تواجه العديد من الشركات في مصر تحديًا كبيرًا في إدارة شبكاتها نظراً للأحجام الكبيرة للبيانات الجديدة التي تمر عبر الشبكة، كيف يمكننا التعامل مع كميات هائلة من المعلومات وتخزينها ونقلها، والترقية إلى بروتوكول الإنترنت السادس IPv6، والتعامل مع الزيادة في أعداد المستخدمين في الوقت ذاته؟ بل إن الأمر يزداد صعوبة عندما تعلم أن أغلب الشبكات مزودة بمعدات وأجهزة قديمة وغير مجهّزة جيدًا لمواجهة هذه التحديات. يقول محمد المليجي، المدير الإقليمي لشركة بروكيد للاتصالات في مصر: "الجانب الإيجابي في هذا الأمر أن الشركات في مصر لا تحتاج إلى إعادة اختراع الشبكات من جديد، فكل ما تحتاج إليه هو تصويب وتصحيح المسار، وكما يقع مديرو أقسام تقنية المعلومات تحت ضغط إنجاز المزيد من الأعمال، فإنهم أيضا بحاجة إلى توسيع الاستثمارات وتقليل التكاليف، ويمكن النظر إلى هذا الأمر كفرصة لتحديث البنية التحتية للشبكة أثناء القيام باستثمارات ذكية لمواكبة المستقبل، وهناك أربعة مجالات للفرص ينبغي على مديري الشبكات التركيز عليها: الترقية إلى بروتوكول الإنترنت السادس IPv6: في ظل نضوب عناوين بروتوكول الإنترنت الرابع IPv4، ينبغي أن تبادر الشركات بالترقية إلى تقنية بروتوكول الإنترنت السادس IPv6. فأغلب الشركات تتجاهل ما يتمتع به بروتوكول الإنترنت السادس IPv6 من مزايا إضافية تتمثل في تحسين مستويات الحماية والأمن، والتوافق التشغيلي، وسهولة الإدارة، وإكساب البنية التحتية للشبكة المزيد من المرونة والسرعة، الفرصة سانحة الآن لجعل الشبكة متوافقة مع بروتوكول الإنترنت السادس IPv6 على مراحل، وذلك عن طريق التعاون مع المزودين والمنتجين لتحديث التكنولوجيا أو استبدالها من خلال منهج مدروس. حيث يتم دعم الشبكات ببرتوكول الإنترنت الرابع IPv4 وبروتوكول الإنترنت السادس IPv6 بسلاسة دون تعريض عمليات الشبكة لأي خطر، من يدري فقد تستغل الشركات هذه الفرصة لبيع الحصص المُخصصة غير المُستخدمة من عناوين بروتوكول الإنترنت الرابع IPv4 طالما أن هناك طلب عليها برغم أن الإيرادات المتوقعة قليلة للغاية فيما يتعلق بعناوين بروتوكول الإنترنت الرابع IPv4 حيث تبلغ قيمة العنوان الواحد 10 دولار أمريكي تقريبًا. التطبيق المبكر الشبكات المحددة بالبرمجيات سيؤدي صعود الشبكات المحددة بالبرمجيات SDN إلى تغيير الشبكة وتحويلها إلى ركيزة للابتكار، وستصبح أحد المكونات الرئيسية لعملية المحاكاة الافتراضية، وفقًا لشركة جارتنر للأبحاث، فإن الدافع الأساسي لزيادة الإقبال على الشبكات المحددة بالبرمجيات بين الشركات هو إدارة تكاليف التشغيل، وترى إحدى شركات الأبحاث الأخرى شركة آي دي سي أن قيمة السوق العالمي للشبكات المحددة بالبرمجيات سترتفع لتصل إلى ملياري دولار أمريكي سنويًا في عام 2016 مقارنةً بقيمتها اليوم التي تبلغ 168 مليون دولار أمريكي. ومع ذلك، تمثل الشبكات المحددة بالبرمجيات تحولاً كبيرًا في منهج التفكير لدى مديري الشبكات. فأغلب الشركات تجد صعوبة في