فيلم أخرجه عمرو سلامة، لكن لعب بطولته الأطفال في المدارس الحكومية وكنت واحد منهم، فعندما شاهدت الفيلم عُدت لنفسي منذ ما يقارب من 15 عامًا وتذكرت : 1 التعصب : "عيل كوفتس .. ابعد عنه ده 4 ريشة .. انت ليه بتقعد مع المسيحيين دول عضمة زرقة .. أحسن إننا بنخلص منهم في حصة الدين " .. جمل سمعتها في فصلي كتيررررر، وأنا صغير كنت مابهتمش بالجمل ديه بس لما كبرت أدركت إن فصلي كان مشحون "بالتعصب والتمييز الديني " اللي للأسف الأطفال بتمارسه كنوع من اللعب من غير ماياخدوا بالهم إن الممارسة ديه بتكبر معاهم نتيجة مواقف كتير بتحصل في مجتمعنا ومنها أكيد المدرسة : روحت البيت زعلان جدًا وفضلت أسأل نفسي هم ليه بيعاملهم كدة؟، وهى ليه قاعدة لوحدها في الفصل ومحدش بيكلمها (زميلة مسيحية في الفصل )، وليه لما بتيجي حصة "الدين" بيخرجوهم في "حوش" المدرسة، وليه لما قولت لمدرستي : ده ظلم المفروض إحنا ناخد حصة الدين مرة في الفصل ومرة برة . زعلت مني وقالتلي ماتقولش كدة عشان مازعلش منك ده حقنا إحنا أكتر منهم ! .... سِكًت عشان هى ما تزعلش بس أنا فضلت زعلان لفترة كبيرة، لحد لما في يوم خرجت "الحوش" في حصة الدين وكانت الدنيا بتمطر وكانوا بيلعبوا وفرحانين جدا، فلعبت معاهم لحد لما الجرس ضرب والحصة خلصت . 2 التحرش مش باللمس بس : حصة الرسم كانت من أفضل الحصص بالنسبة ليا بالرغم إني ماكنتش بعرف أرسم أوي، بس كانت بتخرجني من روتين الحصص والحفظ والتسميع، وكمان كنت بحب مُدرسة الرسم جدًا، ولما كان أي مُدرس بيغيب كنت بروح أحضر حصة الرسم في أي فصل معاه، فبقينا أصدقاء. فصلي كان بياخد حصتين رسم قبل "الفسحة"، وكان فيه شلة بتهرب من كل الحصص ماعدا حصتين الرسم، مش عشان بيحبوا حصة الرسم، لأ عشان لما الجرس يضرب وننزل على السلم يزقوا نفسهم على مُدرسة الرسم، لدرجة إنها كانت بتفضل مستنية لما كل الطلبة ينزلوا وبعد كدة تنزل، بس حتى لما عملت كدة ماخلصتش من التحرش لأن كان فيه مدرس كان بيفضل واقف عشان يبص عليها، كذا مرة شوفته بيعمل كدة ولما بصتله ضحك وقالي "لهطة جشطة" هو كمان كان بيتحرش بس المرة ديه ب "عينه " مش "باللزق". 3 هاني جايزته "مصحف " وأنا كانت جايزتي "10 قروش " : لما شوفت المشهد اللي هاني بيستلم فيه جايزة مسابقة الإنشادالديني اللي كانت "سجادة صلاة ومصحف " ضحكت ضحك هيستيري ودار جوايا حوار مع هاني قولتله فيه : أنت محظوظ جدًا يا هاني .. أيوة محظوظ وكمان مدرستك ديه محترمة جدًا .. عارف يا هاني لما كنت في سنك اشتركت في مسابقة المعلومات العامة في مدرستي .. الحمدلله جاوبت على كل الأسئلة وكسبت.. ناظرة المدرسة بنفسها حضرت الطابور الصباحي لتكريمي .. سمعت صوت نفس الطبول اللي سمعتها في الفيلم " تن تنتن تنتن .. تن تتن تتتن " والناظرة مسكت الميكرفون، وقالت : الفايز بجايزة مسابقة المعلومات العامة " م. أ " والجايزة هي "10 صااااااااغ " (قصدها 10 قروش)، الطابور كله قعد يضحك على الجايزة حتى المدرسين، في الأول زعلت بس لما لاقيت كله بيضحك ضحكت هيستيري. مخرج ومؤلف وفريق عمل الفيلم المصري "لامؤاخذة"، شكرًا لتقديم عمل حقيقي ساهم في نقل حال التعليم في المدارس الحكومية بجمهورية مصر العربية، دون مبالغة أو تجميل .. لكن هل سيتحرك الساكن ؟!! .