نشرة التوك شو| بطيخ مسرطن ومشادة بين "صلاح ويورجن كلوب" وبيان لصندوق النقد    عاجل.. حسام البدري يفجر مفاجأة حول عرض تدريب الزمالك    تحسين الصحة العقلية: أدوات التحكم في التوتر والقلق في عصر التحولات السريعة    لأول مرة بالمهرجانات المصرية.. "الإسكندرية للفيلم القصير" يعرض أفلام سينما المكفوفين    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    «مينفعش نكون بنستورد لحوم ونصدر!».. شعبة القصابين تطالب بوقف التصدير للدول العربية    مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    أهالي الأسرى يُطالبون "نتنياهو" بوقف الحرب على غزة    مصدر أمني إسرائيلي: تأجيل عملية رفح حال إبرام صفقة تبادل    قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعشرات الانفجارات في المنطقة (فيديو)    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة قرى غرب جنين    المجموعة العربية: نعارض اجتياح رفح الفلسطينية ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    حسام غالي: كوبر كان يقول لنا "الأهلي يفوز بالحكام ولو دربت ضدكم (هقطعكم)"    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    المندوه: هذا سبب إصابة شيكابالا.. والكل يشعر بأهمية مباراة دريمز    ملف يلا كورة.. أزمة صلاح وكلوب.. رسالة محمد عبدالمنعم.. واستبعاد شيكابالا    اجتماع مع تذكرتي والسعة الكاملة.. الأهلي يكشف استعدادات مواجهة الترجي بنهائي أفريقيا    ألميريا يهبط إلى دوري الدرجة الثانية الإسباني بعد الخسارة من خيتافي    حالة الطقس اليوم الأحد 28 - 4 - 2024 فى مصر    مصرع وإصابة 12 شخصا في تصادم ميكروباص وملاكي بالدقهلية    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    أول تعليق من الأزهر على جريمة طفل شبرا    مصدر أمني يكشف تفاصيل مداخلة هاتفية لأحد الأشخاص ادعى العثور على آثار بأحد المنازل    ضبط 7 متهمين بالاتجار فى المخدرات    ضبط مهندس لإدارته شبكة لتوزيع الإنترنت    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    وفاة الفنان العراقي عامر جهاد    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    لميس الحديدى: نعمت شفيق تواجه مصيرا صعبا .. واللوبي اليهودي والمجتمع العربي"غاضبين"    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السفير الروسي بالقاهرة يشيد بمستوى العلاقة بين مصر وروسيا في عهد الرئيس السيسي    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    ضبط وتحرير 10 محاضر تموينية خلال حملات مكبرة بالعريش    «الأزهر للفتاوى الإلكترونية»: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة حرام    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    انخفاض يصل ل 36%.. بشرى سارة بشأن أسعار زيوت الطعام والألبان والسمك| فيديو    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    رئيس جامعة أسيوط يشارك اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    شرايين الحياة إلى سيناء    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المراكز غير المعتمدة لعلاج الإدمان ترفع شعار«التعذيب خير من العلاج»
نشر في الصباح يوم 10 - 02 - 2013

تسبب الإهمال الذى عانت منه البلاد طيلة تاريخها، وستعانى منه لفترة ليست بالقليلة، فى انتشار الكثير من السلبيات التى ندفع ثمنها حتى الآن، غير أن جزاء إصلاح النفس وتقويمها فى كل البلاد، يكون جزاؤه مكافأة من يفعل ذلك فى كل بلدان العالم، إلا فى مصر، فالجزاء دائمًا يكون عنيفًا.. قد يكلف الشخص حياته.
علاء نبيل، طالب جامعى، ساقته الأقدار لإدمان المواد المخدرة، وعندما قرر العلاج، ذهب لمركز «الندى» لعلاج الإدمان بمنطقة المقطم، والذين دأبوا على تعذيبه، بدعوى علاجه من مرضه، الأمر الذى تسبب فى النهاية فى فقد حياته على يد العاملين فى المصحة، التى تبين فيما بعد أنها «غير مرخصة».
علاء ليس أول الذين فقدوا أرواحهم فى مصحات التعذيب، ولن يكون الأخير، طالما غضت وزارة الصحة والأجهزة الرقابية طرفها عن الرقابة على تلك المصحات واكتفت بعبارة «المركز غير مرخص.. ولا سلطان لنا عليه».
«الصباح» تفتح ملف «التعذيب داخل مصحات علاج الإدمان»، وترصد شهادات الناجين من من الإدمان وبطش «المرضى السابقين» الذين تحولوا لممرضين يعالجون المرضى بالتعذيب، والذى يصل إلى الصعق بالكهرباء، والحرمان من الطعام، والتقاط صور خادشة للمرضى حتى لا يفكروا فى الهروب من المصحات، ويصبحون عبيدًا للمصحة، التى من المفترض أنها مكان لعلاج المرضى، كما ترصد «الصباح» خلال هذا الملف آراء عدد من الأطباء والنفسيين والحقوقيين، حول وقائع التعذيب فى مصحات علاج الإدمان.
