أكد خبراء شاركوا في ندوة نظمها اليوم المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية بالقاهرة أهمية أن تلعب مصر دورا مهما لدعم العلاقات مع دولتي السودان وجنوب السودان، والسعي لإحداث تقارب بينهما في مختلف المجالات، من أجل الحفاظ على الأمن الإقليمي. وقال د. محمود أبو العينين العميد السابق لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة -خلال الندوة التي عقدت تحت عنوان "أهمية دولتي السودان وجنوب السودان في دعم الأمن الإقليمي" إن العلاقات بين مصر ودولتي السودان وجنوب السودان تمثل أهمية خاصة بالنسبة للقاهرة على الصعيد الإقليمي، مضيفا أن الخصائص الفريدة لكلا الدولتين تساعد على تحقيق هذا الهدف وإيجاد ركيزة مهمة للأمن الإقليمي. وتابع أن الدولتين تمثلان حلقة اتصال بين المنطقة الإفريقية، كما تعدان امتدادا طبيعيا لمصر في وادي النيل حيث يقع 75 في المائة من مجرى النيل في البلدان الثلاثة، مؤكدا أن التكامل بين شمال وجنوب السودان سيصب في صالح بلدان حوض النيل بشكل عام. وأشار أبو العينين إلى أن انفصال جنوب السودان عن الشمال أدى إلى حدوث مشكلات في البلدين، لافتا في هذا الصدد إلى أن معدلات الانتاج الصناعي انخفضت في شمال السودان الذي شهد برامج تقشف بعد هذا الانفصال، بينما واجه جنوب السودان تحديا مهما بشأن الاستقرار الداخلي بسبب التناحر والصراعات القبلية. من جهته، قال د. هاني رسلان رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن انفصال جنوب السودان كانت له آثار خطيرة على مصر، لاسيما فيما يتعلق بأمن البحر الأحمر، وأزمة المياه في حوض النيل، معتبرا أن السلطات المصرية تواجه مأزقا استراتيجيا كبيرا بعد هذا الانفصال، دون أن تبذل أي جهود لحماية الأمن الإقليمي. وشدد رسلان على ضرورة أن تتبنى مصر تحركات نشطة من أجل تنفيذ استراتيجية جديدة لمساعدة عملية التنمية في دولتي السودان وجنوب السودان، إضافة إلى الاستعانة بالمحيط العربي لتحقيق الاستقرار في البلدين بما ينعكس إيجابا على الأمن الإقليمي في المنطقة، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية سعي مصر لإيجاد علاقات تعاون حقيقية بين شمال وجنوب السودان، وتحقيق منافع متوازنة لكلا الطرفين في ظل حالة الصراع الحدودي التي لا تزال قائمة رغم توقيع البلدين على 9 اتفاقيات مهمة. من جانبه، قال اللواء أسامة الجريدلي رئيس المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية إن الدولتين أمامهما فرصة لدرء أي مخاطر تهدد أمنهما وأمن المنطقة، مشددا على ضرورة تضافر جهودهما لتحقيق مصالح مشتركة ومواجهة أية محاولات للتدخل في شئونهما الداخلية أو إشعال الأزمات بينهما. وأكد الجريدلي أهمية اجراء مفاوضات سلمية جادة من جانب الطرفين لتجاوز الأمور الخلافية مثل البترول والحدود، داعيا إلى إيجاد علاقات تنسيق وتكامل في كافة المجالات بين البلدين، مع السعي المستمر للاستفادة من إمكانيتهما بشكل يتوافق مع الأهداف الإقليمية.