عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    27 جنيها للكيلو.. وقف صرف السكر الحر الإضافي ببطاقات التموين    تدمير 3 طائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون من اليمن    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    خبير تحكيمي: ركلة جزاء الزمالك صحيحة.. وطرد مهاجم البنك الأهلي قرار خاطئ    جمال علام: لا توجد أي خلافات بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    فلسطين.. وصول إصابات إلى مستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال منزل بحي تل السلطان    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    أحمد شوبير منفعلا: «اللي بيحصل مع الأهلي شيء عجيب ومريب»    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    حسام موافي يكشف سبب الهجوم عليه: أنا حزين    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشار شيخ الأزهر ل«الصباح»: الأزهر هو الجهة الوحيدة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
نشر في الصباح يوم 18 - 01 - 2013

نرحب بالعلاقات مع إيران ونرفض أن يكون شيخ الأزهر غير مصرى
الأمر بالمعروف رسالة الأزهر.. ولن نتركه لجماعة أو هيئة غير رسمية
أقاوم محاولات اختراق الأزهر من المذهب الشيعى
دور الشعوب العربية المؤثر يمهد لحلول غير تقليدية لقضية فلسطين
أقول لمظهر شاهين اذهب لشيخ الأزهر وتعاون معه
أكد الدكتور حسن الشافعى، كبير مستشارى شيخ الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، ترحيب علماء الأزهر بالعلاقات مع إيران، مشيرا إلى رفضه أن يكون شيخ الأزهر من غير المصريين، وأوضح فى حواره مع «الصباح»، أنه يقاوم محاولات اختراق الأزهر من المذهب الشيعى، لافتا إلى أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو من صميم رسالة الأزهر، وقال لن نتركه لجماعة أو هيئة غير رسمية.
كما أكد أن دور الشعوب العربية المؤثر يمهد لحلول غير تقليدية لقضية فلسطين، ودعا الشيخ مظهر شاهين إلى أن يذهب إلى شيخ الأزهر والتعاون معه.. وإلى نص الحوار..
ما رأيك فى الانتقادات الموجهة للأزهر بضعف دوره فى الثورة؟
- سأذكر أمرا أرد به على هؤلاء، فقد كنت فى مؤتمر الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، وقام أحد العمداء السابقين بإحدى كليات جامعة الأزهر محاولا المزايدة على دور الأزهر، متحدثا بصورة غير لائقة عنه، فتصدى له الحاضرون، وكنت من بينهم، وكان رأى الحضور، أنه لا مجال للمزايدة على دور الأزهر فى أى مجال أو موقف.
وماذا عن ذكرياتك فى ميدان التحرير التى لم تروها من قبل مع الزخم السياسى؟
- ذهابى إلى الميدان كان بتوصية من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وأوصانى بألا أذهب إلى ميدان التحرير؛ إلا وأنا مرتدٍ الزى الأزهرى، وأن أقول على لسانه وباسمه ما شاء فكان التفويض عاما، وبالفعل ارتديت زى الأزهر ونزلت إلى ميدان التحرير فلم يقابلنى شاب فى الميدان إلا وأفسح لى المجال وأخذ فى الترحيب الحار بوجودى.
المادة الرابعة من الدستور تنص على أن الأزهر هيئة مستقلة.. فى رأيك هل هذا سيعيد للأزهر مجده القديم؟
- ما يعيد للأزهر مجده القديم أبناؤه وعلماؤه الأجلاء، فالشارع المصرى فى أمس الحاجة الآن إلى عودة الأزهرى الحقيقى الذى يمارس دوره فى قيادة المجتمع وخدمته، وحينئذ تطرد العملة الصحيحة العملات الزائفة، وفى العقود الماضية كان الأزهر هو المرجع فى الأمور الدينية المتعلقة بالإسلام وينبغى أن يكون للأزهر وشيخه الجليل حرية كاملة حتى يمكن أن يغير من صحيح الدين وأن يخدم المجتمع المصرى فى كامل قواه، وهذا ما تضمنته المادة الرابعة التى تنص على استقلال الأزهر ومنصب شيخ الأزهر وعدم قابليته للعزل .
