ابنة رئيس الوزراء التي تزوجت فلاحا فحولته ل «زعيم أمة».. وحولت منزلها لمنارة للثقافة والوعي رفضت مرافقة سعد زغلول في المنفى وردت على الإحتلال: سأبقى لإحاربكم حتى تخرجوا منها قالت ل سعد زغلول بعد استقالته: مهمتنا الكفاح وليس المناصب.. ورفضت إنذار إسماعيل صدقي بالتوقف عن العمل السياسي عندما شعر الاحتلال الانجليزي بخطورة وجود صفية زغلول بين صفوف المصريين تشجعهم وتحثهم على النضال من أجل الاستقلال, قرروا أن يسمحوا لها بالسفر لمرافقة زوجها المنفي وعندئذ رفضت قائلة " واجبي نحو بلادي الآن أهم من واجبي نحو زوجي وسأبقي في مصر لأحاربكم حتي تخرجوا منها". صفية زغلول ولدت عام 1878 م وتوفيت في 12 يناير 1946 تاركة وراءها حياه غير تقليدية للفتاة المصرية . ف صفية هي إبنة مصطفى فهمي رئيس وزراء الانتداب البريطاني التي تزوجت سعد زغلول ابن الفلاحين فأصبح معها وزيرا بعد أن كان نائبا وكان ضمن الوفد الذي استقبل اللورد كرومر قبل أن يتحول لقيادة ثورة 1919 فساندته ووقفت وراءه ليلقبها المصريون ب ام المصريين بعد أن قادت راية الكفاح وخلعت البرقع مؤكدة خوض معركة الاستقلال. وكانت صفية بمثابه الام والمعلم لعلى امين واخيه مصطفى اللذان تربيا تحت رعايتها فى بيت خال والدتهما سعد باشا. وعندما استقال سعد زغلول من رئاسة الوزارة استقبلته صفية زغلول مبتهجة قائلة"هذا أسعد يوم في حياتي، مهمتنا الكفاح وليست تولي المناصب". عندما وجه اسماعيل صدقى رئيس الوزراء إنذارا للسيدة صفية زغلول وطالبها بإن تتوقف عن العمل السياسي رفضت، وتعاملت مع الإنذار كأنه لم يكن. "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية" من بيت الأمة أصدرت السيدة صفية زغلول "أم المصريين"هذا البيان بعد نفى قوات الاحتلال الأنجليزية لزوجها الزعيم سعد زغلول خارج البلاد، انها صفية مصطفى فهمى الابنة التى نشأت فى بيئة ارستقراطية متأثره بالثقافة فرنسية، فوالداها مصطفى فهمى باشا من أوائل رؤساء وزراء مصر، لكنها رغم هذه الحياة الرغدة ورغم أن المعتاد فى حينها كان أن تتزوج بنات الطبقة الارستقراطية المصرية من الأتراك أو الشراكسة، لكن السيدة صفية لم تعبأ بكل هذا وقررت أن تتزوج من سعد زغلول المحامي المصري، ودعمها والد في هذ القرار. صفية زغلول نضال عندما تزوجت السيدة صفية زغلول من زعيم الأمة سعد زغلول كان عليها أن تؤمن بقضية زوجها وبالفعل كان عطائها المتدفق من أجل قضية الوطن العربى والمصرى خاصةً، عندما قرر سعد زغلول أن يهب حياته للنضال الوطني قال لزوجته "لقد وضعت رأسي علي كفي الأيمن فكانت الاجابة من السيدة صفية زغلول:"وأنا أضع رأسي علي يدك اليسري"، عندما قامت قوات الاحتلال بنفي سعد زغلول الي جزيرة سيشل طلبت صفية زغلول أن ترافق الزوج والحبيب والمناضل في منفاه ولكن الحكومة البريطانية رفضت، وعندما شعر الاحتلال الانجليزي بخطورة وجود صفية زغلول بين صفوف المصريين تشجعهم وتحثهم على النضال من أجل الاستقلال, قرر اللورد اللنبي أن يسمح لها بالسفر لمرافقة الزوج وعندئذ رفضت أم المصريين قائلة" ان واجبي نحو بلادي