*أبو سعدة: الصحة تخاذلت عن دورها وتركت مراكز بير السلم تتاجر فى صحة المصريين
*علماء النفس: الجميع يتحمل المسئولية وعلى أهالى المرضى اختيار مراكز معتمدة.. وتعذيب المرضى تمثيل للفكر السادى
* 40000 مدمن خلال عام 2012.. واتحاد مكافحة الإدمان: بعض الحالات تتطلب استخدام العنف
صرخات متتالية تعود عليها العاملون بالخط الساخن لمكافحة الإدمان أو الرقم المختصر «16023»، فما إن يصدر التليفون رنينه المتقطع، حتى يفاجأوا بمن تصرخ طلبًا لنجدة طفلها، وعادة تكون الجملة «ابنى مدمن.. حاول ينتحر، ومش عارفة أعمل إيه؟»، ليجيبها الصوت بهدوء تام، مطالبًا إياها ببعض البيانات يدونها، بعدها يطالبها بالحضور للمركز مع «المدمن» لمتابعة الحالة ومعرفة المطلوب فعله.
الخط الساخن لمكافحة الإدمان، أنشئ بعد تزايد عدد المدمنين فى مصر، الذى حدده آخر تقرير صادر عن وزارة الصحة ب 7% من المجتمع، وهو ما يقرب من 5 ملايين مواطن، ووفقاً للتقرير العالمى للمخدرات عام 2012 فإن الترامادول هو أكثر المواد المخدرة انتشاراً فى مصر، يليه الهيروين ثم الحشيش، ويقبع البانجو فى نهاية جدول المخدرات.
التقرير أوضح أن 99% من المدمنين يدخنون التبغ، وأن مصر تحتل المركز العاشر فى استهلاك التبغ، حيث إن 19% من المصريين من المدخنين، كما أن استهلاك التبغ يبتلع 6% من إجمالى دخل الأسر المصرية. واستقبل الخط الساخن لعلاج الإدمان خلال العام الماضى 40403 حالات ادمان، بينهم 10216 مريضا جديدا، و30187 مريضا يترددون على المستشفيات للمتابعة.
عادة ما يلجأ المريض أو ذووه للخط الساخن بعد المرور على مراكز غير متخصصة فى علاج الإدمان، والتى تتخذ من التعذيب منهجا لضمان عدم خروج المريض، الأمر الذى تسبب فى وفاة عدد من المرضى كان آخرهم الطالب الجامعى الذى كان يتلقى علاجه بأحد مركز «المقطم»، وحاول الهرب، وتناوب عليه العاملون فى الدار بالضرب بعد أن شاهده مدير الدار أثناء محاولة الهروب.
*التعذيب وأدواته
مبدأ التعذيب فى علاج مريض الإدمان «مرفوض تماماً»، ومع الأسف فقد انتشر بشكل كبير فى الكثير من مراكز علاج الإدمان، خاصة غير الرسمى منها، وعادة ما تكون أدوات التعذيب عبارة عن صواعق كهربائية، وحبال، وشوم، وحرمان من الطعام، وهو الأمر الذى رفضت وزارة الصحة استخدامه فى العلاج.
وأكد أطباء أن علاج الإدمان قد يتطلب فى بعض مراحله اللجوء للعنف خلال فترات العلاج، منها مثلاً ما يتمثل فى مرحلة «الانسحاب»، وهو المعروف بطريقة «الرباط» حيث يتم وضع المريض على سرير مجهز ببعض التجهيزات التى تسمح بربطه على السرير ذاته بحزام من الجلد أو البلاستيك المرن، وذلك عقب إعطائه جرعة دواء معينة، تستثيره لدرجة الهياج، فيتم ربطه لمدة تتجاوز ساعة تقريباً، لتجنب إيذاء نفسه أو الآخرين.
*كيف نعرف مراكز التعذيب؟
تؤكد ليلى عبدالجواد، مدير مركز الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان، أن مراكز علاج الإدمان التى تنتهج تعذيب المدمنين يمكن التعرف عليها بسهولة حيث إنها لا تضع إعلانًا أو لافتة من الخارج، حتى لا يُفضح أمرها، لذلك يصعب التعرف عليها، بل تكتفى بالزبائن الذين يتعرفون عليها بطرق غيرتقليدية مثل ترشيحها لهم من خلال مريض أو طبيب أو ممرض يعمل بها.
