نور الحكمة: نحترم الرسالة الإعلامية حتى لو ضد الرئاسة.. قناة الحافظ: النقد مباح حتى لو للرئيس لكن بحدود.. الرحمة: نلتزم الحيادية وتهديد ملهم العيسوى دليل على موضوعيته
جاءت أكثر من واقعة فى القنوات الدينية لتثبت أنها قلبت الترابيزة على النظام الرئاسى الحاكم وجماعة السلفيين بعد أن كانت تثبت بشكل مستمر فى كل مواقفها ولاءها للحكم، وكان أول تلك المواقف ما قام به المذيع محسن عيد مقدم برنامج «أنا المصرى» على قناة نور الحكمة بعدما وصف الحكومة بالفاشلة، ووصف الرئيس بغير المحنك، وأن «الإخوان المسلمون» والسلفيين سبب كل المشاكل التى تعيشها مصر حاليا، والأخرى من خلال قناة الحافظ التى ظهر أحد مشايخها تعليقا على أغنية سما المصرى الساخرة من حازم أبوإسماعيل، حيث قال إننا بلد حرية ومن حق أى شخص النقد بحرية. بالإضافة إلى حملات السب والقذف والتهديد للإعلامى ملهم العيسوى المذيع بقناة الرحمة من قبل أولاد أبوإسماعيل بعدما وصف المذيع ترشح حازم أبوإسماعيل لرئاسة الجمهورية بغير القانونى وأنه سبب إثارة الفتنة بين الشعب المصرى الواحد والعديد من المواقف الأخرى خاصة بعد حصارة لمدينة الإنتاج الإعلامى. من جهته، أكد جمال عبدالعظيم مدير قناة الحافظ أن القناة لا تنقلب على النظام الحاكم إطلاقا وما يتردد من قبل بعض مذيعى القناة ما هو إلا تعبير عن آرائهم بمنتهى الحرية والحيادية. مشيرا إلى أن كل شخص فيه عيوب ولا يوجد إنسان كامل، كذلك تكون الحكومة. وأضاف إن النقد مباح وخاصة بعد ثورة 25 يناير العظيمة، ولكن فى حدود، وهناك بعض التعليمات من الإدارة لمذيعى القناة ممنوع تخطيها على الشاشة. ومن جانبه، نفى حسن زهرة مدير إعداد فى قناة نور الحكمة الفضائية ما تردد حول إحالة المذيع محسن عيد إلى التحقيق فى إدارة القناة بعد ما تلفظ بعدة ألفاظ مهينة للنظام الحاكم فى حلقة برنامجه الأخيرة، منها «حكومة قنديل فاشلة»، و«الرئيس مرسى ليس لديه أى حنكة تمكنه من الحكم السليم»، وغيرها من الألفاظ . وأضاف «زهرة» إن ما قاله محسن عيد يسأل عن، أما القناة فغير مسئولة إطلاقا عن كلام مذيعها ولا يعنى أيضا انقلاب القنوات الدينية على النظام الحاكم وإنما التزامها الحيادية. وعن الفكر السائد عن تحيز القنوات الدينية لجماعة السلفيين والرئاسة، أكد عماد سيد مدير برامج قناة نور الحكمة أن التفكير فى القنوات الدينية كان بهذا الشكل يرجع إلى أن المشاهدين تعودوا على رؤية القناة الدينية ك قناة «قال الله وقال الرسول»، وهو غير صحيح لأن من الطبيعى تناول كل المواضيع ، ونتمنى أن يترك المشاهدون هذا الفكر بالنسبة للقنوات الدينية. وأضاف إن أى قناة مهما كانت دينية أو إخبارية لابد عليها من احترام رسالتها الإعلامية بأن تتيح الفرصة للرأى والرأى الآخر، وأن تلتزم بالمهنية حتى لو ضد الرئاسة. وقال الإعلامى محسن عيد إن فلسفة برنامجه كانت بهذا الشكل منذ البداية وليس فقط الحلقة الماضية، والمستهدف فى برنامجه مصلحة المجتمع وليس جماعة على حساب أخرى بالاتفاق مع إدارة القناة. وأضاف إن المشكلة تمكن فى تقسيم المجتمع إلى أبيض وأسود والإعلام إلى إسلامى وليبرالى، وهذا خطأ كبير لأن الإعلام لابد أن يكون بشكل عام وبمفهومه الأشمل. وأكد أن قناة نور الحكمة تحترم مبادئه وكلامه. مشيرا إلى أنه إذا أخلت القناة فى اتفاقها لن يستمر أبدا فى العمل بها. أما فى قناة الرحمة، فرفض الشيخ محمود حسان رئيس القناة التعليق على الحملة الشرسة التى تعرض لها المذيع ملهم العيسوى من قبل أولاد أبوإسماعيل بعدما قال فى إحدى حلقات برنامجه «من القاهرة» إن حازم أبوإسماعيل لا يصلح للرئاسة. وقال «إن المشايخ يخافون طلاب العلم أكثر من خوفهم من الله»، فى إشارة إلى صمت مشايخ السلفية عن إعلان الحقيقة التى يعلمونها بقانونية استبعاد أبوإسماعيل من الترشح للرئاسة، واكتفى حسان بقوله إن الإعلام لابد من حياديته، والدليل ما يحدث لنا.