هل توافق على اختيار شيخ الأزهر من علماء الأمة من غير المصريين؟
لا أوافق أبدا فلابد أن يكون شيخ الأزهر مصريا 100% لأن العلماء الأزهريين المصريين يمثلون الفكر الوسطى فى العالم الإسلامى بأسره، وهناك بعض العلماء الأجلاء من خارج مصر درسوا فى الأزهر، وتخرجوا فيه ولكن هناك اتجاهات ومفاهيم ومناهج فى الفتوى والتوجيه الدينى تختلف مع منهج الأزهر، لهذا كله أقول إن شيخ الأزهر لابد أن يكون من العلماء المصريين، وكذلك الأمر بالنسبة لهيئة كبار العلماء، ولن ينجح تيار معين أو جماعة معينة فى الاستيلاء على الأزهر الشريف وجامعته العريقة أو الإطاحة بشيخ الأزهر، لأنه قامة علمية وفكرية كبيرة لا يستهان بها.
ما تعليقك على محاولات الشيخ مظهر شاهين إنشاء جبهة وطنية لحماية الأزهر من محاولات هدمه؟
لا أحب التعليق على مواقف أشخاص سواء كان الشيخ مظهر أو غيره، وهذا يخالف منهجى، لكن لا أعتقد أن أسلوب دعم رسالة الأزهر يحتاج إلى جمعية شعبية تضم مختلف الأشخاص لحمايته.. فمن يريد حماية الأزهر ممن سيحميه؟ ولن يستطيع فصيل سياسى أو حزب أو جماعة أن تهمين على الأزهر أو تحاول هدمه والعبث به فالأزهر سيحميه الله من هؤلاء جميعا، وأقول للشيخ مظهر «اذهب إلى شيخ الأزهر وتعاون معه فى أداء رسالة الأزهر وفقك الله».
منذ فترة قريبة مضت تلقى عمداء وأساتذة الشريعة بجامعة الأزهر تهديدات لترك العقيدة الأشعرية وتكفير من لا ينتسبون إلى الفكر السلفى، ووصفت الرسائل العقيدة الأشعرية بعقيدة الفساد والضلال، ما تعليقك؟
العقيدة الأشعرية هى عقيدة العاملين بالكتاب والسنة، وتتفق تماما مع الشريعة الإسلامية، ولا يجوز تكفير من ينتسبون إليها أو من لا ينتسبون إلى الفكر السلفى فالأزهر قلعة الوسطية والاعتدال ولن يسمح بنشر هذه الأفكار التى تهدف إلى التشدد والتطرف وأن من يطلقون تلك الأفكار المتطرفة الغريبة لا يفهمون الشريعة الإسلامية بشكل صحيح، كما أنهم يجهلون تماما الفهم السليم للسلفية.
ما تعليقك على زيارة وزير خارجية إيران على أكبر صالحى لشيخ الأزهر فى الوقت الذى تدعم فيه إيران بشار الأسد ضد شعبه الثائر؟
الأزهر يرحب بتعميق العلاقات بين مصر ودولة إيران الشقيقة على المستوى السياسى، وفى الوقت نفسه نحذر من محاولات اختراق المجتمع المصرى، فنحن لا نقبل من الغير أن يصدر إلينا مذهبه، ونحن نقاوم أى محاولات لاختراق المذهب الشيعى للأزهر الشريف، ونرحب بأى تعاون بين الدولتين على المستوى السياسى لأن هذا يصب فى صالح المنطقة العربية والأمة الإسلامية بأسرها فلابد أن يتحد المسلمون جميعا سواء سنة أو شيعة ضد العدو الذى يتربص بنا ويريد النيل من المسلمين جميعا.كما أن شيخ الأزهر طلب من صالحى ضرورة منح أهل السنة والجماعة فى إيران الحقوق كاملة، كما طالب الإمام الأكبر خلال لقائه بصالحى بضرورة إصدار فتاوى من المرجعيات الكبرى فى «قم» و«شيراز»، وغيرهما بتحريم سب أم المؤمنين السيدة عائشة والخلفاء الراشدين الثلاثة والإمام البخارى رضى الله عنهم.
هل هناك خطر من دعم إيران المد الشيعى فى مصر؟
لا يوجد خطر كل هذا مجرد شائعات عارية تماما من الصحة فالمجتمع السنى المصرى، لن يستطيع أحد أن يخترقه.