*طرق العلاج الدوائية والسلوكية
انتقد أحمد أبوالعزايم، رئيس الاتحاد العربى للوقاية من الإدمان، غياب الرقابة من قبل وزارة الصحة، مؤكدًا «من المعروف أن المعالج لابد أن يكون عنده القدرة على إخراج المريض من حالته النفسية السيئة، فبالرغم من رغبة المريض فى التخلص من علته إلا أنه يكون تحت وطأة المادة المخدرة، فلا يتمكن من التعافى منها بشكل سليم، إلا إذا كان هناك مساعدة خارجية من الطبيب المعالج نفسه، لأن المدمن يشعر بآلام فظيعة أثناء فترة الانسحاب».
وأكد أن مصر يوجد بها من 15 إلى 20 مركزا رسميا لعلاج الإدمان بينها مراكز حكومية وأخرى خاصة، مضيفًا: «من الجدير بالذكر أن ندرة المصحات راجع إلى ندرة عدد الأطباء النفسيين، وعدم وجود مراكز خدمة اجتماعية لعلاج الإدمان، وانتشار المراكز غير المرخصة التى يتم بداخلها عدد من التجاوزات كما حدث فى مراكز بالهرم والقليوبية، بخلاف 4 مراكز أخرى بمنطقة المقطم».
ويضيف أبوالعزايم أنه فى الدول المتقدمة لابد للمدمن أن يقدم ما يثبت أنه يخضع لعلاج دوائى ونفسى، للسيطرة على حالته، أما فى مصر فالوضع مختلف تماماً عن ذلك.
*الخط الساخن
تشجب ليلى عبدالجواد، مدير مركز الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان، وتندد بالكارثة الكبرى فى مجال علاج الإدمان، وهى ما يحدث من ضرب وتعذيب للمدمن يؤدى إلى تدمير نفسى له وفقد لآدميته، مرجعة السبب فى حفلات التعذيب التى تتم على مرضى الإدمان إلى قانون الصحة النفسية للمدمن ذاته، الذى يجب تعديله، موضحة أن «القانون يفرض على المدمن دخول مصحة الإدمان برغبته، وإن لم يرغب فى ذلك فيلجأ الأهل إلى ردعه بالقوة وهو ما يحدث فى مصحات بير السلم، ففى مصر يوجد عدد كبير من مرضى الإدمان لا يرغبون فى دخول المؤسسات العلاجية، ليس لأنه رافض للعلاج، بل لأنه خائف من فشل العلاج، فهو يتخيل أنه لا يستطيع الحياة دون المخدر، مما يجعل الأهل مضطرين لإيداعه أحد مراكز العلاج رغماً عنه، موقنين فى ذلك أنهم يحمونه من نفسه، وبمجرد الدخول إلى المركز، نجد أشكالا وألوانا من التعذيب يتم التركيز فيها على أن تكون مخزية وموجعة، لكسر نفس المريض، ما يسبب إرهاب المريض حال قرر الهروب من المصحة، فى حين تلجأ بعض المصحات لالتقاط صور خادشة لحياء المريض لتهديده بها، وهو ما يخلق من المريض شخصا غاضبا جدا، محتقنا نفسياً من المجتمع ككل».
*البرنامج العلاجى للمدمن
عادة ما يبدأ البرنامج العلاجى للمدمن بما يعرف ب«أعراض الانسحاب»، ويعتبر مدمنو الكحول أكثر المدمنين معاناة، وأطولهم فترة لانسحاب أعراض المخدر من أجسادهم، ففى الوقت الذى تبلع فيه فترة الانسحاب من جسد مدمن الكحول 15 يوما تقريباً، تبلغ فيه المدة الأخيرة لفترة الانسحاب من (4 – 10) أيام مع مدمن المواد المخدرة.
يعانى المدمن خلال هذه الفترة حالة من الهياج الشديد تسبب رغبته فى الهروب من المصحة، ومحاولات انتحار متكررة، وإيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين، الأمر الذى يتطلب وضعه تحت رقابة مشددة، وتلقى علاج دوائى أو تدخل كميائى لتخفيض الحالة الانفعالية السيئة التى يمر بها، يلى ذلك تدخل لعلاج سلوكى، ليتمكن من العيش مرة أخرى والتكيف مع المحيطين به، بعد التخلص من آثار المادة المخدرة بالجسم.
*علاج دوائى
عقب انتهاء مرحلة «الانسحاب» يدخل المريض فى مرحلة العلاج الطبى أو الدوائى، وذلك لأن المدمن عادة ما يصاب بمجموعة من الأمراض أبسطها فيروس سى ويصاب آخرون بالإيدز، بسبب استخدام المدمنين الحقن الملوثة فى التعاطى، هذا بخلاف أمراض أخرى مثل التهاب الجهاز التنفسى وضعف الإبصار، وبعض الأمراض النفسية التى تسببها بعض المواد المخدرة مثل الحشيش الذى يسبب الهلاوس والضلالات.
