فنانون ونقاد: اغتوت بالفن فتحولت من ممثلة صامتة في أول فيلم مصري صامت إلى علامة في تاريخ السينما آسيا داغر ممثلة مصرية لبنانية، ولدت فى قرية تنورين بلبنان فى 18 إبريل 1901، بدأت حياتها كممثلة هناك عندما قدمت فيلمها القصير" تحت ظلال الأرز" فى 1922، وفى 1923 جاءت مصر بصحبة شقيقتها مارى وابنتها الصغيرة مارى كوينى، وفى مصر ظهرت كممثلة فى أول فيلم مصرى صامت وهو «ليلى» فى 1927 الذى أنتجته عزيزة أمير، وفى 1927 أسست «آسيا» شركة «لوتس فيلم» لإنتاج وتوزيع الأفلام، محطات كثيرة مرت بها "أسيا" ..صعود وهبوط .. حتى إنتاجها أبرز علامات السينما المصرية فيلم "الناصر صلاح الدين"عام 1986، وأنفقت عليه 200 الف جنيه وهو أعلى انتاج سينمائى فى ذلك الوقت واضطرت لبيع فيلتها لانتاجه ولكن خسرت كل ما انفقته .. ولكنها لم تخسر لقب "عميدة منتجى السينما المصرية" وتركت لنا ميراث من ابرز علامات السينما المصرية.. "الوادى" التقت عدد من ابرز منتجى ونقاد السينما وكذلك رأى واحدة من ابرز الفنانات القديرات "محسنة توفيق" .. فقالوا لنا شهاداتهم وتقيمهم لتجربة 59 سنة سينما قضتها "أسيا" مابين التمثيل والانتاج : قال المنتج الدكتور محمد العدل "للوادى" : " اعتقد ان "أسيا" شخصية مناضلة جدا كونها خاضت تجربتى التمثيل والانتاج، ف لكى تصبح فنانا حقيقا لابد ان تثابر وتقنع ممن حولك بموهبتك، ولكى تصبح منتجا جيدا عليك ان تتمتع برؤية وهدف، .. و"أسيا" جمعت مابين الاثنين. وأضاف، صنعت "أسيا" ومارى كوين ابنتها وزوج أختها احمد جلال وعائلة جلال علامة بارزة فى تاريخ صناعة السينما المصرية وقدمت للسينما الكثير والكثير، ويكفيها فخرا انها قدمت وصنعت نجوما ودعمت الصناعة وكانت هى بحد ذاتها نجمه كبيرة. وتابع، أنا انظر "ل أسيا" انها وصلت لمرحلة" العشق والمقامرة" فى أخر حياتها كمنتجة وهو ما برز فى بيع فيلتها لانتاج فيلم من ابرز علامات السينما المصرية "الناصر صلاح الدين" ولكن بالرغم من خسارة الفيلم وأفلاسها الا انها كسبت "مبتاغها" ان تصبح "عميدة منتجى السينما المصرية "بحق ويكفى انها كانت تنتج أفلام لايقدر على انتاجها الا الدولة بأكلمها . وفيما يتعلق بهدم المحافظة لفيلتها فى منطقة جيلم فى يونيو 2012، أكد على اننا فى دولة"كالقطط تأكل ابنائها" وهو لم يحدث فقط مع فيلا أسيا ولكن حدث أيضا فى فيلا أم كلثوم عندما تم تحويلها لفندق فى غاية القبح، وهو ما لم نجده بالخارج عندما نسافر لنرى منزل "بيتهوفن" و " موتزرت"، وراى اننا كلنا مشاركين فى هذه الجريمة . وقالت الفنانة محسنة توفيق، أسيا ومارى كوين لعبتا دورا كبيرا فى صناعة السينما المصرية خاصة وانهما الجيل الثانى من رائدات الانتاج فى صناعة السينما المصرية بعد عزيزة أمير وفاطمة رشدى، وانا منذ كنت طفلة وانا أغوي فى متابعة السينما المصرية والعربية، وكنت اذهب لمشاهدة 3 أفلام فى اليوم الواحد. وأضافت، "أسيا داغر" قدمت لل سينما فن أصيل وراقى، وبالرغم من كونها شاركت فى أفلام قليلة وتفرغت للانتاج السينمائى الا انها لعبت أنواعا مختلفة كمشاركتها فى أحدى الافلام الصامتة وهو فيلم " ليلى" الا انها شاركت فى فيلم كوميدى مع الفنان محمد فوزى، واعتبرها رائدة حقيقية "تغتوى" مثلى بالفن تعشقه، وفيما يتعلق باتجاها نحو انتاج الافلام التاريخية مثل "شجرة الدر" و " الناصر صلاح الدين" يدل على أحساسها بقضايا منطقتها ولو اهتمامها بذلك لكان ليس لدينا فيلم نستمتع بمشاهدته حتى الان والذى يعتبر أحدى علامات السينما المصرية البارزة. وقالت الناقدة الفنية، ماجدة خيرالله، "أسيا" لديها مكانة مميزة فى تاريخ السينما المصرية، خصوصا ان لها وجه شامى جميل حل على السينما المصرية فى ذلك الوقت بجانب السوريين، وهو ما اعتبره فى رأيى قد حقق توازن فى صناعة السينما المصرية وقت ذلك، فاذا نظرت الى افلام الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب فى بداية الاربعينييات ستجد ان الراقصات فى الفيلم من الايطاليات والاوروبيين الذى كانوا يعيشون فى مصر ويمتهنون التمثيل. وتباعت، "أسيا" دخلت مع الرعيل الاول من الشوام، وبدأيتها كممثلة شاركة فى بعض الافلام قبل ان تتجه للانتاج السينمائى يثبت انها فنانة فى المقام الاول قبل ان تكون منتجة وهو ما نفتقده الان فى سوق الانتاج السينمائى المصرى،ويثبت عمق رؤيتها وهدفها تجاه مشروعها الخاص على المستوى الانتاجى وانها من المنتجات القلائل تجاه مشروعها الانتاجى، خاصة وانها انتاجيا كانت ضمن الجيل الثانى انتاجيا بعد عزيزة أمير وفاطمة رشدى وبهيجة حافظ ، وكانت ليست الوحيدة المنتجة بل كان هناك ماجدة صباحى ومديحة يسرى التى قامت بخوص التجربة حتى تجد نوعية الافلام التى تناسبها. ونوعية الافلام التاريخية التى قامت بانتاجها خير دليل على ذلك فقدمت " شجرة الدر" و"الناصر صلاح الدين" وهو ما يؤكد ايمانها بالبعد القومى لقضايا وطنها، بالاضافة الى اكتشافها لعدد من ابرز مخرجى السينما المصرية مثل "هنرى بركات و حسن الامام وابراهيم عمارة وعز الدين ذو الفقار" واخرين أثروا صناعة السينما بعدد هائل من الافلام البارزة . وأكدت ماجدة خير الله انه لابد ان يتم تأسيس جمعيات أهليه ومؤسسات ثقافية مستقلة تتبنى بحث هذه الشخصيات البارزة فى السينما والغناء والتلحين بمصر وتقدم فى كل عام ابحاث جديدة عن ما لم نعرفه عن هذه الشخصيات بالبحث والوثائق حتى يتم تقديمها للقارئ والمتابع فى مصر والوطن العربى حتى لا ننساهم. جدير بالذكر ، رحلت الفنانة والمنتجة "أسيا داغر" فى 12 يناير عام 1986، عن عمر يناهز 87 عاما، قضت منها 59 عاما فى التمثيل والانتاج السينمائى، أنتجت عددا من ابرز الافلام ومنها " فيلم "غادة الصحراء" عام ،1929 كان أول بطولة لها وإضافة إلى أنه باكورة إنتاجها فقد استعانت بالفنان التركي وداد عرفي لإخراج هذا الفيلم، ثم مع إبراهيم لاما لإخراج فيلم "وخز الضمير" عام ،1931 وبعدها تعرفت على السينمائي والروائي والصحفي أحمد جلال، فأخرج لها كل ما أنتجته من أفلام في الفترة ما بين عامي 1933 و1942 والتي قاربت العشرة أفلام، أهمها: "عيون ساحرة" عام 1934، "شجرة الدر" عام 1935، "فتاة متمردة" عام 1940ً. وبعد أن تزوج أحمد جلال من ابنة أختها الفنانة ماري كويني وأسسا معاً استوديو جلال وتفرغ لإخراج أفلام شركته الخاصة مع زوجته، كان لابد لها أن تبحث عن مخرج آخر، فاتجهت إلى مساعد مخرج شاب في الثامنة والعشرين من عمره ليقوم بإخراج فيلم "الشريد" عام 1942، وكان هذا المخرج هو هنري بركات. قدمت للسينما المصرية مخرجين جدد أصبحوا من الكبار في عالم الإخراج فيما بعد، أمثال: هنري بركات، حسن الإمام، إبراهيم عمارة، أحمد كامل مرسي، يوسف معلوف، عز الدين ذو الفقار، حسن الصيفي، حلمي رفلة، كمال الشيخ واضافه لذلك قدمت عدد من النجوم منهم فاتن حمامة وهي في بداية حياتها الفنية تخطو نحو السادسة عشرة من العمر في فيلم الهانم (فيلم) عام 1947، واكتشفت صباح سينمائياً وقدمتها في فيلم القلب له واحد عام 1945، وصلاح نظمي في فيلم هذا جناه أبي عام 1945. أعطت اهتماماً خاصاً للأفلام التاريخية الملحمية، فقد أنتجت فيلم شجرة الدر في بداية مشوارها الفني، ثم فيلم أمير الانتقام الذي أخرجه هنري بركات عام 1950. إلا أنها توَجت إنتاجاتها الملحمية الضخمة بفيلم الناصر صلاح الدين عام 1963 الذي تكلف إنتاجه مائتي ألف جنيه، وكان ذلك وقتها أعلى ميزانية توضع لإنتاج فيلم مصري. وقد استمر الإعداد للفيلم لمدة خمس سنوات، وكان من المفترض أن يخرجه عز الدين ذو الفقار ولكنه مرض أثناء كتابة السيناريو وذلك بعد أن تعاقدت مع الممثلين فلم يكن منها إلا أن تؤجل البدء في العمل حتى نصحها ذو الفقار بعد أن اشتد عليه المرض بالاستعانة بالمخرج يوسف شاهين، وكان هذا أول تعامل لها معه.