15 ديوان بين العامية والفصحى.. تحكي تجارب شخصية وحكايات رومانسية وأخرى ساخرة وثورية هيثم الحاج علي: أبرز ما يميز الدواوين الجديدة أنها أكثر سخرية وفي بعض الأحيان أكثر مباشرة ربما يبقى أحد المؤشرات على أن بمصر ثورة يصر أصحابها على استكمالها أن الثورة المصرية بدأت في صنع ثقافتها وأدبها وشعرها ... وأن أصحاب هذه التجارب صنعوا ثورتهم الشخصية بالحديث عن تجاربهم الخاصة مثلما عكسوا الواقع الذي يعيشون به بل وسخروا منه أيضا في محاولة لهزيمة موجات الكآبة المصاحبة لمخاض التغيير الثوري .. كل الوقائع تؤكد أن مصر حبلى بعشرات الشعراء الجدد فخلال الثلاث سنوات الماضية صدر بمصر عشرات الدواوين الجديدة نتوقف أمام 14 ديوان شعر عامي أغلبها الأولي لكاتبها, 6 من هذه الدواوين تتحدث عن التجارب الشخصية لكتابها. ويأتي في مقدمتهم ديوان "صف واحد موازي للوجع" عن دار نشر الربيع العربي، للشاعر ممدوح زيكا، و يحتوي على 19 قصيدة. وديوان "هكذا أطلعكم علي" للشاعر حسن عامر، صدر عن دار هيباتيا للنشر، فى 63 صفحة، ويتضمن 18 قصيدة. وصدر ديوان "ضحكة طالبة التأشيرة" للشاعر مصطفي التلواني عن دار العلوم, وهو عبارة عن قصائد كتبت منذ أكثر من عام, قسمت إلى أربعة أجزاء, الأول والثاني منهم يتحدث عن تجارب إنسانية مر بها الشاعر, والجزئيين الثاني والثالث يتحدثان عن الثورة وما تلاها من أحداث. وصدر للشاعر أحمد النجار ديوان "تراتيل بين الشوارع والبيوت". وديوان "إنسانيات للشاعر محمد إنسان وهي عبارة عن مجموعة قصصية يتخللها قصائد قصيرة. وديوان "كوم الخراب للشاعر ياسر أبو جامع عن دار نشر "سين" ويحتوي علي 10 قصائد أشهرها "الدهبية" والتي حصل من خلالها الشاعر علي عدة جوائز. ومن التجارب الشخصية إلى الرومانسية التي عادت في ثوب جديد, صدر 3دواوين, أولهم للشاعرة أميرة الأدهم عن دار "ميريت للنشر" ديوان "تفقد عذريتها علي مهل", وترصد من خلاله مشاعر الوجع والخوف والحب والفراق ومشاعر الأنثى في عالم مصر الجديد كما تخترق مناطق جديدة في تجربة الحب. والديوان الرومانسي الثاني للشاعر "محمد داوود" عن دار نشر "هيباتيا" وحمل اسم "شتا أغسطس", والديوان الثالث "فلوماستر أبيض" للشاعر محمد إبراهيم وصدر عن دار "دون" للنشر والتوزيع" وصدر ديوانين عن الثورة والوطنية, وهما ديوان "غريق ع البر" للشاعرة دعاء عبد الوهاب عن دار دون للنشر والتوزيع ويحتوي الديوان على 38 قصيدة، ينقسم إلى 3 أجزاء, وهى قصائد وطنية تتناول أحوال مصر والمواطن المصري، وديوان "موضوع" للشاعر مصطفي فؤاد عن دار "ليليت" للنشر والتوزيع، وتدور قصائده حول الحياة اليومية حصيلة 3 سنوات من الثورة. وعن الدواوين الشعرية الساخرة, صدر ديوان "شيزوفرنيا" للشاعر محمد هشام رجب، والذي غلبت الكتابة الساخرة عليه، وديوان "قانون الدنيا الساخر" للشاعر نبيل عبد الحميد، ويتضمن العديد من التجارب الشخصية التي رصدها منذ ثورة يناير، وديوان "كافر بحب بلادي" للشاعر أحمد سلامة، والصادر عن دار "طنطا بوك هاوس". ومن العامية للفصحى صدر الديوان الأول للشاعرة اسماء ياسين بعد 7 سنوات من مجموعتها القصصية الأولى وحمل الديوان اسم البحر سر العازف عن دار سجال للنشر والذي جاء كأول إصدارات الدار .. وتقول اسماء في ديوانها " المُوْسِيقَى امْرَأةٌ لا سُلْطَانَ لأحَدٍ علَيْهَا لا يَشْغَلُهَا أنَّها جَميلةٌ ومُشْتَهَاةٌ ومُهَيَّأَةٌ للعِشْقِ عَلَى الدَّوَام لا تُزْعِجُهَا نَظَرَاتٌ تُرْشَقُ فِيْ مَكَامِنِ فِتْنَتِهَا لا يُزْعِجُهَا أن تُفْشِي بَعضَ أَسرَارِهَا لِمَنْ يَسْتَحِقّ" وعن السمات التي تميز الأعمال الشعرية الجديد, قال هيثم الحج علي الناقد والروائي, أن بعد ثورة 25 يناير أصبح هناك تواجد كبير لشعر العامية، والسمات التي تميز الأعمال الشعرية الجديدة أنها أكثر سخرية وفي بعض الاحيان اكثر مباشرة، وهناك حالة من المزاج الشعبي تنحاز لشعر العامية، وتحول شاعر فصحى, مثل تميم البرغوثي . وأكد الحاج علي, أن السمات الهامة في الأعمال الشعرية الجديدة, هي أن الأعمال الفصحى اصبحت تحاول أن تجاري القصائد العامية من خلال استخدام صور شعرية بسيطة وتعبيرات ومفردات سهلة علي القارئ.