*مرحلة التأهيل والدمج المجتمعى
يتم خلال تلك المرحلة تأهيل المدمن حتى يصبح قادرًا على العودة مرة أخرى للمجتمع بشكل جديد، وإعادة تأهيله من الناحية المهنية والاجتماعية، وزرع القيم التى يكون قد نساها خلال فترة إدمانه، وذلك من خلال برنامج خاص يسمى «برنامج الدافعية» الذى يعمل على غسل ذهن المدمن بالشكل الكافى، وتوجيه بعض العبارات التى تتخلل داخل عقله، وتعيد ثقته بنفسه من جديد، والتى من بينها «ما فعلته المخدرات من تشويه علاقتك بأهلك»، و«نفسك ترجع شغلك» و«حاسس بإيه»، وهى العبارات التى تزيد من دافعيته نحو العلاج بشكل أكبر، وتنمى الاستمرارية فى العلاج، حتى ما بعد التعافى، خاصة أن الإدمان مرض مزمن قابل للانتكاسة، يحتاج صبرا دائما من المريض ومن المعالجين، وتقبل المرض والعجز، والاستعداد للعمل الجماعى.
وتؤكد مديرة الخط الساخن استقبال 2700 استغاثة من منطقة القاهرة الكبرى، خلال الفترة من يناير 2012 إلى ديسمبر 2012، تراوحت ما بين مكالمات مشورة ومكالمات تطلب استقبال حالات، وأخرى لمتابعة ما بعد العلاج، إضافة لاستقبال مستشفيات الخط صندوق مكافحة الإدمان التى يبلغ عددها 14 مستشفى، 40000 حالة، منهم 10000حالة إدمان جديدة، و30000 حالة متابعة، وهى الحالات التى يتم علاجها بالمجان.
وتوضح أن المراكز التابعة للخط الساخن هى المركز الطبى جامعة عين شمس، مركز حلوان الجديد للمراهقين، مركز تأهيل ما بعد أعراض الانسحاب، بطريق مصر إسكندرية الصحراوى، مركز القوات المسلحة لعلاج الإدمان بالمعادى، وعدد آخر من المراكز التى تستقبل يومياً آلاف الحالات، لافتة إلى تواجد 20 إخصائيا نفسيا و14 متطوعا بالخط الساخن، ينتقلون إلى المستشفيات برفقة الحالات، ويستكملون معهم جميع المراحل العلاجية.
*رأى علماء النفس
تقول منال زكريا، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، ما حدث بدار الأمان لعلاج الإدمان، يعد عملاً إجرامياً بكل المقاييس، فما حدث من تعذيب، هو تمثيل للفكر السادى بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، والخطأ يتوزع على الجميع: أولاً وزارة الصحة ذاتها التى لا تراقب المؤسسات التابعة لها، وثانى المخطئين هو الدار والعاملون بها، والتى من المفترض أن ينالوا جزاءهم على فعلتهم، إضافة لأهالى المريض الذين تركوه حتى لقى حتفه، حيث إنهم أخطأوا منذ البداية بإهمالهم ابنهم، وإيداعه تلك الدار، وعدم تحرى السمعة الجيدة للدار قبل إيداع نجلهم فيها، والتى من بينها المستشفيات التابعة للدولة بشكل رسمى، مثل مستشفى الدمرداش، ووحدة الطب النفسى بقصر العينى، ومركز علاج الإدمان التابع لمجلس الوزراء.
وتضيف: كان على أهل المريض الاتصال بالخط الساخن، الذى يتولى تحويله لأقرب مكان يتولى حالته، ولابد أن يتلقى علاجا دوائيا فى بداية العلاج، لإعادة ضبط الحالة الانفعالية للمدمن، التى يجب التدخل فيها بشكل كيميائى عن طريق الأدوية، وبعدها تبدأ كورسات التأهيل السلوكى. وتؤكد أنه لا يوجد أى مبرر لاتباع العنف داخل مؤسسات الإدمان.
*«تخاذل» الصحة
يقول حافظ أبوسعدة، الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان: «لا يوجد أى دولة محترمة على مستوى العالم تسمح بوجود أى مراكز طبية (تحت بير السلم)، ولابد أن يكون هناك تصريح رسمى من وزارة الصحة يسمح بمزاولة هذه المهنة التى يضع فيها الإنسان رقبته وحياته تحت يد أناس قد يؤدى بهم الحال إلى قتله كما حدث فى حادث مركز المقطم الأخير».
