أعلنت جمعية قدامى المظليين بفرنسا، وفاة الجنرال بول أوساريس أحد المدافعين عن عمليات التعذيب أثناء الحرب الجزائرية (1954-1962) عن عمر يناهز 95 عاما ، إذ كان الجنرال الفرنسي اول ضابط فرنسي بارز يقر بقتل وتعذيب 24 سجين حرب جزائريا في كتاب نشرعام 2001 تحت عنوان " الأجهزة الخاصة في الجزائر 1955-1957" عن حرب الاستقلال في الجزائر، اعترف فيه بأنه سمح باستخدام كل أساليب التعذيب لاستنطاق الجزائريين. وعلى الرغم من ذلك، لم يعرب "اوساريس" أبدا عن اسفه لاستخدام القوة ، بل أكد أن استخدامها مشروع عندما يتطلب الأمر ذلك، كما زعم "اوساريس" ان الحكومة الفرنسية آنذاك كانت على علم بأمر التعذيب واقرته. ورغم الأصوات التي كانت تطالب فى الجزائروفرنسا بمحاكمته إلا أن الجنرال الفرنسي تمسك بأفكاره وأفلت من العقاب. ولد "اوساريس" في نوفمبر 1918 في جنوبفرنسا وانضم للمخابرات الفرنسية، حيث أسس وحدة مكافحة التجسس.كما شارك أوساريس في الحرب العالمية الثانية ضد النازيين، لكنه أصيب في عام 1939 بجروح في عينه اليسرى إثر تلقيه شظايا قنبلة صغيرة في الوجه. وفي عام 1957 عهد اليه باعادة النظام فى الجزائر، ووصف اوساريس الوحدة التي كان يرأسها ب "كتيبة إعدام" مهمتها شن مداهمات ليلية وتعذيب واخفاء بعض المعتقلين. ورغم كل ذلك لم يعتذر الجنرال الفرنسي ولو مرة واحدة عن عمليات التعذيب والعنف التي مارسها طيلة تواجده في الجزائر ضد مناضلين جزائريين مدنيين كانوا يدافعون عن حريتهم واستقلال بلادهم. يذكر أن ثورة التحرير الجزائرية كانت قد اندلعت في 1 نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي الذي احتل البلاد منذ عام 1830 (احتلال دام 132 سنة)، واستمرت ثورة التحرير الجزائرية طيلة سبعة سنوات وانتهت بإعلان استقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962 بعد أن سقط فيها أكثر من مليون ونصف مليون شهيد جزائري.