فهم الشبكات المحددة للبرمجيات ومزاياها وتنتظر لرؤية ماذا سيحدث بعد البدء في مشروعات التركيب والتشغيل. وأنصح الشركات بالالتزام بدراسة التكنولوجيا وتأثيرها على شبكاتها عاجلًا وليس آجلًا. وعند استخدام الشبكات المحددة للبرمجيات مع الإيثرنت النسيجية Ethernet Fabrics ستتمكن هذه الشبكات من إطلاق العنان للمعلومات في الشبكات لتقديم الخدمات الجديدة والتحليلات القوية التي تشكل أساس تقديم التطبيقات والخدمات بسرعة وبدقة وفقا لما يطلبه العملاء في الوقت الحالي. شبكات معلومات الشركات تستعد لثورة على مدار 15 عامًا لم تشهد شبكات معلومات الشركات أي ابتكار أو إبداع. ورغم أن الشركات قللت تكاليف شبكات المعلومات وحسنت في الإدارة، هناك الكثير مما يمكن إنجازه. لقد أصبحت الحاجة المُلحة للقيام بذلك أكثر وضوحاً في عصر التقنية السحابية. كشفت دراسة استقصائية أجرتها شركة إتش بي فيما يتعلق باعتماد الشبكات السحابية في الشرق الأوسط أن هناك أكثر من 60% من المشاركين يبحثون بالفعل عن بعض أشكال التقنية السحابية. ومع ظهور الحوسبة السحابية، تستعد شبكات معلومات الشركات لتشهد ثورة، إذ تعزز المحاكاة الافتراضية من الاندماج والتكامل وتحسن أداء الشبكة وكفاءتها بصورة مذهلة، ينبغي اعتبار شبكات المعلومات مكونًا استراتيجيًا من الحوسبة السحابية، وينبغي على مديري الشبكات الاستعداد وتمكين شبكاتهم من لهذه الخطوة إذا لم يتخذوا هذه الخطوة بالفعل. ترشيد تكاليف البيانات عبر الأجهزة ومشروعات تنفيذ شبكات معلومات الشركات مع انتشار الأجهزة المحمولة والاتجاه المتنامي لاستخدام الأجهزة الشخصية في مكان العمل المعروف باسم BYOD، ينضم إلى الشبكة الآلاف من الأجهزة الجديدة. ويتعرض مديرو الشبكة لضغوط تتمثل في إدارة تكاليف البيانات المتنقلة مع حفظ أمن الشركة وإدارتها. وترى شركة جارتنر للأبحاث أنه بحلول عام 2015، لن تتمكن 80% من عمليات تركيب شبكات المعلومات من استيعاب أعباء التشغيل وسوف تتطلب تعديلات رئيسية في التصميم، وهو رقم أقل من 20% من التركيبات الحالية. يجب أن تستعد الشركات للتعامل مع هذه الطفرة في حجم البيانات والتكاليف المتزايدة باستخدام شبكة الوصول المتكامل، وعليها أن تعزز سعة الشبكة السلكية من خلال قدرات الشبكات اللاسلكية (الواي فاي) المحسنة. ومن الضروري مراعاة الطلبات الشبكة في المستقبل التي ستظهر في شكل أجهزة محمولة. وينبغي على المؤسسات والشركات في مصر التركيز على إجراء الاستثمار في هذه المجالات الأربعة، مع طرح السؤال التالي دائمًا: ما المكونات الحيوية والمهمة لشركتك؟ إننا أسرى في دائرة الإبداع، ويتعين على الشركات أن تتعاون مع المزودين والمنتجين الذين يفهمون الشبكات والتكنولوجيا المتغيرة، وقادرين على تحويل الشبكة لتصبح قادرة على التعامل مع مطالب الشركة سواء في الحاضر أو في المستقبل. قد لا يعتبر ذلك إعادة اختراع للشبكة لكننا سنكسب الشبكات قدرة أكبر على التحمل والاستيعاب من أجل التعامل مع أي تغيرات قد تطرأ.