ويضيف «أبوسعدة»: «هناك بروتوكولات للعلاج النفسى والعصبى، معروفة ولا يوجد أى مجال لتغييرها أو التعدى عليها، ويجب الالتزام بها جيدا، أما فيما يتعلق بالتعذيب فتلك معايير خرجت عن الممارسات الطبيعية المسموح والمصرح بها، والمسئولية كاملة تتحملها وزارة الصحة، ونقابة الأطباء، مؤكدًا أن الإدمان مرض يتطلب رغبة وإرادة قوية من الفرد ذاته للعلاج، وإن لم توجد هذه الرغبة، فلن يكتب النجاح للعلاج، خاصة فى فترة «انسحاب المادة المخدرة».
*الديتكوس
رحلة العلاج من الإدمان على يد «المدمنين»
أطباء يبيعون أسماءهم مقابل 3 آلاف جنيه لترخيص مراكز لغير المتخصصين
مشحونا إلى مركز خاص لعلاج الإدمان «الديتوكس» فى سيارة سوزوكى، مكبل الأطراف، مضروبا ضربا مبرحا أو محقونا بعقار يفقده الوعى، ينتظر فرصة سانحة للهروب من المستشفى، الذى تبين له أنه «مجزرة» تستهدف ما يملكه من أموال، ورغم أن أسعارها متدنية مقارنة بمثيلاتها إلا أنها ترفض السماح لمن يدخلها بمغادرتها قبل التأكد من أنها حصلت على كل ما يمكله من أموال، خاصة أن من يتولى العمل فى تلك المراكز «مدمنون سابقون».
التعذيب بمستشفيات علاج الإدمان الحكومية «المجانية» لا يختلف كثيرا عن «الديتوكس»، حيث يتم التعامل مع المرضى بطريقة «غير آدمية»، ويتم حقنهم بعقاقير تسبب ارتخاء فى الأعصاب، وتبولا لاإراديا، وأمراضا أخرى كثيرة يكتسبها المريض إلى جانب مرضه الأساسى الإدمان.
رحلات «الناجين من الإدمان» ترصدها «الصباح» فى شهادات حية من أصحابها، الذين أكدوا أنهم شاهدوا «الموت بعيونهم» على يد «ممرضين» كانوا فى الأصل «مدمنين».
*ماركو.. ورحلة «فاشلة» فى مراكز العلاج
عن رحلة العلاج والعذاب يقول ماركو: فى البداية ذهبت إلى «ديتوكس» بهدف تنقية الدم من المخدر والسموم، وعندما فشلت فى ذلك ذهبت إلى «هاف واى» أحد مراكز العلاج، والتى رفضتنى لصغر سنى، بعدها ذهبت إلى مكان اسمه «المنيا» تابع للكنيسة الكاثوليكية، ولكنى عانيت فيه الأمرين وفشل علاجى، لأن الأطباء كانوا يتركون لنا الموبايل، وبالتالى لا تنقطع علاقتنا بأصحابنا المدمنين، وفشل تعديل سلوكنا، خاصة أن الأطباء كانوا يتعاملون معنا بطريقة «غير آدمية»، وكانوا يتعدون على المرضى بالألفاظ والضرب والصعق بالكهرباء.
ويضيف: ما وضعنى على حافة العلاج الحقيقى وجعلنى أتوقف عن الإدمان منذ أكثر من ثلاثة شهور، حسن المعاملة الذى وجدته فى مركز الحرية لعلاج الإدمان، حيث وجدت الحب من المعالجين بالمركز دون مقابل.
وأكدت والدة «ماركو» التى كانت فى زيارة لنجلها فى المركز أنها وجدت علبة سجائر فى دولابه عندما وصل عمره 12 عاماً، ولم تكن تتخيل أنها له، لذلك اكتفت بتعنيفه، وعندما تكرر الأمر آثرت الكتمان خوفاً أن يتهمها زوجها بالتقصير فى تربية الطفل، إلى أن ضبطت نصف إصبع حشيش فى ملابسه.
وأضافت: لم أدر ماذا أفعل وكيف أواجه المصيبة، فى البداية لم أتمالك نفسى، فضربته ضربا مبرحا، وعندما تكرر الأمر واكتشفت شرائط الأدوية التى يتعاطاها قررت إطلاع زوجى على الأمر، فضربه هو الآخر وطرده من الشقة ليعيش مع جدته وحيداً بعيداً عن شقيقه ووالديه.
وحتى الآن لا يعلم الأب أن ماركو ظل غارقاً فى الدخان الأزرق لمدة 5 سنوات منذ بلوغه عامه ال11، أى منذ سفره للعمل بالخارج، معتقداً أن سعيه لجنى الأموال هو ما يؤمن مستقبل أطفاله، وكله ثقة أن زوجته تستطيع أن تقوم بدوره الحازم فى تربية أطفاله.
