طالب مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة المصريين كافة بضرورة التمسك والتسلح بالوحدة والاتحاد والثقة في هذه المرحلة من تاريخ الوطن ، وهم ماضون في طريق التنمية والتطوير. وأكد جمعة - في كلمته التي وجهها للأمة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف - أن الاتحاد ضرورى لاستكمال أركان المجتمع الحديث الذي يحقق مصالح وتطلعات جميع أبنائه في حاضرهم ومستقبلهم ومواصلة وضع وتنفيذ سياسات إصلاحية طموحة نحو سيادة الوطن واستقراره واستقلال إرادته والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال إن ذكرى المولد النبوي الشريف تأتي لكي تكمل فرحتنا بمنن الله تعالى البالغة لتشرق في جوانب حياتنا مزيدا من الأمل والبشر، ولتشد على أيدينا وسواعدنا في مصر والأمة الإسلامية ، كي تتوحد كلمتنا وتنطلق مساعينا نحو إعادة بناء ما تهدم ، واستعادة الروح المحبة للحياة والمقبلة عليها. وأضاف "يجب علينا استخلاص الدليل والمنهج والأسوة من مولد الرسول صلى الله عليه وسلم لحياتنا المعاصرة حيث كان ميلاده (صلى الله عليه وسلم) ثورة على ظلم الجاهلية وظلامها ، وكانت بعثته مبعث تغيير لركام العقائد الفاسدة والمناهج الكاسدة، وكانت نبوته مفتتح حياة من الأمل الفسيح والعمل الصحيح ، وكانت هجرته نقلة حضارية لبناء دولة المساواة والإخاء وإرساءدستور المدينة الفاضلة الحقيقية ، تلك الدولة التي قامت على سواعد شباب صحابته رضي الله عنهم وجسارتهم وصمودهم ، فحري بنا أن نتخذ من سيرته العطرة منارة لمستقبل تعمه العدالة واحترام الحقوق والحريات الإنسانية ويسوده الرخاء والتماسك". وتابع المفتي "إن ما أحوج الأمة خلال هذه المرحلة الدقيقة من عمرها هو أن تتأسى بذكرى مولد نبي الله (صلى الله عليه وسلم)، وبسيرته الكريمة وما أرساه من قيم العمل والمثابرة والتصميم لتكون سببا رئيسا لشحذ وتقوية عزيمتنا في مواجهة تحديات الحاضر ، وتدفع مسيرتنا لتحقيق آمال وطموحات كل شعب مصر في مستقبل أفضل". ودعا فضيلته العلماء والدعاة إلى تبني خطاب ديني جديد يتناسب وروح العصر الذي نعيش فيه، متسلحا بأدواته ، وينشر بين شبابنا قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والحوار ويواجه جميع دعاوي الغلو والتطرف ويتصدى لأي صوت ينسب للاسلام والمسلمين ما ليس فيهم.