اختلفت مفاهيم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. فما هو المفهوم الشرعى وهل تؤيد إنشاء الهيئة؟
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر رسالة الأزهر ورسالة العالم المسلم الذى يبين حقائق الدين، وهذا واجبنا جميعا ولن نتركه لجماعة أو هيئة رسمية أو غير رسمية، ولا أقبل بإنشاء هذه الهيئة فى مصر لأنها قد تؤدى إلى المساس بحرية الآخرين أو الخروج عن الأسلوب الدعوى السليم.
فى رأيك.. كيف تتم مواجهة الجماعات الإرهابية فى سيناء؟
- على الدولة أن تتبنى مبادرة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بإنشاء معاهد أزهرية فى شبه جزيرة سيناء، حتى تستعيد هذه البقعة الغالية من أرض مصر روحها المتسامحة السمحة، وأن القافلة التعليمية الأزهرية التى ذهبت إلى سيناء، أعدت تقريرا يؤكد أن أحداث العنف والإرهاب لا تعود إلى وجود الجهاديين فقط، لكن إلى سنوات التجاهل والحرمان من قبل الدولة، التى تؤتى حصادها المر الآن، فغياب الأزهر أتاح المجال والفرصة لبروز هذه العناصر الجديدة أيا كان فكرها أو انتماؤها.
وما الحل من وجهة نظرك؟
الحل أن يمسك الأزهر الشريف بزمام الدعوة الإسلامية كاملة فى مصر، وأن توحد أجهزة الدعوة تحت مظلة الأزهر، فلا تترك لأجهزة أخرى أو عناصر من الهواة الذين لا يحسنون فقه الإسلام ولا خطاب الدعوة الذى حدد القرآن ملامحه فى قوله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن»، فضلا عما يحدث من حصار للمنابر على نحو لا يليق بكرامة بيوت الله وأماكن العبادة، ونعود ونقول الحل فى عودة الأزهر لتنحسر العملة الزائفة.
تمت إضافة مادة جديدة للدستور الجديد تعنى بتعريب العلوم و المصارف فما مغذى ذلك؟
الإنسان لا يستطيع أن يبدع إلا بلغته سواء كان هذا الإبداع أدبيا أو علميا أو فكريا وفلسفيا فلابد لكى يبدع الإنسان حقا أن تعمل مصر على المشاركة فى بناء الحضارة الإنسانية كما هو الحال فى تاريخها الطويل لأن مصر ليست دولة عادية وإنما هى دولة محورية فى المنطقة وهى دولة من الناحية الحضارية هى الأولى فى التاريخ لأجل هذا كله كان لابد أن يشار إلى طبيعة هذا وتكرار الإشارة إليه فى أكثر من مادة، حوالى خمس مواد على الأقل، وكلها يؤكد على الثقافة العربية واللغة العربية، وعلى تعريب العلوم لأننا لا نستطيع أن نعرب التعليم كما هو الحال فى جميع بلاد العالم حتى البلاد الشرقية ذات اللغات الصعبة كاليابانية والكورية والصينية، وكذلك إسرائيل التى قامت منذ عقود قليلة ولكن استطاعت أن تحيى لغة ماتت منذ ألف عام، لذلك أصبحت تكتب بها البحوث العلمية ويجرى التدريس بها فى سائر الجامعات الإسرائيلية، فلذلك كله نحن حرصنا دون أن نحدد وقتا حتى نسمح للمشرع والعلماء.
الشارع المصرى أصبح مليئا بالصخب والضجيج السياسى هل يعد ذلك ظاهرة إيجابية أم سلبية؟وما هى رؤيتكم للأوضاع ما بعد الدستور؟
مسألة الضجيج وكثرة الخلاف وحرص كل إنسان على أن يعبر عن رأيه، حتى لو اختلف مع الآخرين جميعا ظاهرة طبيعية بعد كل الثورات، وربما كانت ثورتنا أهدأ بالنسبة لثورات أخرى كالثورة الفرنسية التى ظلت نحو 20 عاما، لم يكن ضجيجا بل كانوا يقتلون بعضهم البعض فنحن مع حرصنا على أن تهدأ مصر وتستقر فى أقرب وقت ممكن حرصا على مصالح الشعب وانطلاقة الاقتصاد وعلى تدعيم الدور المصرى فى العالم ولكن نحن نقدر ونتفهم الأحوال النفسية لشعب خرج من قمقم فظيع بعد 30 عاما.