*العربى: لا يوجد رقابة والخراط: الحل فى العلاج السلوكى
من جانبه يؤكد الدكتور إيهاب الخراط، استشارى علاج الإدمان، ومدير عام مراكز الحرية لإعادة تأهيل المدمنين، أن الإدمان مرض مزمن لا يمكن التخلص منه بالحقن أو المكوث لمدة شهر بأى مكان علاجى مهما كان، فهو مثل الضغط والسكر يجب على المريض الالتزام بتعاليم الطبيب طيلة العمر حتى لا يتعرض لانتكاسة، موضحًا أن سر الانتكاسة السريعة للمرضى فى المستشفيات ترجع لاهتمام أصحاب المستشفيات ب«البزنس» أكثر من العلاج، فكثيرا ما يساعد الممرض المريض فى المستشفيات الخاصة على جلب المخدرات للمرضى، فضلا عن تبادل المدمنين أرقام التجار فيخرجون بأجندة تليفونات ويكونون مستعدين للعودة من جديد، والسبب يرجع إلى أن تلك المستشفيات لا تعتمد أسلوب علاج سلوكى وإنما طبى فقط، وفى المقابل قد ينفر المريض من العلاج فى بعض المستشفيات التى تعتمد على الجلسات النفسية بجانب العلاج بالأدوية نظرا لأن الطبيب المعالج لا يستطيع فهمه والتواصل مع مشاعره واحتياجاته فى مرحلة العلاج.
ويضيف: العلاج الصحيح هو استبدال عادات وحياة المدمن السيئة بأخرى جديدة، كى لا يشعر بفقدان كل شىء مثل أسلوب العلاج ببرنامج «12 خطوة»، لذا تكون نسبة التعافى فى المراكز العلاجية المعتمدة على العلاج السلوكى «الهاف واى» 67%، شرط المواظبة على حضور اجتماعات علاجية مثل «المدمنون المجهولون»، وتقل نسبة انتكاستهم مع الاستمرار فى الاجتماعات فى أول عام من العلاج إلى 50%، تصل إلى 25% بعد 3 سنوات، لتصل ما بين 3 : 5% بعد 5 سنوات من المتابعة، لافتا إلى أن الانتكاسة لا تعنى الفشل فى العلاج، فالمدمن فى هذه الحالة مثله كمن يتعلم لغة جديدة قد يرسب فى أول اختبار أو الثانى ولكنه يتقنها بالإصرار والعزيمة.
ويحذر الخراط من ارتفاع نسبة إدمان الفتيات فى الفترة الأخيرة قائلا: زادت نسبة إدمان الفتيات والأطفال بسبب ممارسات التجار وتسويقهم للمواد المخدرة، وأساليب الدعاية الجديدة التى يتبعونها لإغواء الفتيات، بعد تشبع سوق الرجال، غير أن الأزمة فى إدمان الفتيات أن الأهل غالبا لا يدعمون علاجهن، ويريدون التخلص منهنّ لارتباط إدمان البنات بالعار، ف 70% من المدمنات يمارسن البغاء للحصول على جرعاتهن المخدرة مقابل 5% من الرجال يفعلون الأمر نفسه.
*مراكز التجارة فى أحلام المدنين
قال مدحت العربى، مدير قطاع بمراكز الحرية لإعادة تأهيل المدمنين: «مراكز الديتوكس هدفها الأساسى تجارى بحت، خاصة أن المستشفيات المعتمدة مرتفعة التكلفة، فالتخلص من السموم يتكلف 300 جنيه، فى حين يتكلف اليوم الواحد فى الديتوكس من 100 جنيه إلى 150، ومن يريد الهروب أو مغادرة المكان يتم التعامل معه بطريقة مهينة ويتعرض للصعق بالكهرباء».
وأضاف أن قصة «الديتوكس» بدأت منذ 8 أعوام، وشارك فيها أطباء لأن الترخيص يصدر بأسماء الأطباء، حتى أصبح الأمر تجارة، حتى إن أحد الأطباء قام بترخيص 8 أو 9 مراكز، وحصل على 3 آلاف جنيه من كل مركز نظير استغلال اسمه.
وأوضح أن «مشكلة مراكز علاج الانسحاب تكمن فى أن العاملين بها غير مؤهلين، حيث تتم الاستعانة بمدمنين متعافين، رغم أن التجربة أثبتت أن كل المدمنين الذين عملوا فى مراكز لعلاج المدمنين تعرضوا لانتكاسة.
وكشف عن انتشار العديد من مراكز «الديتوكس» بمنطقة المقطم بالقاهرة، وحدائق الأهرام بالجيزة، وهى المراكز التى تحتاج إلى قرار سريع لإغلاقها، لافتا إلى وجود بعض المراكز التى تمارس عملها دون الحصول على موافقات بذلك وتحتاج إلى توفيق أوضاعها.
