لم تمر نكسة يونيو 1967 او حرب الأيام الستة كما يطلق عليها الاسرائيليون مرور الكرام فى مذكرات السياسيين و العسكريين و الكتاب فى اسرائيل و لكن كانت تأخذ الحيز الاكبر من هذه المذكرات لكي يتباهى بما صنع من أمر أو خطة أو حتى وجوده فى مكان كان يتم فيه التخطيط للهجوم على الجيوش العربية و كتم السر و بهذا اعتقد انه قام بعمل بطولي من نوع خاص . كتب موشيه دايان وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق فى مذكراته " دايان يعترف " أنه كان ينتظر عقب هزيمة 1967 اتصال هاتفي من الرئيس المصري جمال عبد الناصر يبلغه فيه استعداده للاستسلام الكامل ولتوقيع معاهدة مع إسرائيل وهو ما لم يحدث، كما كشف أن إسرائيل وبدعم أمريكي عرضت على عبد الناصر إمكان الانسحاب الكامل من سيناء مقابل شرط واحد هو عدم تدخله في مصير الجبهات العربية الأخرى، وكان القصد واضحاً من هذا العرض و هو عزل مصر عن محيطها العربي وعن جوهر الصراع أي القضية الفلسطينية وهو ما رفضه جمال عبدالناصر . و أضاف دايان أن العرب أمة لا تقرأ، فهم يرددون نفس المقولات التقليدية المهاجمة لإسرائيل وأشهرها عبارة اثناء حرب الايام الستة هي أن الجيش المصري سوف يلقى بإسرائيل فى البحر وأن الجيوش العربية على بعد بضعة كيلومترات من تل ابيب. و قالت جولدا مائير فى مذكراتها "اعترافات جولدا " لماذا تفهم العالم أن اسرائيل ستتحول الى اسبرطة حديثة و كثرت التساؤلات عن دولة وحشية تهدد المنطقة فى المستقبل والحقيقة هي ان ليس كل القضية عند الاسرائيليين هي التوسع و لكن لا أنا و لا اشكول و لا الغالبية العظمى من الاسرائيليين كنا نخفى حقيقة اننا لم نكن نهتم بتسوية تجلب لنا الثناء على حكمتنا فى الوقت الذى تعرضنا فيه للخطأ . كما قال قائد سلاح الجو الاسرائيلي الاسبق، الجنرال عزرا وايزمان فى مذكرات مجمعة للمفكر ناعوم تشومسكي بعنوان " المثلث المحتوم " أن اسرائيل لم تواجه خطر الإبادة أبدا، و لهذا لم يتردد القادة فى اتخاذ قرار الهجوم على العرب فى 1967 . وأشار قائد سلاح الطيران الاسرائيلي الاسبق الجنرال مردخاي هود، لقضاء اسرائيل ست عشرة سنة تستعد وتخطط لهذه الجولة، حتى جنت ثمرة الجهد في ثمانين دقيقة فقط. وورد في مذكرات رئيس الوزراء الاسبق مناحم بيجين " التوراة و البندقية "، ان اسرائيل فى يونيو 1967 كان امامها خيار الحرب مرة أخرى حيث أن تجمعات الجيش المصري في سيناء لم تكن دليل على نية جمال عبد الناصر في مهاجمة إسرائيل و بكل صدق اسرائيل هي التي قررت المهاجمة و تم اتخاذ اغلاق خليج العقبة امام السفن الاسرائيلية كمجرد حجة للهجوم . وأضاف ليفى اشكول أنه اثناء نكسة يونيه 1967، إن هذا يوم عظيم فى التاريخ اليهودى و إن الصهيونيه هى ام الثورة اليهودية، فهي جاءت بى وبمن سبقنى وبمن سيأتى إلى أرض اسرائيل و نحن يهود إذا هم صهيونيين. ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق، ارئيل شارون لضرورة تحرك الجميع للاستيلاء على مزيد من التلال و الاراضى يجب أن نوسع بقعة الارض التى نعيش عليها فكل ما تحت أيدينا لنا وما ليس بأيدينا يصبح لهم . و قال العقيد داني وولف قائد وحدة المظلات فى يونيو 1967 أن الجيش الاسرائيلي كان يدافع عن نفسه عندما قتل الجنود المصريين و لكن كان لم يكن لدى الاسرائيليين حل آخر و الأهم من كل ذلك هو الانتصار . و قال اول رئيس وزراء لإسرائيل و الأشهر على الإطلاق ديفيد بن جوريون أنه ليس مضايق تيران فقط يجب أن تمر بها الملاحة الإسرائيلية بحرية فحسب بل أيضا قناة السويس حسب القانون الدولي ويجب أن تبقى القدس مدينة يهودية موحدة وأن الخليل يجب أن تنضم لإسرائيل لأنها أكثر يهودية من القدس نفسها و و أصر بن جوريون على تحقيق شرطين مسبقين لتخلي إسرائيل عن أي من الأراضي التي استولت عليها وهي أن يعترف العرب بدولة إسرائيل، وأن يوقعوا معاهدة صلح معها. أما الخبير الاسرائيلي و المتخصص فى شئون الشرق الاوسط البروفيسور يوحاي سيلع أستاذ السياسة فى جامعة تل ابيب و جامعة هارفورد و جامعة اكسفورد أتهم فى أحد أبحاثه الكاتب محمد حسنين هيكل و مذيع صوت العرب احمد سعيد بأنهما السبب فى نكسة 1967 موضحا أن مقالات هيكل قد تضمنت تضليل كبير للرأي العام العربي لأنه تعمد خلال الخمسينات والستينات أن يعمق الشعور بالاستهتار لدي الشارع العربي بقدرات إسرائيل أما المذيع الأسطوري أحمد سعيد كما وصفه سيلع والذي اعتبره أنه كان وسيله دعائية من خلال إذاعة صوت العرب حيث أن البيانات التي كان أحمد سعيد يدلي بها خلال المعركة عن إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية والتي كانت القوات المصرية تسقطها كالذباب فأعلن عن سقوط مدن ومستوطنات إسرائيلية في يد الجيوش العربية وكانت الجماهير العربية على المقاهي تهلل فرحاً مع كل بيان يلقيه سعيد على الرغم من تدمير إسرائيل للقوات الجوية المصرية خلال الساعات الأولي لنشوب القتال. أما الكاتب افرايم كيشون أكبر كاتب اسرائيلي ساخر منذ نشأة اسرائيل و حتى الآن و الذى قام بتأليف كتاب " نحن متأسفون لأننا انتصرنا " و قال بسخرية أن اسرائيل شعرت فى عام 1967 أنها بحاجة لكى تحسن صورتها المتدهورة فقررت ان تنسى السلام بالمرة و أن الجريمة التي اقترفها الاسرائيليون هي اصرارهم على حل المفاوضات و لكن العرب كانوا يرفضون و يبدو أن العرب يريدون خريطة جاهزة و يقوموا بالاشارة لحدودها و بهذا اصبح الاسرائيليون اشرار .