بعد أن أصبحت عضوا فى مجلس الشورى، ما هى رؤيتك لدور المجلس للنهوض بمصر خلال المرحلة المقبلة؟
كيفية العمل تحكمها لائحة المجلس وأول مهمة للمجلس الآن هى إعداد القوانين المكملة للدستور، وهى قوانين الانتخابات وما يتصل بها وانتخاب مجلس الشعب، فالمهمة الأولى هى مهمة تشريعية، فكل من له اشتغال بالنواحى السياسية أو القانونية أو الفقهية أو الاقتصادية سيكون دوره مطلوبا، وأعتقد أن المجموعة الأزهرية تغطى هذه التخصصات وأعتقد أنه سيكون لها إسهام بارز فى إصدار القوانين التى ينتظرها الشعب تطبيقا وتنفيذا لمواد الدستور.
بعيدا عن السياسة.. ماذا عن أهم أنشطة مجمع اللغة العربية لكونك أول أزهرى يرأسه؟
- أهم نشاطات المجمع، تتلخص فى إصدار المعاجم العربية ومن أبرزها المعجم الوسيط والذى صار مرجعا للدارسين والمثقفين من جميع البلاد العربية والإسلامية، وطبع أكثر من مائتى مرة منذ صدوره ويجرى الآن تحديثه، وإصدار المعاجم اللغوية المتخصصة وقد صدرت معاجم فى الطب والهندسة والاقتصاد وآخر معجم اقتصادى عن الاقتياس وهو عن الاقتصاد الرياضى، ثم إصدار الدراسات وعقد المؤتمرات والندوات فى قضايا اللغة العربية سواء كانت تراثية أو قضايا معاصرة أو مستقبلية، ويدرس المجمع مشكلات التعليم والإعلام، ويحاول ربط اللغة العربية بحركة العلم العالمية وقد ترجم المجمع نحو مائتى وخمسين ألف مصطلح علمى، ويعمل المجمع الآن على تجلية القضايا اللغوية والثقافية المتعلقة بالعربية وماضيها وحاضرها بالنسبة للمثقفين العرب وذلك عن طريق ربط المجمع بالحياة الثقافية فى مصر والعالم العربى.
فى اعتقادك.. هل تتعرض اللغة العربية لغزو فكرى الآن؟
- اللغات الآن كلها تتعرض للأخطار نتيجة العولمة التى لم تؤد إلى ما يطمع فيه الناس وهو أن يصبح العالم كله قرية واحدة، وأن تزول الفوارق، وأن تزدهر كل اللغات والثقافات والحضارات وتتبادل التأثر والتأثير فى حرية وندية ومساواة؛ لكن الذى يجرى فى حركة العولمة السياسية هو سيطرة لغة واحدة، وثقافة واحدة هى اللغة الإنجليزية والثقافة الأنجلو سكسونية الأمريكية، وهذا يهدد بعض اللغات فى العالم بالاختفاء الكامل كما يقول الخبراء؛ ولكن اللغة العربية لا يلحقها هذا التهديد، اللغة العربية هى خامس لغة من حيث الترتيب فى العالم من حيث التصنيف الكلى، ومن حيث الناطقين بها والذين يفهمونها فهى ثالث لغة فى العالم، وهى ليست مهددة بالاختفاء ولا صحة لما يقوله البعض فى هذا؛ لكنها مهددة بالتأثر السلبى نتيجة غلبة ثقافة واحدة ولغة واحدة تنال كل الإمكانات، وبالتأكيد تحدث تأثيرا سلبيا على اللغة، ونحن نقاوم ذلك كما تقاومه بعض اللغات الأوروبية كاللغة الفرنسية وغيرها، وننتبه له، ونعتقد أن اللغة العربية لا تشكو من الجمود كما يقول البعض، ولو قارنّا اللغة العربية الآن بما كان ينطقه أجدادنا فى بداية القرن الماضى، فسنجد أنها ازدادت مرونة واتساعا وقدرة على التعبير عن مصالح الحياة وهو الجانب النفعى من اللغة، والتعبير عن المشاعر والعواطف وهو الجانب الأدبى والفنى والحضارى من اللغة، لا مقارنة لقد ازدادت جمالا ومرونة وحيوية لكن الخطر الحقيقى هو ضعف اللغة وتحريفها على ألسنة الناشئة العرب الذين لا يحسنون النطق بها هذا هو الخطر الحقيقى.
