في تقديم إعلان لإحدى شركات المواد الغذائية، هي كارثة خاصة إن كان عملك الأساسي هو التمثيل، على الرغم من انفرادك في تقديم حوالي 5 أفلام من بطولتك المطلقة تنقلت فيها من الأفلام الرومانسية مثل "أحلام عمرنا" إلى أفلام الحركة مثل "جوبا" و"كود 36"، فأنت في أزمة حقيقية. وهو ما بدا ما أكده الفنان مصطفى شعبان بعد اتجاهه للدراما التليفزيونية وتذوقه رائحة نجاح ما في مسلسل "العار"، ولأننا في مصر نؤمن بالمثل القائل "اللي تعرفه أحسن من اللي متعرفوش"، قرر النجم الشاب إعادة تقديم نفس الدور في كل مسلسلاته التالية، ليقدم نموذجا للشاب ابن البلد زير النساء خفيف الدم في مسلسلي "الزوجة الرابعة" و"مزاج الخير"، لكن يبقى المبهر هو الفشل في تقديم دور واحد لثلاثة أعمال متتالية، في سابقة لم تحدث منذ عصر الفنان عماد محرم الذي لم يقدم سوى دور الوغد في جميع أفلامه خلال السبعينيات والثمانينيات وفشل في تقديمها جميعا. لكن يبقى دور مصطفى شعبان في مسلسل "الزوجة الرابعة" الذي تم انتاجه عام 2012 علامته الأهم في مديح الفشل، والذي أدى فيه دورا مشابها لدور النجم "نور الشريف" في مسلسل "عائلة الحاج متولي"، وكأنه ظل يحلم لمدة 11 عاما بتكرار دور زميل أخر، مضيفا هذه المرة نكهته السابق ذكرها من مسلسل "العار"، ومن خلال شخصية حاج شاب، متدين يعشق النساء ويتزوجهن بطريقة بسيطة لا تتعدى في صعوبتها توقيعه لأحد شيكاته، ويضربهن ويعظهن، ويطلقهن كما يشاء، من خلال لون كوميدي خاص لهذا المسلسل، وكوميديا اشد خصوصية للنجم الشاب رجل المخابرات، الفارس، تاجر المخدرات، الذي قرر في هذا المسلسل الذي تم عرضه في رمضان إضحاك الناس ، كمشقة جديدة تحملها البعض بجانب مشقة الصيام. ومن خلال أداء سطحي يليق بالسيناريو المكتوب، والإخراج المبتذل، والشخصية التي يقدمها حقق مصطفى شعبان أحد أعظم سقطاته منذ إعلان "الشيبسي" بمساعدة كلا من علا غانم ولقاء الخميسي ودرة، وأيقونة العمل الدائم حسن حسني. المدهش أن بعض المؤسسات النسوية أبدت اعتراضها على هذا المسلسل واعتبرته إهانة للمرأة على الرغم أن الماء بعد الجهد لا يفسر غلا بالماء، وهذا المسلسل بغض إهانته للرجل، هو إهانة حقيقية لفن التمثيل، ومجد تم صناعته للركاكة والسطحية وثقل الدم. ويبقى مصطفى شعبان مستمرا في صناعة أسطورته الخاصة كأحد تلك الأيقونات التي نتحدث عنها قريبا في مديح الفشل مثل الممثلة منى ابنة المنتجة آسيا، والفنان الشاب دائما حمدي حافظ وغيرهم من أساطيرنا الخاصة.