حذرت احدى الدراسات العلمية الحديثة من ادمان العاب الانترنت وخاصة لدى طلاب المدارس وقالت انها تزيد من السلوك العدوانى لديهم. وكشفت الباحثة ليلى نوار ابراهيم بكليه التربية جامعة القناة فى دراستها التى اجرتها عن الصحة النفسيه لدى طلاب المدارس انه توجد علاقة بين ادمان الالعاب على الانترنت وبين السلوك العدوانى" المادى واللفظى والعدائى والغضب. واستندت الباحثة فى دراستها الى عينة عشوائية من طلاب المرحلة الثانوية بمراحلها الثلاثة من الذكور وقامت بتطبيق مقياس ادمان الالعاب على الانترنت ومقياس السلوك العدوانى وقامت بجمع وحصر البيانات والتى انتهت الى النتيجه السابقه ووجهت الباحثة نظر المربين والوالدين المهتمين بشئون اتربية بل والمجتمع ككل من مخاطر ادمان العاب الانترنت على الطلاب وما يتبعه من اثار سلبية على السلوكيات المختلفة لديهم وخاصة السلوك العدوانى. واشارت الاحصائيات والتى استدلت بها الباحثة اثناء دراستها الى ان عدد مستخدمى العاب الانترنت فى مصر مليون و700 الف مستخدم يوميا وان متوسط عدد المستخدمين يبلغ 20 مليون دقيقه فى اليوم الواحد، حيث بلغت نسبة مستخدمى لالعاب الانترنت فى القاهرة 58% والدلتا 17% والاسكندرية ومطروح 13% وقبلى 7% ومدن القناة وسيناء والبحر الاحمر 5% ومن التوقع ان يصل عدد مستخدمى الانترنت بمحافظات مصر الى 2.2 مليون مستخدم وقد زاد العدد بمقدار مليون فى الفترة من سبتمبر 2007/2009 مقابل 300 الف مستخدم للانترنت يلعبون وبشكل مستمر وبدون علم اولياء امورهم وهذا ما ادى الى زيادة نسبه السلوك العدوانى بشكل ملحوظ فى الاونه الاخيرة. ولذلك حرصت الدراسة الى التنبية بضرورة عمل برامج توعية لتخفيف حدة هذه الالعاب والعمل على تقليل عنف الابناء بسبب هذه الالعاب وتوجيه نظر مسئولى وزارة التربية والتعليم وامدادهم بمعلومات ورؤى جديده تؤكد على تقنين هذه الالعاب واستخدامها بما لايهدر وقت الطلاب ويضر مستقبلهم وفسرت ان سبب اقبال طلاب المدارس على العاب الانترنت هو ميلهم لاستكشاف عالم الالعاب وهذا مايجعلهم عرضه لان يسلكوا سلوكا عدوانيا ملحوظا لان هذه المرحله تدفع الفرد الى القيام بدور فعال ومؤثر فى المجتمع، مشيرة الى ان هذه المرحلة تتسم بالعدوانية والعنف النفسى والاجتماعى وان ادمان الانترنت يدعم العدوانية لديهم وتجعله لا يشعر بالرضا من علاقاته الاجتماعية فينزلق فى هاوية ادمان الانترنت وتجعله يعيش فى عالم يجد فيه ضالته ويشعر فيه بالانسجام والسعادة التى يفتقدها فى الواقع. واشارت الى الفروق بين الثقافات والمجتمعات التى تسود فى المجتمع المصرى والتى تختلف عن المجتمع الغربى، الامر الذى يترتب عليه اختلاف اساليب التنشئة الاجتماعية للابناء بداخل المجتمع المصرى عن المجتمع الغربى ومن ثم اختلاف سمات وشخصية الفرد فى كل من هذين المجتمعين بالاضافة الى الاسهام فى خصائص المجتمع المصرى والذى يختلف عن الاسهام فى المجتمع الغربى مما يؤدى الى اختلاف الضغوط الحياتية التى يتعض لها الافراد فى المجتمعين، مضيفة انه لا شك ان العاب الانترنت فى المجتمع المصرى تختلف عن الموجودة فى المجتمع الغربى الامر الذى يؤدى الى زيادة نسبه السلوك العدوانى طبقا للتقليد الاعمى- على حد وصفها- الذى ترسله لنا الالعاب الغربية والتى تؤثر فى سلوك شبابنا وتدمرهم وتعمل على ازدياد نسبة العدوانية داخلهم لتدمر انفسهم والمجتمع باكمله بسبب تغيير العادات والتقاليد التى تعرضها علينا مبادىء وعادات المجتمع الغربى، واذا كانت النتائج تختلف الى حد ما مع نتائج الدراسات الاجنبية فى زيادة نسبة استخدام العاب الانترنت فذلك يرجع الى ان الدولة وكافة مؤسساتها التعليمية والاعلامية قامت بدور كبير وساهمت فى الدعاية لالعاب الكمبيوتر والانترنت وتسهيل اقتنائها لكل طالب وكذلك اقتناع الجميع بان الكمبيوتر والانترنت ضرورة لكل بيت دون ان يعرف الاباء مانوع هذه الالعاب التى يستخدمونها او يمارسونها على الانترنت ومدى تأثيرها على سلوكياتهم السوية او العدوانية مما يجعلهم يسلكون سوكا عدوانيا. وتنبأت الدراسه بظهور عالم من الطلاب العدوانيين فى المجتمع العربى عامة والمصرى خاصة لذلك طالبت بضرورة التدخل لوقف هذه الظاهرة التى جعلت الكثير من الطلاب فى جميع مراحلهم التعليمية يشكلون خطورة على المجتمع بسبب سلوكهم العدوانى جراء الالعاب المنتشرة على الانترنت. وانتهت الدراسة الى عدد من التوصيات اهمها انه لابد من التعاون بين الاسرة والمدرسة فى التشخيص المبكر لانماط السلوكيات الغير مقبولة والتخلص من عادات الالعاب على الانترنت التى لها اثر سىء عليهم كذلك اوصت بالحد من انتشار مقاهى الانترنت ورفع سن دخولها الى 18 سنة بالاضافة الى تعريب الالعاب بصيغة عربية وتقديم شخصيات وقيم من المجتمع العربى كنماذج للسلوك. كذلك اوصت بضرورة اهتمام الدول الاسلامية بالتربية الخلقية والدينية وتدريسها فى مدراسنا لصيانة الامة الاسلامية وحضارتها وتقديم برامج الارشاد النفسى الفردى والجماعى لمدمنى الانترنت لمساعدتهم على التخلص من المشكلات التى صاحبت ادمانهم لها بالاضافة الى تقديم برامج ارشادية للوالدين لمساعدة ابنائهم على التخلص من ادمان الانترنت.