أكد محمد الصبان الباحث التاريخي والفلسفي ومؤسس مبادرة "مشروعنا- بالعقل نبدأ" أن تغييب العقل والسير وراء العاطفة كان سببا مباشرا في انهيار الحضارة الغربية في العصور الوسطى، داعيا إلى ضرورة إعمال العقل والتفكير المنطقى للخروج من الأزمة التي تعاني منها مصر حاليا. واستعرض خلال الندوة الأسبوعية التي تنظمها اللجنة الثقافية بنقابة الأطباء في سلسلة "مشروع بناء الإنسان"، اليوم، نموذج الحضارة الغربية منذ بدايتها في مراحل صعودها وهبوطها، موضحا أن المراحل التي علا فيها صوت المنهج العقلي ازدهرت الحضارة، فيما انحدرت عندما غيب دور العقل. وقال أن النص الديني عندما كان حاكما بفهم رجال الدين في الغرب انهارت الحضارة في العصور الوسطى وظهرت صكوك الغفران والتكفير والإخراج من الملة، في نفس الوقت الذي ازدهرت فيه الحضارة الإسلامية مع ظهور علماء أمثال ابن رشد وابن سينا والفارابي الذين عرضوا النصوص الدينية على العقول معتمدين منهج الاعتقاد ثم الاستدلال. وأشار الصبان إلى أن منهج الاعتقاد والاستدلال يعني أن التسليم بقدسية النصوص الدينية والأمور العقائدية والدينية لا تعني على الإطلاق تغييب دور العقل في التفكير بهذه النصوص، موضحا أن انهيار الحضارة الغربية في العصور الوسطى جاء نتيجة احتكار الحقيقة من قبل طبقة معينة وادعاءهم دون غيرهم بفهمهم الصحيح للدين. من جانبه أكد د. خالد عمارة عضو مجلس النقابة ومقرر اللجنة الثقافية أن الأمة لن تنهض إلا بالثقافة والتعليم والأخلاق، مشددا على أن تغيير الحكومات والقوانين وإن كان مطلوبا فإنه لن يعدل سلوكيات الناس ولهذا فنحن بحاجة ماسة لإعادة بناء افنسان المصري والعربي والمسلم. واضاف أن مشروع بناء الإنسان الذي ترعاه اللجنة ينظم عدة ندوات وفعاليات ثقافية وفكرية وتاريخية دون التدخل السياسي، مشيرا إلى أنه يرتكز على 3 محاور أولها التاريخي والثقافي الذي تناولته ندوة اليوم، وأخيرا المجتمعي وهو ما تندرج تحته ورشة الإسعافات الأولية لغير الأطباء.