الصعلوك كريم جداً، سفيه في نظر الناس -معظمهم على الأقل- وفي نظر اللغويين أيضاً الذين عرفوا الكرم الصح بأنه فضيلة بين نقيصتين: بين البخل وبين السفه.. جمعت الظروف بين صعلوكٍ ومُنقب أكتشف منجماً للذهب في كلوندايك بأمريكا العشرينيات/ أمريكا الغنيمة، التي قضم أكبر أجزائها كالعادة همج لصوص أذكياء؛ لم يختشوا فعاشوا أحسن العيش وحكموا وتحكموا؛ لأن من أختشوا ماتوا أو عاشوا كالميتين. الصعلوك دائماً يتمتع بمظهر Look مُميز لا يُشارك فيه أحد ولا يُشاركه فيه أحد، وطبعاً مُميز شيئ ومُهندم شيئ تاني خالص.. المُهم صُعلوكنا المرة دي مِن أهم ما يُميز مظهره جزمته الكبيرة، والتي بالطبع لا يملك غيرها، ورغم ذلك عندما شد الجوع سلخه عليه وعلى حضرة المُنقب؛ قرر هكذا وبكل بساطة طبخ فردة جزمته اليمنى، وتقديمها كوجبة دافئة في هذا الكوخ، الذي يختبئان فيه من الجو التلج لدرجة منعتهما من مواصلة الرحلة إلى المنجم/ الكنز الموعود. الصعلوك يُحب أن يخدم بعينيه؛ فهذا جزء من تيمة التكوين لديه؛ لذلك قرر طبخ الفردة بذات نفسه، ليس بسبب أن المُنقب أغنى -نظرياً- لكن لماذا يُتعب أحداً وهو بإمكانه أن يُريحه؟! ولذلك أيضاً يُنهي عملية الطهو قبل إكتمالها بدقيقتين؛ لأن المُنقب الجوعان طلب منه ذلك. الصعلوك إنِف وإنتقائي للغاية على فكرة، وإلا ما قررَ العيش على هامش الحياة في الطرف وليس في القلبِ منها: يعني على الحُركروك وليس في المضمون؛ ولأنه إنِف كما ذكرنا عندما يمد له المُنقب طبق تقديم الطعام يتأكد من نظافته حتى لو كان المغروف فيه فردة جزمة، ومش كده وبس؛ فهو لا ينسى وضع قليل من المرقة/ الصوص على الحذاء المطبوخ من أجل إبراز النكهة. "الصعلوك يؤثره على نفسه ولو كان به خصاصة" فبعد نزع -بالشوكة طبعاً- الرباط ووضعه في طبقٍ يُقسم الطعام إلى وشٍ ونعل، ويعطي النعل الملئ بالمسامير للمُنقب، الذي يفكر كأي أبله بأن الصعلوك أستبقى لنفسه الجزء الأفضل، والحقيقة أنه جاهل بأصول المذاق الطيب؛ فمن المعروف أن الجزء الذي يوجد به العضم هو الأفضل طعماً؛ لأن العضم/ المسامير يضفي نكهة رائعة على اللحم/ جلد الحذاء الملتصق به أثناء عملية الطبخ.. يتقبل الصعلوك الأمر ويبدأن في الإلتهام حتى مزمزة المسامير، والتي يصاب الصعلوك بعدها بزغوطةٍ خفيفة. Cut يلاحظ أن في المشهد خطأ؛ فبعد أن أكل شابلن رباط الجزمة في لقطة Shot، ووضع المسامير في الطبق الذي كان فيه الرباط؛ يظهر الرباط في اللقطة التالية التي يُقطع فيها على شابلن، ورغم ذلك لم يتفذلك أو يتشظى أي رويبضة على شابلن أو على معهد الفيلم الأمريكي AFI، الذي صنف الفيلم في نشرة/ إصدار سنة 1998بالمركز ال74 ضمن قائمة أهم مائة فيلم في تاريخ السينما الأمريكية؛ أو بالمركز ال58 ضمن إصدار نفس المعهد سنة 2007 للقائمة الجديدة.. الجدير بالذكر أن شابلن قال "هذا الفيلم الذي أريد أن يتذكرني به الناس". أسم الفيلم: حمى الذهب أو حمى البحث عن الذهب The Gold Rush الصنف: روائي طويل المخرج: شارلي شابلن النص السينمائي: شارلي شابلن البطولة: شارلي شابلن- جورجيا هيل- ماك سوين- توم موراي- هنري بيرجمان تصوير سينمائي: رولاند توثرو المونتاج: شارلي شابلن الموسيقى: تشارلي تشابلن (نسخة 1940)- كارلي إلينور- ويليام ب بيري (نسخة 1970) توزيع: يونايتد أرتيستس تاريخ الصدور: 26 يونيو 1925 مدة العرض: مأخوذ 24 لقطة في الثانية؛ 96 دقيقة (1:36 ساعة) البلد: الولاياتالمتحدةالأمريكية اللغة الأصلية: نسخة 1925 صامت مع تعليق إنجليزي- نسخة 1942: إنجليزية الميزانية: 923,000 دولار الإيرادات: 4,250,001 دولار رابط المشهد: Video of شارلى شابلن Charlie Chaplin مشهد من فيلم the gold rush