عزة بلبع: شاعر الشارع المهروس وسط الفقراء.. أوصاني بغناء فرحانين وسأسجلها قريبا بهاء شعبان يكتب ذكرياته مع صاحب رحت القلعة.. وأمين حداد : شاعر الناس الذي عاش معهم حتى الممات باسم شرف يكتب عن: نجم وجمال مبارك وحركة كفاية وقصيدة عريس الدولة فنانون ومثقفون وكتاب عاصروا نجم في مراحل مختلفة من حياته يكتبون للوادي شهاداتهم عن نجم شاعر الغلابة والبسطاء الذي عاش معهم حتى الممات . الفنانة عزّة بلبع: شاعر الشارع المهروس وسط الفقراء والبسطاء " الفاجومى" شاعر الشارع المهروس وسط البسطاء ..وأوصانى بغناء " فرحانين" وسأسجلها قريباً. وفاة الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم سببت لي صدمة حقيقية لأنه بعيداً عن المستوى الإنساني فهو شاعر كبير تعلمت منه كثيراً، ومن الجميل في "الفاجومي" أن مبادئه مطابقة لأفعاله ومواقفه وأشعاره لن ينفصل أبداً عنها وفى حالة أتساق كامل مع سلوكه. نجم شاعر الشارع المهروس وسط الفقراء والبسطاء في الوقت الذي يقبع فيه المثقفين والنخبة بعيداً عن الشارع ولم تقترب إلا قليلاً وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، إلا أن نجم ومنذ بداياته وحتى وفاته لم ينفصل عن قضايا الشارع والمواطن البسيط ولم يتخل عنهم أبداً. ونجم -وعلى عكس ما يتصور الكثير من الناس ذلك نظراً لبساطة مظهره وحديثه- هو قارئ جيد جداً خاصة في شعر العامية وتاريخ الشعر القديم، ودائما ما كان يوصي شباب الشعراء بقراءة أشعار "فؤاد حداد وصلاح جاهين وبيرم التونسي و عبد الله النديم"، لإن البعض يتصور أن الموهبة تأتى دون إثقال ومتابعة وقراءة وإعداد جيد. وقد أوصاني نجم بأن أقوم بتسجيل وغناء أغنية "فرحانين" و "بحبك يا مصر"، و"فرحانين" كان قد كتبها "للثورة الإيرانية" وكنت أقول له أن الإسلاميين والملالي قد سيطروا على إيران ولم تعد تصلح، وهذا قبل اندلاع موجة 30 يونيو الثورية التي ضخت في أرواح المصريين الأمل والتفاؤل، وبعد اندلاع 30 يونيو قال لي "سجلي فرحانين بصوتك"، فقمت بتوصية فرقتي الموسيقية بالاستعداد خلال الفترة المقبلة لدخول الاستديو وتسجيل "فرحانين" لتحقيق وصية أبو النجوم. القيادي اليساري أحمد بهاء الدين شعبان: ذكرياتي مع صاحب رحت القلعة ذكرياتي مع الشاعر العظيم أحمد فؤاد نجم عديدة جداً، كانت بدايتها عندما تعرفت على أغانيه الرائعة مع الشيخ إمام في بداية السبعينات وخاصة أغنية "يا بهية" وأغنية "جيفارا مات"، بعدها قمت بزيارته أكثر من مرة مع العديد من الأصدقاء منهم المرحومة سهام صبري في حوش عيسي حيث كان يقيم نجم مع الشيخ إمام، وفي عام 72 عندما تم اعتقالي مع مجموعة كبيرة من الشباب الذين كانوا يقودون الحركة الطلابية وتم وضعنا في سجن، قابلنا الشاعر الكبير أبو النجوم الذي كان معتقلاً حينها ومن وقع لقاء نجم معنا كتب قصيدته الشهيرة "أنا رُحت القلعة" والتي يقول فيها : "أنا شفت شباب الجامعة الزين أحمد و بهاء و الكردي و زين حارمينهم حتى الشوف بالعين و ف عز الظهر مغميين عيطي يا بهية على القوانين" كان نجم من أهم الشعراء الذين كانوا وقوداً للثورة والحركات الاحتجاجية طوال السنوات الماضية لذلك لم يكن غريباً أن يمتلئ ميدان التحرير بأشعار نجم وأغانيه في ثورة يناير، وعلاقتي مع نجم استمرت منذ السبعينات حتى وفاته، وتميزت هذه العلاقة بالمحبة والاحترام وكان نجم أكثر من صديق فهو -دون مبالغة- أحد الآباء الروحيين بالنسبة لي. وبشكل شخصي خسارتي الشخصية بوفاة نجم كانت كبيرة فضلاً عن خسارة الوطن الفادحة برحيله، لكن نجم كان يقول دائماً أن مصر ولادة لذلك أعتقد أن أبناء نجم من الفنانين والشعراء الذين تربوا على أشعار نجم سوف يسيرون على دربه ويكملوا مسيرته النضالية والشعرية. الشاعر أمين حداد : نجم شاعر الناس الذي عاش معهم حتى الممات تقابلت مع الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم "رحمة الله عليه " مرتين، الأولى كانت سهرة في حوش أدم أو "خوش قَدَم" مع الفنان سعيد صالح ، واستمرت حتى فجر اليوم التالي ، وألقينا فيها أشعار، وكانت من أجمل السهرات في حياتي. المرة الثانية كانت في دار "ميريت" للنشر، وكنت دائماً أرى "نجم" وسط شباب الشعراء ينصحهم ويساندهم. نجم شاعر الناس دائماً ما تشعر به في الميادين وفى الهتافات وفى وجوه البسطاء وقد عاش لهم حتى الممات. باسم شرف: عن نجم وجمال مبارك وحركة كفاية وقصيدة عريس الدولة أتذكر حينما تسلّمت إدارة دار "ميريت" للنشر، أننا خصصنا مكتباً صغيراً للعم نجم خلف باب الغرفة. ذلك المكتب الذي كُتب فوقه مقالاته في جريدة الدستور وقصيدة "عريس الدولة" التي كتبها في هجاء جمال مبارك ليلة عُرسه، والتي أثارت جدلاً كبيراً. كان العم نجم مشاغباً في كبره كما في شبابه، فبعد تأسيس حركة كفاية في نفس المكان الذي كان يجلس فيه في دار ميريت، كانت تخرج الفعاليات من عندنا وكان يتصدر مقدمة المسيرة التي نسير بها، وكان دائماً هناك سيارات أمن مركزي وأفراد شرطة وأمن دولة أمام الباب الرئيسي للعمارة التي يوجد بها الدار، وذات مرة قال للعم نجم أحد ضباط الشرطة أن يعود إلى الأعلى لدقائق فقط لأنه يخشى عليه من التدافع ونصحه أن يصعد ليجلب لنفسه شيئاً من المكتب ليحمي به نفسه من البرد فرد عليه نجم "ماشي يا حنيّن" وبمجرد صعود نجم وعودته وجدهم قد أغلقوا الباب بالجنازير، فوقف في وجههم ونحن حوله ليقول "عارف يا طور إنت وهو؟ أنا بشجع اللعبة الحلوة، ودي ملعوبة".