برعاية وزير الثقافة اللبناني غابي ليون وبحضور عدد من أهل الفن والصحافة والإعلام أحيت الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية حفلاً ضخماً على خشبة مسرح قصر الأونيسكو كرمت فيه الموسيقار فريد الأطرش. وإستعانت الاوركسترا هذه المرة بآلات غربية وعازفين من الفلهارمونية الوطنية، كما دعمت بالوتريّات مع الإبقاء على دور الناي والقانون والعود وغيرها من الآلات هوية هذه الأوركسترا. وكان رئيس الاوركسترا أندريه الحاج كلف جيلبير رحباني تدوين العديد من أعمال الأطرش، حيث أوكل الأخير مهمة توزيع بعض الأغنيات إلى فرانك بورسيل أشهر قائد أوركسترا فرنسي في القرن العشرين والموسيقار الفرنسي الذي عزفت موسيقاه في الولاياتالمتحدة واليابان بباريس في أواسط ستينيات القرن الماضي، والذي أعجب بإحدى ألحان فريد التي أعاد غناءها الفنان أنريكو ماسياس. فسأل فرانك فريد إن كان يحمل معه أسطوانات أو أشرطة له حتى يتمكن من سماعها جيدا، فتدخل أحد أصدقاء الأطرش وأنقذ الموقف حيث خرج من الفندق وتوجه إلى محل لبيع الأسطوانات العربية المنتشرة بباريس وعاد وهو يحمل عدداً لا بأس به من الاسطوانات والأشرطة تتضمن مختلف الألوان من أعمال فريد ، فإختار منها فرانك أربعة أعمال أصدرها في أسطوانة تحث عنوان "فسيفساء شرقية". وبالعودة إلى الحفل ، فإمتلأت صالة قصر الاونيسكو بكافة أقسامها بالحضور الذي ضم مختلف الأعمار ، وكانت الإنطلاقة بمشهد مصور لمقابلة تلفزيونية أجرتها الإعلامية ليلى رستم مع الموسيقار فريد الأطرش في العام 1967 حيث قال فريد إن بعض أغنياته أعاد غناءها كبار الفنانين الروسيين وفنانون أتراك والفنانة داليدا وغيرهم في عدة دول مشيراً إلى ان ما كان ينقصه هو الدعاية فقط . وأطل الفنان اللبناني نهاد طربيه بعد غياب طويل عن الجمهور وغنى "إرحمني وطمنّي" و"يا حبايبي يا غايبين"، أما الفنان جوزيف عيسى فحيّا الموسيقار الراحل بأغنيتي "قلبي ومفتاحه" و"بقا عايز تنساني" . وعاد الأطرش ليطل على شاشة الصالة حيث قدم عزفاً منفرداً على آلة العود لمجموعة من أغنياته، في حين غابت الفنانة فابيان ضاهر عن خشبة المسرح لأسباب مرضية لكنها كانت حاضرة في الصالة، وتم إستبدالها بآسيل نحلاوي وروان الحصري من كورال "خالد بن الوليد" المقاصد، بحيث أدت الأولى "يا بدع الورد "، والثانية "ليالي الأنس". كما عزفت الأوركسترا مجموعة من ألحان الراحل والتي أعاد توزيعها الموسيقيون: أندريه الحاج ، أنطوان خليفة ، إيلي حردان ، ميشال فاضل إضافة طبعاً إلى فرانك بورسيل. وإختتم الحفل بميدلي من أجمل أغنيات الراحل قدمه الكورال .