المخرج هاني عفيفي: قدمنا أول عرض للمسرحية عام 2005 ولأن الواقع لم يتغير منذ 9 سنوات قررنا اعادة تقديمها الممثل يحى يسري: الحالة المسرحية في مسرح تعاني من أزمات عديدة أهمها عدم توافر أماكن للبروفات ومسارح للعروض عرضت على مسرح روابط بوسط القاهرة، مساء الخميس، مسرحية "أنا دلوقتي ميت"، وشهد العرض حضور كثيف من الجمهور، وكان العرض عبارة عن مجموعة من الاسكتشات التي ترصد واقعنا المؤلم وتمزج بين الدراما والسخرية لتنتج حالة من الكوميديا السوداء تكشف عن المآسي التي يعيش فيها المجتمع المصري والعربي ومحاولة السلطة الدائمة لتغيب عقول الشعب سواء بكرة القدم أو باستخدام الدين أو بالفن الرخيص والمبتذل، حتى بعد مرور 3 سنوات على ثورة 25 يناير يرصد العرض أن واقعنا المصري لم يتغير وكذالك واقعنا العربي. ديكور العرض الذي قامت بتصمميه سالي نظمي اعتمد على لونين أساسين هما الابيض والأسود وهما اللونان اللذان استخدما أيضاً في ملابس الممثلين، ونكتشف من خلال العرض أن الأبيض والأسود هم أبرز الألوان التي نفتقدها في حياتنا هذه الأيام. فُتح الستار على ديكور بسيط يظل معنا طوال العرض، يتكون من سرير مرضى في منتصف المسرح وخلفه يوجد مجموعة الأرفف فوق أحد الأرفف ثلاث دائرية سوداء وبجوارها كاسيت أسود، وفي الرف الذي أسفله يوجد صورة أشاعية لرأس أنسان وبجوارها صورة أشاعية لقلب، يبدأ العرض بموسيقية صاخبة وحزينة ومخفية، ثم يسرد هاني عفيفي مخرج المسرحية الذي يلعب دور ممثل في العمل يظهر في مشهد واحد في بداية المسرحية ليتحدث عن قصة ولد كان نفسه يلحق الشمس ثم يدخل الممثل يحي يسري ويجلس على سرير المرضي، ويبدأ بعدها الدكتور الذي يقوم بدوره الممثل عماد اسماعيل في قول مجموعة جمل متناقضة عن حالة المريض فيقول " الحالة ليست مستقرة، ولكنها لا تتجه للأسوء، الحالة لا تدعو للطأمنية لكنها مقلقه"، ثم يضيف "انا مش عارف أحدد حالة المريض بس أكيد لما المريض يفوق من الغيبوبة يمكن أقدر أحدد حالته"، وينتهي المشهد بجملة يكررها الدكتور ثقوا كل الثقة أني أفعل اقصى ما في وسعى. نكتشف في المشاهد التالية الممتلائه بالكوميديا السوداء، أن المريض الذي يعيش في غيبوبة ما هو إلى رمز لمجتمعنا المصري والعربي الذي نعيش فيه ، في عددت مشاهد كانت تدخل عازفت الفلوت فدوي مريخان بعزفها المميز وألوان ملابسها التي تمزج بين الأزرق السماوي والابيض وهو أختيار مميز لملابسها، وتمر كطيف سماوي أو حلم جميل يذهب المريض خلفها محاول اللحاق بها لكنه دائماً ما يذهب هذا الحلم مسرعاً ولا يلحق به المريض. يستمر العرض في رصد هذا الواقع المؤلم الذي نعيش من خلال الاسكتشات المتنوعة مع الحفاظ على ديكور واحد حتى ينتهي العرض على تثفيق كبير من الجمهور وصيحات أعجاب بالعرض. الوادي إلتقت بعد العرض بمخرج المسرحية هاني عفيفي والذي قال: "المسرحية أول عرض لها كان في 2005 وحصلنا على مراكز في المسرح القومي وفي مهرجان الشباب المبدع، وفي عام 2011 بعد الثورة فكرت أني أعيد العرض وكلمت باقي الفريق لكنهم لم يشجعوا الفكرة، حيث قالوا أن المسرحية تعتمد على الكوميديا السوداء والشعب ممتليء في حينها بالأمل والمشاعر الأيجابية فلم نعيد العرض، وفي الفترة الماضية تحدثت معنا ادارة المركز الثقافي الفرنسي المسئولة عن المهرجان المسرحي لشباب المبدعين الذي يقام كل عام والذي كنا قد شاركنا فيه منذ 9 سنوات بهذا العرض لتقديم العرض في افتتاح دورته الماضية، ولان الواقع الان لم يتغير فمصر منذ 9 سنوات لا تزال كما هى، فقد قررنا تقديم العرض مرة اخرى على أكثر من مسرح والعرض لم نغير فيه سوى 10% فقط". يقول الممثل يحي يسري أحد أبطال المسرحية: "بعد 9 سنوات أصبحنا كممثلين أكثر نضجاً، ووقفتنا على المسرح "تقلت" والرهبة من الجمهور قلت، وخلال الفترة القادمة مقرريين اننا سوف نقدم العرض في اكثر من مسرح بالاضافة الى مراسلة العديد من المهرجانات العربية والدولية للمشاركة بالعرض فيها"، يضيف يحي متحدث عن المشاكل التي تواجه الفرق المسرحية في المسرح، أولا عدم توافر اماكن للبروفات ومسارح للعروض، بالاضافة إلى ان فن المسرح من الفنون التي تحتاج الى جهات تنفق عليها بشكل جيد حتى يستطيع المخرج والممثلون صناعة عمل مميز ".