في مثل هذا اليوم منذ 31 عاماً.. رحل عن دنيانا فنان الشعب ونابغة المسرح العربي يوسف وهبي عن عمر يناهز ال82 عاماً، بعد أن صنع فنا ناطقا بلسان المصري العادي والبسطاء والصفوة. ولد عميد المسرح العربي والممثل والمخرج المسرحي الرائد يوسف وهبي، على شاطئ بحر يوسف في الفيوم في 17 يوليو 1900، لأب يعمل كبير مفتشى الرى، ثم التحق بفرقة حسن فايق ثم فرقة عزيز عيد المسرحية، وأرسله والده إلى إيطاليا للدراسة حتى تخرج من معهد التمثيل في ميلانو وتتلمذ على يد ممثلين إيطاليين واشترك في تمثيل الفيلم الصامت «زينب» عام 1929 وهو ثامن فيلم في تاريخ السينما المصرية. بعد رحيل والده اشترى بميراثه دار سينما راديو بشارع عماد الدين وشيد عليها مسرحًا أطلق عليها مسرح رمسيس «الريحانى حاليًا» ثم كون فرقة رمسيس عام 1933 من نجوم المسرح منهم أحمد علام، روزاليوسف وحسين رياض، أمينة رزق، زينب صدقى، فاطمة رشدى فقدم مسرحيات الذبائح، غادة الكاميليا، المجنون، لوكاندة الأنس، ناتاشا. كانت فرقته أشبه بمدرسة لتقديم الأسماء المتميزة في مجال التمثيل والمسرح العربى وحصل يوسف وهبي على لقب «البكوية» عقب حضور الملك فاروق أول عرض لفيلم «غرام وانتقام» في سينما ريفولي وبدأ بمسرحية «المجنون» وعرضها على مسرح «راديو» في 1923 و«كرسي الاعتراف»، التي قدمها للسينما هي ومسرحيات «راسبوتين» و«المائدة الخضراء». سجل للإذاعة مسرحية «بيومى أفندى» وعكف على تأليف مسرحياته بنفسه، اتجه إلى السينما آواخر الستينيات وهجر المسرح فخلف 392 مسرحية آخرج منها 250 وكتب منها 60 مسرحية. تأخرت مسيرته السينمائية بسبب الحملة الصحفية والدينية، التي أثيرت ضده بسبب نيته في وقتها تمثيل دور النبي محمد في فيلم لشركة «ماركوس» الألمانية بتمويل مشترك مع الحكومة التركية وتخلي عن الموضوع وخاض معارك مع المعترضين علي صفحات الصحف لجأ فيها إلي تخليه عن الفكرة وأن ما وصله عن فكرة الفيلم لم يكن دقيقا، وكادت أن تسحب منه الجنسية. أول فيلم من إنتاج يوسف وهبى هو أول فيلم ناطق عام 1932 وهو فيلم «أولاد الذوات» ثم قدم بعد ذلك أفلام مولد الرسول، ضربة القدر، سفير جهنم، غرام وانتقام حتى وصلت 82 فيلمًا، كما ألف كتاب «عشت ألف عام» من ثلاثة أجزاء وهو يضم قصة حياته. ويعتبر يوسف وهبي أول من ناقش مشاكل مصرية محددة مثل أبناء الشوارع، وحين كان يحول الأعمال الأوروبية الي مصرية كان ينحاز الي الحارة المصرية فنجده يتكئ علي قضايا المهمشين والنفاق الاجتماعي الذي يطيح بالموظف البسيط والرشوة بأشكالها. ومن أوجه التقدير التي حظى بها حصوله من الملك فاروق الأول علي رتبة البكوية ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960 من عبد الناصر وجائزة الدولة التقديرية في 1970 وكان قداختير نقيبا للمثلين في 1953 وعمل مستشارًا فنيا للمسرح بوزارة الإرشاد (الثقافة حاليا) وحاز على جائزة الدولة التقديرية والدكتوراة الفخرية العام 1975 من الرئيس المصري أنور السادات كما منحه بابا الفاتيكان وسام «الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية»، وهو أول مسلم يحصل على هذه الجائزة إلى أن توفي في مثل هذا اليوم 17 أكتوبر 1982.