الآن أهم من واجبي نحو زوجي وسأبقي في مصر لأحاربكم حتي تخرجوا منها" وكانت تخرج السيدة صفية زغلول تقود المظاهرات مطالبة بالاستقلال ومكملة مسيرة زوجها الذى تم نفيه. من المواقف الهامة في مسيرة نضال السيدة صفية زغلول وخاصة في الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها شجاعتها في أن تقوم عندما بخلع الحجاب لحظة وصولها الى الاسكندرية مع زوجها عام 1921، وقد منحها سعد زغلول ثقته وأعطها مطلق الحرية حتى قيل أنها أول زوجة سياسى تظهر معه سافرة الوجه دون نقاب فى المحافل العامة والصور، من المواقف الهامة أيضاً في مسيرة السيدة صفية زغلول هي تسميتها بإسم زوجها لا بإسم عائلتها، وعندما تولي زوجها سعد زغلول رئسة الوزارة عام1924 وتوالت الوفود الي بيت الأمة لتهنئتها خطبت فيهم قائلة:" يجب أن تقدموا لي العزاء وليس التهنئة ان سعد زغلول هو زعيم الأمة وهو الآن في مكان أقل بكثير.. فماقيمة رئاسة الحكومة مقابل زعامة الأمة؟"، وعندما استقال سعد زغلول من رئاسة الوزارة استقبلته صفية زغلول مبتهجة قائلة"هذا أسعد يوم في حياتي، مهمتنا الكفاح وليست تولي المناصب"، وبعد وفاة زوجها سعد باشا زغلول عام 1927 لم تتوقف السيدة صفية عن نضالها الوطنى فى المجالات السياسية والأجتماعية، وعندما وجهه اليها اسماعيل صدقى رئيس الوزراء إنذارا بإن تتوقف عن العمل السياسي إلا أنها رفضت وكأنه لم يكن. لم يكن نضال السيدة صفية مقتصر على الجانب السياسي فقط ولكن دورها فى الجانب المجتمعي كان كبير ومن الأشياء التي تذكر لها في هذا الصدد افتتاحها ودعمها لمستشفى المواساة مع الدكتور احمد النقيب عام 1935 . بيت الأمة كانت بيت السيدة صفية والزعيم سعد زغلول ملتقي ومنارة للثقافة والوعي والنضال وفي هذا البيت تربى على امين واخيه مصطفى تحت رعاية سعد زغلول خال والدتهما ولان سعد باشا كان دائم مشغول بانضال من أجل أستقلال مصر، فكانت السيده صفيه بمثابه الحارس الامين عليهما وكانت لها الكثير من المواقف الطريفه مع سعد زغلول، الذي كان يهُز عرش الإمبراطورية البريطانية ويعصف بالحكومات ويعزل الوزراء بمقالاته التي يكتبها وبنضاله ، ورغم هذا كان في بيته ضعيفًا محرومًا كمريض بداء السكري، وكانت زوجته أم المصريين صفية زغلول تقف له بالمرصاد وتمنعه من تذوق الأكلات الشهية التي كان يعشقها، وبخاصة الكنافة وطواجن الأرز التي كان يحلم بها، وفقًا لرواية علي أمين، كان سعد باشا يعرف أن زوجته إذا جلست معه على المائدة، ستفرض عليه أكل الطعام المسلوق، لذلك ما إن يعلم بإعداد صينية الكنافة، حتى يقلب الدنيا باحثًا عن مدعوين لا تعرفهم زوجته ولا تستطيع مجالستهم على المائدة. وحظيت السيدة صفية على لقب أم المصريين بعد أن هتفت جموع الشعب من الرجال والنساء وأعطوا لها هذا اللقب عقب بيانها الهام الذي صدر من بيت الأمة بعد نفي سعد زغلول إلى جزيرة سيشل، وكان البيان يؤكد على أن السيدة صفية وشعب مصر سوف يكملون مسيرة نضال سعد زغلول من أجل استقلال مصر» وظلت صفية زغلول مخلصه لنضاله ومبدأها حتي رحلت عن عالمنا في 12 يناير 1946.