خالد شيبة: قرار التقسيم سيخلق مشاكل ستتمثل فى الصراع على الثروات الطبيعية بين الأقاليم الستة السفير إبراهيم يسري: تقسيم اليمن جزء من مخطط دولي فى سلسلة تقسيمات العراق ومصر وسوريا بشرى المقطري: التقسيم سيساعد على ظهور كثير من العصبيات وقوى ما قبل الدولة كالجماعات الدينية المنتشرة في اليمن أثار قرار اللجنة المكلفة بتحديد أقاليم الدولة اليمنية إلى ستة أقاليم، قبل عدة أيام، الكثير من ردود الفعل المتباينة بين مؤيد للقرار باعتباره خطوة على طريق الاستقرار والتنمية، وبين فريق آخر يرى أن القرار مقدمة لتقسيم البلاد إلى دويلات وما يثيره ذلك من احتمالية اشتعال الصراعات داخل الدولة اليمنية لأسباب مذهبية واقتصادية، بينما أيد فريق ثالث تأسيس إقليمين فقط شمالي وجنوبي. الحوثيون من جانبهم أعلنوا رفضهم للقرار، وحملوا القوى التي قبلت بالتوقيع عليه كامل المسؤولية، بينما أشار الحزب الاشتراكي اليمني أن هذه الصيغة لا تقدم حلا للقضية الجنوبية، بينما يخشى أبناء الجنوب من أن يضعف تعدد الأقاليم سلطتهم ويحرمهم من السيطرة على بعض المحافظات الجنوبية الكبيرة مثل حضرموت، ومعظم احتياطيات النفط اليمني في الجنوب. "الوادي" التقت خبراء ومختصين في الشأن اليمني لاستطلاع آرائهم بشأن القرار ومدى تأثيره على مستقبل الأوضاع في البلاد،، أبوبكر بازيب، الباحث السياسي اليمني، أكد أن القرار لم يأت من فراغ بل أنه نتاج للمبادرة الخليجية التى استمرت لمدة 10 شهور وكان هناك العديد من الخيارات أمام القائمين على النظام الاتحادي سواء إلى إقليمين أو أربعة أو ستة أقاليم، مشيرا إلى أنه عند عملية تم مراعاة الأبعاد السياسية والإجتماعية والقبلية والاقتصادية حيث أن المركزية الشديدة كانت تعيق التنمية على العكس من النظام الاتحادي الذى يعطي كل إقليم فرصته فى إدارة شئونه بالطريقة المناسبة له ومراعاة الاختلافات بين موارد ومتطبات وتطلعات كل إقليم ولكن هناك من يروجون بأن القرار هو تقسيم و تفتيت لوحدة اليمن. وتابع بازيب فى تصريحات خاصة ل"الوادي" قائلا :"إن النظام الاتحادي خطوة إيجابية فى مستقبل اليمن وهناك سؤال لابد من طرحه وهو كيف يستطيع اليمن تخطى جميع التحديات التى يواجهها سواء كانت أمنية أو قبلية خلال مرحلة بناء دولة حديثة"، موضحا أن اليمنيين لابد أن يدركوا أن المخاطر أصبحت قاب قوسين أو أدنى فى حال عدم تفهمهم للقرار وواجباتهم تجاة دولتهم الجديدة. وعن مستقبل اليمن بعد القرار قال بازيب إن قوانين الأقاليم سيعلن عنها خلال عدة شهور ويعقبه الدستور اليمني الجديد. وفى السياق قال خالد شيبة، ممثل الجالية اليمنية فى مصر، إن قرار تقسيم اليمن من المفترض أن يكون إلى إقليمين فقط وليس ستة أقاليم، مما يؤكد أن هناك مؤامرة خارجية نٌفذت بأيدي المسئولين اليمنيين لتقسيمه، لاسيما وأن بعض الأقاليم لا ترضى بالقرار لأن هذا سيؤثر بالسلب من الناحية السياسية. وأكد شيبة فى تصريحات ل"الوادي" قائلا :"الشعب اليمني لا يمتلك الوعي الكافي ليدرك معنى الإدارة الاتحادية بالإضافة إلى أن قرار التقسيم سيخلق مشاكل ستتمثل فى الصراع على الثروات الطبيعية بين الأقاليم الستة". كما أشار السفير إبراهيم يسري، مدير إدارة القانون الدولى والمعاهدات الدولية بوزارة الخارجية سابقا، إلى أن ما حدث لليمن من تقسيم ما هو إلا جزء من مخطط دولي لسلسلة تقسيمات مماثلة فى العراق ومصر وسوريا، مشددا على أن دولة مقسمة يضعفها. وتسائل يسري فى تصريحاته ل"الوادي" عن دور الدول العربية للوقوف ضد هذا التقسيم قائلا :"أنا مش عارف الجامعة العربية بتعمل إيه؟"، موضحا أن هناك وثائق كثيرة عن مخططات التقسيم معلن عنها فى الكونجرس الأمريكي. ومن جانبها قالت الناشطة اليمنية، بشرى المقطري، أنها ضد تقسيم دولة اليمن إلى أقاليم؛ لأن الوضع في اليمن لا يسمح بذلك، خاصة مع عدم جود دولة قوية حتى تستطيع سيطرتها على الأقاليم. وأضافت المقطري في حديثها مع "الوادي" أن بعض التقسيمات جاءت لمصلحة التيار السياسي الذي يمثله الرئيس اليمني،عبدربه منصور هادي، والنظام السابق وحزب الإخوان المسلمين باليمن. وأوضحت الناشطة اليمنية أن هذا التقسيم يرفضه الشارع الجنوبي والحزب الاشتراكي اليمني وكثير من القوى المتضررة من التقسيم الذي لا يستند إلى حقائق جغرافية أو اقتصادية أو ثقافية، وفيه ظلم لمعظم من الأقاليم، مشيرة إلى أن التقسيم سوف يساعد على ظهور كثير من العصبيات وقوى ماقبل الدولة كالجماعات الدينية المنتشرة في اليمن بقوة، وأنه يتخذ الشكل القبلي ويستند إلى خارطة عمرها التاريخ الاسلامي في اليمن. وأشارت المقطري إلى أن هذا التقسيم سيتسبب في أزمة اقتصادية، لأنه لا يستند لآراء خبراء اقتصاديين، فهناك أقاليم تتمتع بكثافة سكانية وليس لها أي مورد اقتصادي معللة قولها بأن اليمن سيتحول إلى ما يشبه كونتونات صغيرة مغلقة تعيق التطور الاجتماعي. وفيما يخص الانتخابات البرلمانية والرئاسية في اليمن بعد التقسيم، صرحت المقطري ل"الوادي" بأن الانتخابات ستعمل على إيصال الأصوات القبلية والقوى التي تستند إلى السلاح"، مضيفة أنها تعتقد أن المحافظات الجنوبية رافضة تماماً للتقسيم، وربما تدخل اليمن في دائرة عنف جديدة. واختتمت المقطري تصريحاتها ل"الوادي" قائلة :"لا اعتقد أن موضوع التقسيم سوف يمر كما يريده البعض، فربما قوة الشارع الجنوبي تغير هذا المخطط التفكيكي".