وأكد أن زيادة نسبة الترامادول الصينى رفع عدد المدمنين فى مصر إلى 6 ملايين مدمن، وأصبحت الأسرّة الموجودة فى المستشفيات الحكومية لا تكفى، ما يجعل الأهالى يضطرون لإيداع أطفالهم فى مراكز الحرية، والذى يبدأ عمله ببرنامج مدعم يطلق عليه «رسالة» مقابل 1000 جينه للقادرين، ومجانى لغير القادرين.
*تامر: الأطباء يعاملونا كمجرمين
تامر شاب يبلغ من العمر 32 عاما، يعمل مهندس إلكترونيات، أدمن المخدرات لمدة 5 أعوام، قبل أن يتخلص منها قبل ثلاثة أعوام ونصف، يقول: «كنت أعمل فى الخارج، ووصلت فيها حتى نهايتها، وأدمنتها لمدة 5 سنوات، بعد أن حصلت على ميراث كبير وسيارة، وأوصلنى الإدمان إلى استبدال السيارة، الشقة وتركت خطيبتى، وفى النهاية بعت السيارة لتاجر فى الصحراء، وكنت أعمل رئيس قسم إلكترونيات فى إحدى الدول العربية، وفقدت عملى بسبب الثورة، بعد أن بعت كل ما أملكه، وقررت بعدها العلاج من المرض».
ويضيف: «دخلت مستشفى بمدينة نصر غالية كان الشهر يتكلف 5 آلاف جنيه علاج، وتحاليل أول كل شهر بمبلغ 4 آلاف، ووجدت نفسى أدفع 12 ألف جنيه خلال شهر ونصف»، بعدها قررت الذهاب لمستشفى لعلاج الإدمان واكتشفت أن الأدوية التى يعالجون بها تسبب تشنجات، ويكون العقاب بالأدوية، لو طالب أحد مغادرة المستشفى».
ويؤكد أن المعاملة فى المستشفيات سيئة حتى أن الأطباء تركوا أحد المرضى مربوطًا فى السرير لمدة ثلاثة أيام، ما دفعه للهروب من المستشفى، وعندما عاد لبيته تعرض لانتكاسة، حاول بعدها التخلص من الإدمان، فتردد على «ديتوكس» بمنطقة المقطم، مضيفًا: «هناك رأيت أساليب مش كويسة، فالمعالجون كانوا مدمنين، لا يستطيعون تحليل شخصية المريض، فى مرحلة الإدمان النشط، واكتشفت فيما بعد أن «الديتوكس» عبارة عن أماكن لجمع الأموال، خاصة أن الوجبات كانت عبارة عن فول ورغيف عيش واحد فى اليوم وكوب الشاى عبارة عن كوب بلاستك، فى حين يتعامل الممرضين مع المرضى بطريقة غير آدمية، ويتم توثيقهم فى السرائر».
وكشف «تامر» أن العلاج فى مراكز علاج الإدمان يكون من خلال أدوية «كافينز» وحقن «كوربكسول»، والتى تسبب ارتخاء فى الأعصاب، والتبول اللا إرداى، والتشنج، ويستخدمها الممرضون لترهيب المرضى وليس علاجهم، مضيفًا: «من ساعة ما دخلت الديتوكس بشوف مناظر مش تمام، وفعلا «الهاف واى»، الأمر الذى جعلنى أترك الديتوكس بعد 5 أيام فقط»، لافتا أن رحلة العلاج من الإدمان كلفته أكثر من مليون جنيه».
*عبد الحليم: بتروا زراع زميلى فى الديتوكس
«بعد 16 سنة من إدمان المخدرات قررت العلاج عندما شعرت أن أهلى وجيرانى وأصحابى يعاملونى وكأننى كلب أجرب، فقصدت أحد المراكز العلاجية الخاصة لعلاج الإدمان بالإسكندرية والتى يطلق عليها (ديتوكس)، والذى اتخذ من إحدى الفيلات مقرا له، بهدف العلاج من الإدمان، لكن سرعان ما هربت بعدما رأيت العاملون فى الديتوكس يبترون زراع أحد المرضى، بعد أن حقنه أحد الممرضين بطريقة خاطئة».. كانت تلك كلمات هادى عبد العليم، 33 عاما، أحد المتعافين من الإدمان، التى لخص فيها رحلته للعلاج من الإدمان.
