على مدى ثلاثة أسابيع ، نشرت «الصباح» الجزء الثالث من مذكرات الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم.. كانت المذكرات التى تركزت فى جزئها الثالث عن حكايات نجم عن القاهرة ومعتقلاتها وشخوصها، الموتى والأحياء، صادمة للمؤيدين والمعارضين ، الذين يرون فى شهادات نجم القاطعة إعادة محاكمة لتاريخ بأكمله ورموز مر على وجودها أو رحيلها عن الدنيا عشرات السنين. وكان أحمد فؤاد نجم كعادته مزدحما بالحكايات والأفكار، الثائرة والمتقلبة، كحياته التى لم تستقر يوما ما بين البيت والمعتقل. وفى الحلقة الثالثة من مذكرات الفاجومى، ذكر الشاعر الكبير أن المفكر الكبير محمد عودة، حضر لزيارته فى بيته المتواضع فى حوش قدم، عقب هزيمة 1967، وكان مع نجم الشيخ إمام وشاعر يدعى محمد عبدالمطلب، وقال إنهم جميعا أفسحوا مكانا للمفكر الناصرى الكبير المعروف بقربه من عبدالناصر لسؤاله عن أمر، كان يقلق كل المصريين، متى سنحارب إسرائيل؟ كان الجميع يستشعرون الإهانة عقب النكسة، وأصر الشاعر محمد عبدالمطلب على إحراج محمد عودة، لكنه تهرب من الإجابة، وطلب الاستماع لقصيدة التحالف.. ويضيف نجم إنه تدخل حتى لا يحدث تراشق بين الطرفين، بإلقاء القصيدة ، التى استعاد سماعها مرة أخرى محمد عودة، وفى النهاية طلب من أحمد فؤاد نجم أن يكتبها لينشرها.. وبعد أن بحث الجميع عن ورق، اعتذر نجم وقال للمفكر الكبير إنه سيكتبها ويرسلها له فى أى مكان يطلبه، لكن محمد عودة أصر على أن يكتب نجم القصيدة بخط يده، وبحث الحاضرون عن ورقة إلى أن وجدوا مجموعة كتب من المركز الثقافى السوفييتى، داخل مظروف، فانتزعوا المظروف ليكتب عليه أحمد فؤاد نجم القصيدة، ويخرج محمد عودة بعد أن وضع القصيدة فى جيبه.. بعد أشهر والكلام مازال لنجم اعتقل نجم، واستدعاه المحقق حسن أبوباشا، ضابط أمن الدولة، ووزير الداخلية ليسأله: «يعيش أهل بلدى بتاعتك ؟» وقبل أن يجيب نجم لمح بين أصابعه ورقة المظروف التى كتب عليها نجم القصيدة، بخط يده لمحمد عودة، ليقضى بسببها فى السجن بضع سنين.. لم يضع نجم عنوانا للحلقة، ووضعت «الصباح» عنوانا، وهذا حقها المهنى، هو: «محمد عودة باعنى لمباحث أمن الدولة».. عقب صدور «الصباح»، كتبت أمينة النقاش فى الوفد عتابا لأحمد فؤاد نجم، قالت خلاله إن محمد عودة لم يفعلها، وأن الأرجح أن الناشر أو أحد ضيوف محمد عودة حصل على الورقة، وأرسلها للمباحث.. وكتب نجم ردا على أمينة، بأنه يقبل هذا العتاب، ويتعلق به كالقشة، لإنقاذ الغرقان، لأنه يحب محمد عودة، وكان طوال السنوات الماضية يحاول أن يجد تفسيرا لما حدث. نشرت «الصباح» العتاب والرد، ومعهما عتاب بعض المثقفين على نجم، وحرصت «الصباح» على أن يكون العنوان : « على أرضية المحبة»، لكن ما جرى أغضب بشكل أو بآخر الشاعر الكبير.. ومؤخرا كتب أحمد فؤاد نجم فى جريدة «الوطن» قصة ماحدث، وإن كانت كلماته تقول إنه مازال كالغرقان