شهد الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، وأسامة صالح وزير الاستثمار وسونج إيجيو سفير دولة الصين لدى مصر، صباح اليوم السبت، مراسم توقيع العقد النهائى لشركة إيجيبت تيدا الصينية والذى تقوم بموجبه بتطوير مساحة 6 كيلومتر مربع من المنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس بنظام حق الانتفاع خلال 45 عاماً، وإقامة أول مدينة صناعية صينية متخصصة فى مصر لإدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وشارك فى مراسم التوقيع نخبة من السادة الوزراء والمستثمرين ومحافظ السويس ومسئولو الشركة الصينية ورجال الإعلام والصحافة، حيث تم خلال المراسم قيام كلٍ من إبراهيم عبد السلام رئيس الهيئة الاقتصادية العامة لمنطقة شمال غرب خليج السويس، وممثل شركة إيجيبت تيدا بمصر بتوقيع العقد النهائى، وذلك بعد الاستقرار على كافة بنوده من قِبَل الجانبين المصرى والصينى، وهو ما استغرق قرابة الأربع سنوات، حيث من المنتظر ان تجتذب شركة تيدا المزيد من الاستثمارات الصينية الأخرى للمنطقة، بإجمالى استثمارات متوقعة تزيد على المليار دولار. وقام الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء وأسامة صالح وزير الاستثمار ووزير التخطيط والتنمية المحلية قبل توقيع عقد الشركة الصينية، بوضع حجر الأساس لأحد مشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمنطقة، بالإضافة إلى القيام بجولة تفقدية داخل المنطقة الصناعية، قاموا خلالها بزيارة عدد من المصانع القائمة والمنتجة بالفعل فى منطقة شمال غرب خليج السويس، والإطمئنان على حركة مزاولة النشاط وسير العمل بالمشروعات التى تضمها المنطقة، والتى يعمل بها حالياً ما يقرب من 3500 عامل، 90% منها من المصريين. من جانبه، أكد أسامة صالح وزير الاستثمار فى كلمته التى ألقاها خلال مراسم التوقيع، أن توقيع العقد النهائى مع شركة تيدا الصينية اليوم يعد أولى الخطوات الجادة على طريق تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لمنطقة شمال غرب خليج السويس، تلك البقعة الجغرافية والاستثمارية الفريدة، نحو إقامة منطقة تنمية صناعية، لوجيستية خدمية متكاملة، على مساحة 6 كيلومتر مربع، من إجمالى 20.4 كيلو متر مربع تابعة للهيئة الاقتصادية العامة لمنطقة شمال غرب خليج السويس، والتى يجرى حالياً التخطيط لإمتدادها إلى أكثر من 100 كيلو متر مربع خلال المرحلة المقبلة، بهدف تحقيق مزيد من التنمية، وكذا زيادة حصيلة مصر من النقد الأجنبى، بما يدعم الاقتصاد المصرى والمواطنين على حدٍ سواء. وأضاف أسامة صالح أن إجمالى استثمارات التطوير بالمنطقة المخصصة لشركة تيدا الصينية، والموقع عقدها النهائى اليوم، يتخطى ال 200 مليون دولار أمريكى، أى ما يعادل مليار ونصف مليار جنيه مصرى تقريباً، وذلك على ثلاث مراحل، كما ستقوم الشركة بالترويج لجذب استثمارات صينية أخرى لبناء ما بين 150 - 180 مصنع، بإجمالى استثمارات متوقعة تقارب ال 1.5 مليار دولار، أى ما يعادل 10 مليار جنيه مصرى، وبما يتيح 40 ألف فرصة عمل.. هذا بالإضافة إلى إقامة مراكز للتدريب، تعمل على تأهيل العاملين بالمنطقة على مختلف المهارات اللازمة للمشروعات. وأشار وزير الاستثمار إلى أن تحقيق هذه الخطوة الإيجابية وإبرام الإتفاق النهائى عليها اليوم، يأتى ضمن ثمار الزيارة التى قام بها الرئيس محمد مرسى إلى دولة الصين فى شهر أغسطس الماضى، متوقعاً أن تتحقق جميع