في سابقة هي الأولى بالإسكندرية وضمن حملة الاعتقالات التي قامت بها مديرية امن الإسكندرية مؤخراً على خلفية الاشتباكات التي تزامنت مع إطلاق الثورة الثانية بالخامس والعشرون من يناير الماضي، حوت إحدى مدرعات قوات الشرطة مساء يوم السابع والعشرون من يناير ضمن "الكماشة" التي قامت بها على نشطاء الإسكندرية ومتظاهريها، من إلقاء القبض على الطفل محمود عادل محمد البالغ من العمر أربعة عشر عام. وكانت الصدمة قد أصابت النشطاء والمُحتجين ووالدته لخبر إلقاء القبض على "محمود" ليس لأنه حدث قاصر، ولكن لإصابته بمرض سرطان العظام، وتوقعوا إخلاء سبيله بأقرب وقت، إلا إنهم قد تعرضوا لصدمة أكبر عندما فاجأتهم النيابة العامة بتجديد الحبس له 15 يوماً آخرين، دون مراعاة لمرضه وسنه باعتباره طفل. "منهم لله مش عارفة عايزين من ابني ايه ابني ملوش دعوة بالمظاهرات ولا يعرفها"، كانت تلك الجملة التى ظلت ترددها والدة الطفل "أم محمود"، والتي انهمرت دموعها بمجرد ذكر إسم طفلها للحديث عنه، فالتقت بها img src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" / وسط هرولتها بين أروقة المستشفى الجامعي، لتسليم خطاب النيابة لاستضافة طفلها للإشراف العلاجي له أثناء محبسه على ذمة القضية. وقالت "أم محمود" ل img src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" / خلال حديثها، إنها قد فوجئت بأحد معارف والده وهو يخبره بإلقاء القبض على نجله بمحل تظاهرات ميدان فيكتور عما نويل ضمن الحملة التي شنتها المديرية لإلقاء القبض على المُحتجين بمحيط المديرية، وأوضحت ان "محمود" كان في طريقه لسيدي جابر بمرافقة صديقه لإيصاله محل سكنه، كامن من المفترض أن يذهب لمنزله مباشرة. وواصلت "أم محمود" قائلة "انا لما كلمت محمود قالى انا كنت بوصل صاحبي وانا راجع لقيت في مظاهرة وفجأة لقيت اتنين لابسين زينا مش لبس شرطة ومسكوني من كتفي ولما حاولت افلت من أيديهم ضربوني وقطعولى هدومي وأخدونى على حتة فاضية جنب المظاهرة وبعدين اخدوني على المديرية". واستكملت قائلة "وانا بكلم محمود كان فى حالة صعبة وتعبان جدا ولما سالته قالي دول بيتوني على البلاط وكنت بترعش طول الليل"، قائلة "إبني شاف أسود ليلة في حياته داخل المديرية"، لافتة إلى ان ما مر به نجلها أثر سلبياً على صحته، وذلك بعد إبتعاده عن منزله قرابة العشرة أيام حتى الان، فضلاً عن ال 15 يوماً المُقبلين. وأوضحت والدته على إنها قد مرت بايام صعبة لحين عثورها على طفلها داخل إحدى أقسام الشرطة، بعدما رفضت مديرية الأمن مقابلتها لنجلها بيوم إعتقاله، وفي الصباح أكدت على خروجه إلى نيابة برج العرب، وقالت "ابوه وخطيب أخته دورو عليه كتير ومحدش كان راضي يقول لهم هو فين، لحد ما واحد فى نيابة برج العرب قالهم ده أخدوه على قسم البرج هتلاقوه هناك، ولما ابوه راح يطمن عليه مأمور القسم قال انه مش هنا ، فابوه زعق وهلل وطلب ابنه لحد ما ضربوه هو كمان علشان صوته العالي، ومرضاش يمشي لحد ما شاف ابنه جوه القسم واتطمن عليه، ومحمود قاله خدني من هنا يابابا". وأضافت والدته خلال حديثها ل img src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" / بأنها قد شعرت باليأس والحزن وكاد قلبها يتمزق وهي تسمع كلمات إبنها وطلبه من زوجها عقب رجوعه المنزل دون إبنه، مؤكداً لها عرضه على النيابة، إلى إنها تفاجئت بعد مرور إسبوعاً على ذمة القضية بمحبسه، مسألة تجديد الحبس مرة أخرى 15 يوماً، قائلة "ده طفل وتعبان وممكن يوح مني من اللي بيحصل معاه، ده انا خفت عليه من مجهود المدرسة وقعدته منها تيجي الشرطة تعمل فيه كده". وفي هذا الصدد إلتقت img src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" / بمحامي الطفل حمدي خلف، والذي أكد على أن الطفل يعاني من مرض سرطان العظام، ولا يقوى بدنياً وصحياً على إستكمال حبسه على ذمة القضية التي لن توجد بها حُجة قوية لتجديد حبسه، فى الوقت الذي تم فيه إخلاء سبيل 15 آخرين بنفس القضية، حسب قوله. وأضاف محامي الحَدَث أن "محمود" تم إلقاء القبض عليه بالتاسعة من مساء يوم السابع والعشرون من الشهر الماضي، بميدان فيكتور عمانويل، ضمن حملة الاعتقالات التي تعرض لها النشطاء والمتظاهرون، وكانت النيابة قد أمرت بحبسه داخل إحدى دور الرعاية الاجتماعية بالصباح الباكر لاعتقاله، إلى أن رئيس مباحث برج العرب قد ماطل بمحبسه لمدية يومين. وإستكمل المحامي قائلاً "بعد يومين تم نقله إلى مديرية أمن الإسكندرية لإبقاءه ضمن عنبر الأحداث المتواجد بها، دون مراعاة لإعتياده على الجلسات العلاجية التى قد فاتته"، مشيرا إلى أن النيابة العامة قد جددت حبسه 15 يوما آخرين. ولفت "حمدي" إلى أن التهم المنسوبة للطفل تكمن في ترويع المواطنين والتعدي على قوات الأمن وفقا للتهم التي أسندت للمحتجين الذي تم إخلاء سبيلهم، موضحا انه تقدم بطلب للنيابة بضرورة تسلميه لذويه على ذمة القضية وفقا لمحل إقامته، ولتلقى الطفل العلاج الخاص به، فوافقت النيابة على نقله إلى المستشفى الرئيسي الجامعي بإشراف الأمن، بدلا من محبسه داخل المديرية، قائلاً "ولازالت الإجراءات تُستكمل حتى الآن لنقله".