"إحياء الروح"، "الخير"، "العطاء" عنوان تصدر مشهد الحسين بمصر القديمة في ذكري إحياء مولد النبي الشريف فظهرت الحركات الصوفية بطرقها المختلفة بطبيعتها الخاصة في إحياء الذكري ، ومن داخل المسجد كانت هناك الطريقة البرهامية بتدشين من أبناء الشيخ عبده البرهامي حيث ظهر هذا التيار مرتديا القبعات البرتقالية وسط فضاء مسجد الحسين مرددين أدعية وبعض السور والآيات القرآنية وفق رؤية الطرق الخاصة بهم. وعلى الجانب الأخر من المسجد ظهرت فرقة الأشراف المهدية لصلاح الدين القوصي ، حيث تجمع المئات حول تلك الفرقة والتي أتخذت من جانب منبر الحسين مقرا لها مرددة الإبتهالات والأدعية القرآنية التي كثيرا ما أثرت في المواطنين ، فتفاعل معها المصري والسوداني والمغربي واللبناني أيضا الروسي والفنزويلي حيث تعدد الجنسيات في هذا العرس الكرنفالي إحتفالا بمولد المصطفي . كما جاء مشهد أخر لأهم البقاع بالمسجد وهو مدفن رأس الحسين بالجانب الأيمن من الباب الرئيسي ، حيث كان يتوافد كل دقيقة ما يتعدى المائة داع ومطالب ، وأخر يرجو المغفرة ومحوا الذنوب ومسافر تواجد لحضور الكرنفال الروحاني ليكون هذا المشهد "البركة" سيد الموقف فتجد أحدهم يدفع بمسبحته ليمسح بها جدران مبني مدف رأس الحسين رضي الله عنه واخر يقوم بالبكاء والدعاء والتأمل والرجاء وثالث يقوم بتوزيع المياه والمشروبات وبعض أكياس الهولز. وكان من المثير للجدل هو تجمعات رجال الأعمال للذكر ، حيث قام أحد رجال الأعمال بتجميع عدد من المواطنين حوله داخل مسجد الحسين فأخذ يوزع أكياس لبعض الفواكه والمأكولات وما أن أنتهي حتى علي صوته بالإبتهالات والأغاني الدينية ليردد من حوله تلك الإبتهالات ويحفزونه فيما يقول. ولم يختلف الوضع كثيرا ً خارج مسجد الحسين عما بداخله فكانت هناك طريقة صوفية أخري تحتفل بالمولد النبوي وهي الطريقة الجازولية الحسينية الشاذلية لمؤسسها الشيخ جابر الجازولي وترأسها ابنه الشيخ سالم جابر الجازولي شيخ الطريقة الجازولية وذلك داخل خيمة أنشأت خصيصا بجانب المسجد للإحتفال بذكري المولد النبوي الشريف ، حيث تجمع حولها المئات ومنعوا المواطنون من الدخول ليقتصر الدخول علي أفراد عرفوا بأعينهم وذات أشكال من الملبس متوحدة وهو الجلباب الأبيض والقبعات الخضراء لتردد تلك الطريقة سورة "يس" ومن ثم بعض الأدعية والإبتهالات من ضمن حضرة الطريقة المعتادة. ومع التجول في محيط الحسين تناثرت مئات الأسر خاصة النساء وذلك بالفضاء الخارجي للمسجد فمنهم من ينتظرن أزواجهن حيث قالت فاطمة عبد الرؤوف 41 سنة أنها حضرت من بني سويف لحضور فاعليات الإحتفال بالمولد النبوي هي وزوجها وثلاث من أولادهما ، وأنه بمجرد أن يتم الإنتهاء من فاعليات الإحتفال بالمولد النبوي سيغادرون المكان مضيفة ان الرسالة واضحة وهي حب الرسول صلي الله عليه والسلم ومحاولة التبرك بأهل بيته وتجديد وإحياء الروح . فيما قام أحد رجال الأعمال اللبنانيين بشراء 300 رغيف خبز من أحد الباعة الجائلين ليقوم هذا البائع بعد ذلك بتوزيع ذلك العيش مجانا على الفقراء والمحتاجين في بادرة هي ليست بالأولي بمنطقة الحسين حيث "الخير"، "العطاء". جدير بالذكر أن منطقة الحسين شهدت عمليات تأمين مكثفة من قبل قوات الأمن والشرطة لما تمثله المنطقة من أرث ثقافي وفكري ومقصدا سياحي ، حيث خان الخليلي فتواجدت 4 سيارات أمن مركزي صاحب ذلك سيارتين للإسعاف وإثنين للإطفاء وتم عمل الحواجز التي كثيرا ما تساعد في عمليات المرور . بينما شهد كالعادة حي السيدة زينب روحانيات الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ، حيث شهدت المنطقة إقبالا ملحوظا في أواخر اليوم ، كما لوحظ إقبالاً كبيراً على شراء عرائس المولد أكثر منه شراء الحلوى ، حيث أرجع خليل عمري بائع حلوي أن نسبة الإقبال على الحلوى ضعيفا بعض الشيء ، وذلك لأن أغلب المواطنون قد أشتروا بالفعل هذه الحلوى والمتواجدين حاليا من المواطنون يشترون كميات إستكماليه بسيطة لا تتعدي 2 كيلو كحد اقصي ، مضيفا أن رغم ذلك فنسبة الإقبال بشكل عام لهذا العام ضعيفة مثل العام الماضي. فيما غابت عمليات التأمين للمنطقة رغم وقوع أحدى حالات السرقة لأحد البائعين علي يد بلطجي قبل أيام من الإحتفال ومن ناحية أخرى شهدت السيدة عائشة ركودا واضحا في عمليات بيع وشراء حلوي وعرائس المولد ، وارجع عم محمد صاحب فرشة بيع الحلوى السبب في ذلك هو سوء الأحوال الإقتصادية وإرتفاع أسعار بعض السلع عن العام الماضي ، إلا أن ذلك لم يمنع الأسر من شراء الحلوى ولكن بنسبة أقل من العام الماضي .