سامية جمال، إخترت أن أكتب عن سامية جمال و فريد الاطرش من أجل عيون سامية، أنا متحيزة لها لأننا مواليد نفس اليوم في 22 فبراير وبالتالي نفس البرج برج الحوت. بينما كان فريد الأطرش من مواليد 19 أكتوبر، أي ينتمي إلى برج الميزان، إذن هي قصة حب بين برج مائي وبرج هوائي! . ولا يمنع هذا إنني استعنت أيضا بسؤال أمي ( أرشيف العائة السينمائي) لمعرفة المزيد عن هذه القصة. البداية كما حكتها سامية جمال بنفسها للصحفي محمد شوشة كانت في كازينو بديعة مصابني حيث كانت ترقص، وكان فريد الأطرش مرتبطا بفتاة من عائلة أرستقراطية – لا تنسوا إنه أمير من سلالة ملوك- لكنه كان رافضاً لفكرة الزواج في حد ذاتها، كان يعتبرها الطريق المضمون للقضاء علي المشاعر. وفي زمن غير زماننا، وبقصة تليق بفيلم أبيض وأسود، تشاهد سامية صورة الاطرش في احدي المجلات وتعجب به، يتحرك شيئا ما بداخلها، فتسأل عنه، ثم تفاجئ به زبونا في "كازينو بديعة"، حيث جاء خصيصا ليشاهد رقصها مع حبيبته الارستقراطية. فرحت سامية، وربما رقصت كما لم ترقص من قبل، وعندما اقتربت من منضدته لترقص له خصيصا، قامت صديقته بسبها وضربها، بعدما شعرت من خلال نظراتها لفريد بالاستفزاز. انسحبت سامية حزينة، وغضب فريد الأطرش، وتبعها غالبا ليعتذر لها، لتبدأ بينمها قصة حب شهيرة استمرت لثمان سنوات كاملة. ومن المؤكد أن سامية جمال لم تحصل علي أدوار البطولة في السينما المصرية الا بعد علاقتها بفريد الاطرش، لكن لا أحد يمكنه أن يؤكد زواجها عرفيا أو رسميا، ليس هناك ما يثبت أنها نجحت في تغيير نظريته الشخصية عن الحب والزواج. هناك أقاويل تتناقل أن بالفعل كان بينهما زواجا عرفيا كما يحكي صديقها محمد أمين، لكن المؤكد هو أن الانفصال تم ببساطة كما بدأ هذا الحب، وكان له عدة أسباب، السبب الأول طبقي بحت، هو أمير وهي فلاحة من ببا بمحافظة بني سويف، لا يتزوج الأمراء من الفلاحات سوى في "حواديت الأطفال" فقط، وكذلك بسبب مهنتها حيث يروى عن شقيقه الأكبر «فؤاد الأطرش» أنه قال له «على جثتي هذا الزواج فأنت أمير لا يمكن ان تتزوج من راقصة» . أما السبب الثاني الدرامي -وهي النميمة التي حصلت عليها من أمي - فهو مربع الدراما " فريد، ناريمان، الملك فاروق، سامية جمال". هل شاهدتم فيلم "قصة حبي"؟ بطولة فريد و الممثلة المصرية إيمان؟ الفيلم ببساطة يحكي قصة حب فريد وناريمان، لقد احب الأطرش الملكة ناريمان قبل أن تكون ملكة، ولكن تدخل الملك فاروق-كعادته- واختطف تلك الحسناء من الاطرش، وتوجها ملكة علي عرش مصر، كذلك تحدث البعض عن علاقة عابرة بين سامية جمال والملك فاروق الذي كان يستدعيها لترقص في الكثير من حفلات القصر فأطلقوا عليها اسم «الراقصة الملكية» وترددت وقتها روايات عن اعجاب الملك بها وانه قضى معها أياماً في استراحته الملكية بضاحية «حلوان»، وعندما علم فريد بهذا أنهي العلاقة معها، لقد تسبب الملك في جرح الأمير مرة الثانية، وكأنه صراع على رقعة شطرنج. وانتهت علاقة الحب بهروب سامية جمال بالزواج من متعهد الحفلات الأمريكي «شبرد كينج»، الذي كانت قد التقت به في باريس، ولأنه كان مسيحياً، أشهر إسلامه، وغيّر اسمه إلى«عبد الله كينج». ثم أتضح أنه كان مجرد «صفقة» للكينج، و«فخ» وقعت فيه الراقصة المصرية، فبعد أن سافر الاثنان إلى هيوستون بولاية تكساس، حيث يقيم الزوج، لتمضية شهر العسل، استطاع كينج أن يحصل لسامية على عقود عمل في مسارح خمس عشرة ولاية أمريكية، وربحت من تلك الرحلة التي استمرت ستة عشر شهراً ما يقارب العشرة آلاف جنيه، استولى عليها زوجها، مما دفعها إلى طلب الطلاق، والعودة إلى مصر. وبقي فريد عازبا أبديا حتى توفى، وتوفيت سامية وهي أرملة الفنان رشدي أباظة في أطول زيجاته، والتي استمرت 15 عاما. رحلت سامية، إبنة برج الحوت العاطفية، التي تميل إلي الرومانسية إلي حد التوهان في أحلام نهارية مثلها مثل بنات برجها، وبقيت قصتها مع فريد الاطرش إبن برج الميزان الهوائي، الذين يرفضون ألا تمشي كل الدنيا إلا علي هواهم فقط.