فى تصورك.. كيف ننشئ جيلا يعتز بلغته وبهويته؟
- هذا يحتاج إلى ثورة ثقافية، لأنه فى الحقبة الماضية كان هناك كثير من المتعلمين يعتزون بالتعبير عن أنفسهم بلغات أخرى أو بمزيج من اللغة العربية واللغات الأخرى ولا يستحون من ذلك، وكان السياسيون والزعماء ينطقون العربية بطريقة مهينة وسيئة بما يدل على عدم الاعتزاز بلغتهم القومية، فعندما تنتفض النفسية العربية، سنصبح معتزين بحضارتنا العربية وثقافتنا العربية كما ننشد.
ألا يقلقك ما يحدث فى سوريا الآن من مواجهة الحاكم لشعبه بقوة السلاح؟
- لا يجوز للحاكم المسلم أن يقتل شعبه ومن مات دون حقه فهو شهيد، وإذا فعل الحكام ذلك فإنه قد فقد شرعيته.
كيف يرى الغرب وضع المسلمين فى الشرق؟
- المتابعون لأوضاع الشرق الأوسط فى وضعه الجديد، وأطواره المتصلة المفتوحة بعد موجة الربيع العربى، يتوقعون - عن جدارة - عهدا جديدا من الحرية والنهضة الاجتماعية، والطفرة الاقتصادية، والاستقرار السياسى؛ بل والتمهيد لحل المشكلة المحورية فى الشرق الأوسط وهى مشكلة فلسطين بما لها من أبعاد سياسية واقتصادية ودينية أيضا، وأحسب أن عودة شعوب المنطقة إلى الساحة سيمهد لحلول غير تقليدية لهذا الصراع التاريخى العتيد.
وكيف ترى المشهد السياسى الآن فى مصر؟
- الاتجاه العام فى مصر الآن ليس مقلقا والجماعة الوطنية سوف تتجمع حول أهداف موحدة ومتقاربة قريبا، ولست ممن يقولون إن ما يحدث فى مصر الآن نذير سوء أو انهيار، فهذا كلام لا أصل له، والأمور سوف تمضى وتصل إلى ما نطمع فيه من استقرار.
ما توقعاتك لنسبة تمثيل الإخوان والسلفيين فى مجلس الشعب القادم؟
لا أعلم شيئا عن هذا فهذه أمور غيبية لا يعلمها إلا الله.
ما تقييمك لأداء الرئيس مرسى وبما تنصحه؟
أنا لست رجل سياسة لتحليل أداء الرئيس، كما أننى لست من مؤيدى أو معارضى الرئيس، فأنا عالم أزهرى بلغت من الكبر عتيا، لكن أتمنى للرئيس التوفيق، والسداد لما فيه صالح الشعب المصرى وأطلب من معارضيه أن يتعاونوا معه، لينجح ويعبر بمصر من النفق المظلم الذى تعيشه حاليا.
ما هى النصيحة التى تريد أن توجهها للمصريين على اختلاف توجهاتهم الأيديولوجية والسياسية فى هذا الوقت؟
أتوجه بالنصيحة إلى نفسى، وإلى إخوانى المصريين، فالآن اجتمعت إرادة القيادة والشعب، ولم يبق لنا إلا أن ننطلق بكل إمكانيات مصر لبناء الاقتصاد المصرى المتعدد المصادر والموارد، فيجب أن ينطلق كما يتوقع له الخبراء العالميون انطلاقة كبرى، بحيث تصبح مصر قادرة من جديد على أن تكون هى المعطاءة التى تقدم لإخوانها العرب ولا تنتظر منهم شيئا، إلا المودة فى القربى والإخلاص فى العمل لحماية الجميع فهذا هو دورنا اليوم، وسنعمل عليه فى كل المؤسسات فى الأزهر وفى مجمع اللغة العربية، والمرافق الاقتصادية ومجلس الشورى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.