نتائجها الإيجابية والإتفاقات المبرمة على هامشها خلال المرحلة المقبلة. كما قام أسامة صالح وزير الاستثمار خلال حفل التوقيع بالإعلان عن قيام الهيئة الاقتصادية بطرح 14 كيلو متر مربع أخرى، خلال الأيام القليلة المقبلة، على كبرى شركات التطوير الصناعى، والتى من المقرر أن تقوم بتحمل كافة أعمال البنية التحتية والمرافق الخاصة بالمنطقة، بعيداً تماماً عن موازنة الدولة ودون أى تحميل على الاقتصاد الوطنى، ليصبح إجمالى المساحة المخصصة للعمل هذا العام 20 كيلو متر مربع، وليصل إجمالى عدد المصانع المتوقع إقامتها بها إلى 550 مصنع، بإجمالى استثمارات يصل إلى 6 مليارات دولار أى ما يعادل 42 مليار جنيه مصرى، من شأنها أن تتيح 200 ألف فرصة عمل. كما أكد أسامة صالح على أن مخطط وزارة الاستثمار يسعى لمضاعفة إجمالى المساحة المخصصة للاستثمارات والتنمية بمنطقة شمال غرب خليج السويس خلال السنوات الثلاثة القادمة إلى 100 كيلو متر مربع، لتسمح بإقامة 2000 مصنع جديد، تخلق 700 ألف فرصة عمل، فضلاً عن إقامة مجتمع عمرانى متكامل، يضم كافة الخدمات اللازمة للعاملين بالمنطقة. وأكد وزير الاستثمار فى كلمته على أن العلاقات المصرية الصينية تتميز بكونها علاقات تاريخية وثيقة على المستويين الشعبى والرسمى، حيث كانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت بجمهورية الصين وأقامت معها علاقات دبلوماسية وطيدة، كما يصل حجم التبادل التجارى بين الدولتين إلى أكثر من 7.3 مليار دولار، وبلغ اجمالى الاستثمارات الصينية من خلال المساهمات فى 1147 شركة إلى حوالى 500 مليون دولار، يعمل بها أكثر من 8500 مصرى.. وأكد أسامة صالح ثقته فى عزم الحكومة الصينية على إقامة المزيد من الاستثمارات الناجحة فى مصر، ودعم إقامة مثل هذه المشروعات البارزة، تأكيداً منها على ثقتها فى الاقتصاد المصرى، وقدراته الواعدة التى من شأنها أن تعود بالنفع على مختلف الأطراف. واختتم أسامة صالح وزير الاستثمار كلمته بتوجيه التحية إلى جموع المستثمرين المصريين الجادين، الذين كانت لهم الريادة فى الاستثمار بإقليم شمال غرب خليج السويس، وشيدوا قلاعاً صناعية يُفتَخَر بها، وبقدراتهم على التصنيع رفيع المستوى، الذى يُصَدَّر حالياً إلى مختلف دول العالم.. مؤكداً لهم أن الحكومة ماضيةُ فى مساندتهم من أجل تحقيق المزيد من الإنتاج، وإتاحة المزيد من فرص العمل. من جانبه، قام اللواء إبراهيم عبد السلام رئيس الهيئة الاقتصادية العامة لمنطقة شمال غرب خليج السويس بتقديم عرض تقديمى للحضور من الوزراء والمستثمرين، استعرض من خلاله المخطط العام للأراضى محل تصرف وإدارة الهيئة، وخطة الهيئة فى الترويج لهذه المساحات من أجل تطويرها وإقامة العديد من الاستثمارات التنموية بها خلال السنوات المقبلة. وقدم رئيس الهيئة الاقتصادية بالنيابة عن جموع العاملين درع الهيئة إلى الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، وهو أول درع تقوم الهيئة بتصميمه لها وتنفيذه بمناسبة الافتتاح الرسمى لمقرها بشمال غرب خليج السويس. كما وجه رئيس الهيئة الاقتصادية التحية والشكر لكافة العاملين بالهيئة وأعضاء مجلس إدارتها على جهودهم التى بذلوها طوال السنوات الماضية، وكذا الفريق المعاون الذى شارك فى المفاوضات المصرية الصينية خلال الفترة الأخيرة، وهى الجهود التى تضاعفت فى أعقاب تأكيد الدعم والاهتمام الرئاسى بين الدولتين، بهدف تنشيط العلاقات الاقتصادية المشتركة.