المتعلق بقشة، فى قصة براءة محمد عودة من دخوله المعتقل.. «الصباح» كانت ولاتزال تعلن اعتزازها بالشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، وبمذكراته التى ألقت فى مياه حياتنا الراكدة أحجارا، على طريقة نجم، بينما البعض يفضل أن تظل مياها آسنة.. عم أحمد فؤاد، نحن فى «الصباح»، نعتذر لك عن أى مضايقات، تعرف دوما أنها لم تكن أبدا مقصودة ، بل بالعكس نشرناها على أرضية المحبة، محبة شاعر كبير فى قامة وموهبة أحمد فؤاد نجم.. زمان يا عم أحمد كتبت أنت : «يا عم بيرم وحياتك واللى اماتك وواد مباحث يتطاول على مقاماتك».. واليوم نحن الذين كتبنا هذا العنوان، على نفس طريقة كتابتك للقصيدة، لأننا لا نقبل أن يتطاول عملاء المباحث على مقاماتك. قصيدة.. التحالف «يعيش أهل بلدى» ل«أحمد فؤاد نجم» يعيش أهل بلدى وبينهم ما فيش تعارف يخلى التحالف يعيش تعيش كل طايفة من التانية خايفة وتنزل ستاير بداير وشيش لكن فى الموالد يا شعبى يا خالد بنتلم صحبة ونهتف.. يعيش يعيش أهل بلدى يعيش المثقف على مقهى ريش يعيش يعيش يعيش محفلط مزفلط كتير كلام عديم الممارسة عدو الزحام بكام كلمة فاضية وكام اصطلاح يفبرك حلول المشاكل قوام يعيش المثقف يعيش يعيش يعيش يعيش أهل بلدى يعيش التنابلة فى حى الزمالك وحى الزمالك مسالك مسالك تحاول تفكر تهوب هنالك تودر حياتك بلاش المهالك لذلك إذا عزت توصف حياتهم تقول الحياة عندنا مش كذلك وممكن تشوفهم فى وسط المدينة اذا مر جنبك أتومبيل سفينة قفاهم عجينة كروشهم سمينة جلودهم بتضوى دماغهم تخينة سنانهم مبارد تفوت فى الجليد ما فيش سخن بارد بياكلوا الحديد ما دام نهر وارد وجاى م الصعيد تزيد الموارد كروشهم تزيد وتسمع وتسلم بأن التنابلة أو الأكالين حيسمح كبيرهم ويعمل مقابلة مع الفلاحين ويحصل تحالف ما بين الجميع ونملا المصارف بدم القطيع أطيع الخليفة أطيع والديك أطيع التنابلة دا مفروض عليك وتزرع وتبعت لحى الزمالك وحى الزمالك مسالك مسالك تحاول تفكر تهوب هنالك تودر حياتك بلاش المهالك لذلك إذا حد جاب لك سيرتهم تبسمل تكبر وتهتف كذلك يعيش التنابلة يعيش يعيش يعيش يعيش أهل بلدى يعيش الغلابة فى طى النجوع نهارهم سحابة وليلهم دموع سواعد هزيلة لكن فيها حيلة تبدر تخضر جفاف الربوع مكن شغل كايرو ما يتعبش دايره لا ياكل ولا حتى يقدر يجوع يا غلبان بلدنا يا فلاح يا صانع يا شحم السواقى يا فحم المصانع يا منتج يا مبهج يا آخر حلاوة يا هادى يا راضى يا عاقل يا قانع ما تتعبش عقلك فى شغل السياسة وشوف انت شغلك بهمة وحماسة وعود عيالك فضيلة الرضا لأن إحنا طبعًا عبيد القضا ورزقك ورزقى ورزق الكلاب دا موضوع مؤجل ليوم الحساب كمان الصحافة حتكتب فى حالتك وتنشر مناظر لخالك وخالتك وتطلع يا مسعد عليك الغناوى وتسمع باسمك فى قلب القهاوى تحبك مشيرة وبنات الجزيرة وقصة غرامك تشيع فى الرداوى يعيش عم مسعد يعيش يعيش يعيش يعيش أهل بلدى