أحمد عبد اللطيف : ما أهمية السيّد ثروت الخرباوي الأدبية ليحكم في جائزة كبار الأدباء؟ هل السيّد الخرباوي أديب؟ هل عرف عنه أنه متخصص في النقد الأدبي؟ أحمد عبد اللطيف : هل العمل في الصحافة الثقافية يبرّر تولّي التحكيم في جائزة الرواية والقصة القصيرة؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل يمكن للروائيين التحكيم في جوائز الصحافة أو السينما او الفن التشكيلي؟. طارق إمام : لابد من إبعاد خرتية الصحافة عن الأدب شهدت الايام الماضيه حاله من التشنج فى الوسط الثقافي خاصه بعد إعلان نتائج جائزة ساويرس والتي تحفظ بعض الكتاب والصحفيين على لجنة التحكيم القائمة على الجائزة واتهموا اللجنة بالانحياز وعدم المهنية فكتب الروائي أحمد عبد اللطيف مقالا بموقع" المدن " بتاريخ 16 يناير تحت عنوان " محكّمو جائزة ساويرس.. من أنتم؟ " وجاء فيه " ليكن الأمر واضحاً من البداية: ألف مبروك للفائزين ب"جائزة ساويرس الثقافية" لهذا العام، وأخصّ الفائزين بجائزة الرواية والقصة القصيرة - فئتي كبار الكتّاب والشباب. فالفائز لا يستحق إلا التهنئة، لأنه ببساطة اجتهد وكتب وشارك بعمله في الجائزة، وجاءت لجنة التحكيم فمنحته الجائزة، السؤال هنا ممن تتألف لجنة التحكيم؟ من اختارها؟ ما مقومات المشارك كي يكون عضواً في لجنة تحكيم؟ ثم: ما المعايير التي تخضع لها لجنة التحكيم لتختار العمل الفائز من بين أكثر من مئة عمل؟ هذه أسئلة هامة تعيدنا للسؤال البديهي الأول: ما فائدة الجوائز؟ ربما لو بدأنا بمعطيات سليمة سنتوصل إلى نتائج أسلم. فالجوائز أنشئت في كل دول العالم وفي كل المجالات، خصوصاً الفنون، لتكون دعماً للأعمال الجيدة، وترسيخاً للقيم الفنية، وشكراً للمبدع. ومن خلال الجوائز، يمكن للقرّاء، في حالة الأدب، الاهتمام بقراءة عمل فاز بجائزة. فائدة الجوائز، إذن، تسييد ذوق فني مرتفع الجودة، لأن الفنون بشكل عام تطمح إلى الارتقاء بالروح والفكر، وتسعى في عمومها لمنح المتعة المقرونة بطرح أسئلة حول الإنسان. ولعل الأدب أكثر قدرة على التعبير لأنه يقوم على الكلمة". يضيف أحمد" من هنا يمكننا طرح السؤال حول لجان التحكيم في جائزة "ساويرس" لهذا العام، لنضع إصبعنا على جرح مفتوح. مجلس أمناء الجائزة هو المكلف باختيار لجان التحكيم، وتم اختيارها بشكل يبدو عشوائياً. ولنكن موضوعيين، فربما تكون في ذلك فائدة في دورات الجائزة المقبلة: ما أهمية السيّد ثروت الخرباوي الأدبية ليحكم في جائزة كبار الأدباء؟ هل السيّد الخرباوي أديب؟ هل عرف عنه أنه متخصص في النقد الأدبي؟ هل سمعه مجلس الأمناء ذات مرة يتحدث عن ديستويفيسكي أو كافكا فأعجبوا بثقافته؟ السيد ثروت الخرباوي كان قيادياً في جماعة الإخوان المسلمين ثم انشق عن الجماعة وكتب كتاباً عن أسرار الجماعة. هل في ذلك ما يؤهله لقراءة أعمال أدبية يميز فيها بين الجيد والسيء؟ هل التربية داخل الجماعة رفعت ذائقته الأدبية؟ هل الخروج عن "جماعة الإخوان" جعله أديباً ذا قيمة يُشهد له بالفن الراقي، فاختاره مجلس الأمناء ليستفيد من خبرته؟ لا يمكن أن يوصف ذلك سوى بعشوائية الاختيار" يكمل أحمد " وفي لجنة التحكيم ذاتها، الموظفة لاختيار الرواية والمجموعة القصصية الأفضل من بين الكتب الكثيرة المتقدّمة للجائزة، نجد إسم الدكتور أحمد جمال، وزير التعليم السابق! ليتكرّر السؤال من جديد: ماذا يفعل السيّد وزير التعليم السابق في جائزة أدبية؟ هل هذه مسابقة في المناهج التعليمية؟ يكمل أحمد "أما في فئة شباب الأدباء، فتكوّنت اللجنة من الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد، والصحافي سيّد محمود، والصحافي محمد شعير، والصحافي صبحي موسى (يكتب الرواية والشعر)، والدكتورة هالة فؤاد. والسؤال هنا: ماذا يفعل الصحافيون في جائزة إبداعية؟ غالبيتهم من المثقفين المتابعين، ومنهم من له رأي في الحياة الثقافية المصرية يعبّر عنه في مقالات، لكن.. هل العمل في الصحافة الثقافية يبرّر تولّي التحكيم في جائزة الرواية والقصة القصيرة؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل يمكن للروائيين التحكيم في جوائز الصحافة أو السينما او الفن التشكيلي؟ ". وأضاف أحمد عبد اللطيف فى نهاية المقال متحدث عن أن لجنة التحكيم كانت قد أجمعت على فوز الروائي طارق أمام بالجائزة عن روايته "الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس لكن اللجنة أستبعدتها من الجائزة بسبب أصرار أحد الاعضاء على رفضها بحجة أنها رواية تتحدث عن الشذوذ الجنسي وهاجم أحمد لجنة التحكيم قائلاً " لقد سمحت اللجنة لنفسها بكل بساطة، أن تضع شروطاً فوق شروط الجائزة، وأن تقصي عملاً اختارته لسبب أقل ما يقال عنه إنه تافه. ولعل ذلك ما يجعلنا نسأل: السادة أعضاء لجنة تحكيم ساويرس، من أنتم؟ لماذا لا تتركون الأدب لأهل الأدب؟ ولنسأل مجلس أمناء الجائزة: هل تعرفون أن لجان التحكيم في أوروبا تتكوّن من الكتّاب الكبار المخضرمين والنقاد الراسخين والكُتّاب الفائزين بالجائزة نفسها في دوراتها السابقة؟ ألا ترون نيلاً من قيمة الإبداع، في أن يمنح صحافي أو وزير سابق أو منشق عن حزب أو "أخوان".. جائزة لروائي؟" الكاتب والصحفي بجريدة أخبار الأدب حسن عبد الموجود تحدث عن هذه الازمة عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك قائلاً " لا بد من إبعاد الصحفيين عن جوائز الأدب" ورد عليه الروائي طارق إمام قائلاً : " لابد من إبعاد خرتية الصحافة عن الأدب ".