وأضاف «عبدالعليم»: «رأيت الموت بعينى فى الديتوكس، ودفعت آلاف الجنيهات بعد أن عزمت على التخلص من المرض، لكن يا روح ما بعدك روح، حيث اكتشفت أن القائمين على المركز ليسوا أطباء، وكانوا يحقوننى بمحاليل كثيرة توقظنى من عز النوم وتجعلنى أهزى بكلمات غير مفهومة، بخلاف تسببها فى زيادة نبضات القلب، حتى أننى كنت أتحسس قلبى بيدى خوفا من توقفه، ودائما كان يلازمنى شعور الموت، خاصة عندما انتابتنى أعراض شلل نصفى مؤقت، كنت أعتقد حينها أن هذه أعراض انسحاب المخدرات من جسمى، إلا أننى عندما تحدثت مع الحارس عرفت أن مالك (الديتوكس) طبيب مبتدئ لا يمتلك الخبرة، وأن القائمين على العلاج ليسوا أطباء من الأساس، وهو ما دفعنى للهروب دون تفكير».
وأكد «عبدالعليم» إنه استمع لنصيحة أحد أصدقائه بالعلاج فى مستشفى النبوى المهندس للطب النفسى (مستشفى المعمورة)، والذى هرب منه أيضا بسبب «العذاب» الذى كان يراه هناك، موضحا أنه كان نزيلا فى القسم الاقتصادى، غير أن المعاملة فى المستشفى كانت أصعب من «الديتوكس»، حيث يتم معاملة المرضى بطريقة «غير آدمية»، مضيفا: «صحيح كنت بتعامل كويس بس أعصابى تعبت من اللى بشوفه، الممرضين نازلين ضرب فى المدمنين فى القسم المجانى، وكنت أشاهدهم لأن القسمين متلاصقين، وأى مريض يعترض على الأكل يكون الرد الوحيد عليه هو الضرب، والأكتر من كدة إن الإدمان داخل المستشفى أسهل، خاصة أن كثيرا من التجار كانوا يدخلون المستشفى بحجة العلاج، ويقومون بترويج المخدرات فى القسم الاقتصادى، لذلك فإن نسبة العلاج بالمستشفى معدومة، ومافيش حد بيخف، باختصار المعاملة الآدمية للى بيدفع بس، والإدمان للجميع داخل المستشفى».
بعد تنهيدة طويلة تابع رحلة علاجه قائلا: أصبحت زبونا دائم التردد على مراكز «الديتوكس» والتى كنت أتردد عليها لتقليل الجرعات التى أتعاطاها، خاصة أنها تحولت لمراكز للتجارة فى المقام الأول، وأن القائمين عليها لا يستعملون فى العلاج سوى منوم ومهدئ، يمكن لأى شخص تعاطيه دون اللجوء لهذه المراكز.
*هانى رقصة العودة إلى الأدمان
قال هانى. م، مدمن متعافٍ منذ 5 سنوات، ومشرف معالج بمركز الحرية لعلاج الإدمان بوادى النطرون: «غالبا ما يعود المدمنون المعالجون على أيدى أطباء العيادات والمستشفيات الخاصة إلى عالم الدخان الأزرق من جديد، ولا يستمتعون بملذات الحياة دون ضرب، والسبب يكمن فى وجود فجوة كبيرة بين الطبيب والمدمن، فالأول دائما ما يتحدث من برج عاجى ملىء بالمثل العليا، وينظر للمريض باعتباره مذنبا من الطبقة الدنيا، لذا يؤثر المدمن حياته الأولى، الأمر الذى دفعنى لمحاولة العلاج بنفسى فى المنزل أكثر من مرة، فكنت أقلل الجرعات وأستبدل المخدر بأدوية العظام التى تتناولها والدتى، ولكننى فشلت، ولأننا أسرة مستورة لجأت أمى لعلاجى فى معهد السموم التابع للقصر العينى، فأقنعها طبيب بتحويلى إلى عيادته الخاصة لأنه استورد دواء من الخارج سيجعلنى أتوقف عن الإدمان بعد أسبوعين فقط مقابل 15 ألف جنيها، إلا أننى رجعت أضرب بكل ما أوتيت من قوة».
وعلى عتبات مجلس الوزراء وقفت «س» تروى قصة نجلتها مع الإدمان قائلة: «أتمنى دخول مجلس الوزراء للحصول على موافقة لعلاج ابنتى الصغرى على نفقة الدولة، معرفش مروة أدمنت إمتى وازاى، منهم لله أصحاب السوء، بقت تخرج وتبات برة بالأسبوع لما متلاقيش فلوس تاخد السم اللى بتتعاطاه وترجع تقول كنت عند واحدة صاحبتى، والله ما قصرت معاها عالجتها فى مستشفيات خاصة لحد ما خلصنا فلوسنا أنا صرفت عليها أكتر من 30 ألف جنيه فى أسبوعين، فى مستشفى كبيرة سمعت عنها فى التليفزيون، ورجعت للهباب ده تانى، أنا مش عارفة أعمل ايه تانى، لو كانت ولد كنت سبتها فى الشوارع لكلاب السكك بس دى بنت ومش عارفة أعالجها ازاى بس؟».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.