بعد أكثر من عام يعود الفنان طلعت زكريا إلى الساحة الفنية المصرية بمسرحية "الكوتش" مع المخرج جلال الشرقاوى وذلك بعد غيابه منذ بطولته لفيلم "الفيل فى المنديل" العام الماضى والذى قابل موجة من المقاطعة بدعم من الحركات الثورية بسبب تصريحات طلعت زكريا أثناء الثورة والتى أعتبرها الكثيرين مؤيدة لمبارك ومعادية لثوار التحرير وهو ما دفع المنتج محمد السبكى لمهاجمة طلعت فى محاولة لجذب مزيد من الجمهور لفيلمه الذى أعلن وقتها فشله تجاريا بينما أكد طلعت نجاحه فى تغطية تكاليفه بل أن السبكى حقق من ورائه مكاسب مادية ومعنوية.. - حدثنا عن دورك فى مسرحية "الكوتش"؟ - المسرحية هى عمل سياسى كوميدى أجسد فيه شخصية مدرب مظلوم يقوم بتدريب فريق صغير من الدرجة الثانية يصعد به للدورى الممتاز ليواجه فريق يحتكر كل البطولات وأثناء المبارة يتم إصابة أهم لاعبيه عند تواجده أمام المرمى فى فرصة للتهديف ويعترض المدرب والفريق على الحكم ويبدأوا فى الإعتصام ويقاضون إتحاد الكرة حتى يحصل على حقه فالهدف من المسرحية أن تسود العدالة والقضاء لابد أن يكون له الكلمة فى النهاية. - المسرحية بدأ عرضها وسط حالة من الإضطراب فى الشارع المصرى.. لماذا هذا التوقيت؟ - افتتاح عمل مسرحى فى هذا التوقيت خطوة جرئية من الفنان جلال الشرقاوى منتج ومخرج العمل وعندما تحدث معى قال أننا سوف نغامر من أجل التشجيع على فتح المسارح التى أغلق أغلبها وقال لى إذا كان لدى استعداد للمغامرة أم لا وهنا وافقت على الفور خاصة أننى من عشاق المسرح الذى تغيبت عنه منذ عامين حيث كانت آخر أعمالى مسرحية "سكر هانم" عام 2010.. أنا أحيى الشرقاوى على إنتاجه المسرحية رغم ضعف الإقبال لكنه أصر على فتح المسرح حتى ولو لمشاهد واحد وهذا القرار يحسب إلى جلال الشرقاوى لأنه المسئول عن المسائل المالية وأنا مجرد ممثل فى العمل وأشاركه فى نسبة من الإيرادات لكن الأهم أننا نملك مبدأ واحد وهو افتتاح المسرحية. - المسرحية بها اسقاطات على الحكومة الحالية هل لديكم تخوف من رد فعل رقابى على ذلك؟ - فى المؤتمر الصحفى الخاص بالمسرحية قلنا أننا لا نخاف من أى شيء حتى من أولاد "أبو إسماعيل" وإذا قاموا بفعل شيء سنصبح "شهداء المسرح" ولا أعتقد إنهم قاتلين ولا نخاف أيضا من المتواجدين فى "التحرير" لأنهم ثوار يعرفون قيمة الفن جيدا. - أنت محسوب لدى البعض إنك من "الفلول" فهل تعتقد إن ذلك يمكن أن يؤثر على المسرحية؟ - لا.. أنا متفائل وأعرف جيدا أن هذا لن يؤثر، وأنا غير مستاء مما نسب لى بأننى من "الفلول" لكنى لم أكن يوما ضد الثورة وكل من عارضنى كان بسبب تأييدى لمبارك فأنا مؤيد له كإنسان وليس كحاكم خاصة وإنه وقف بجوارى وتكفل بسفرى للعلاج فى الخارج، أنا لدى الكثير من التحفظات على حكمه لكن لا يصح أن نرفع الجزمة فى وجهه أو نصوره على أنه "هتلر" وعندما تحدثت فى ذلك تم ضمى لصفوف "الفلول"، كما أن تصريحاتى عن بعض المواقف المسيئة للثورة فى ميدان "التحرير" أثناء ال18 يوم أكدت أكثر من مرة أنى رأيتها بعينى. - .. وهل أعتذرت عن تلك التصريحات؟ - نعم أعتذرت لجمهورى لكن لا أحد يسمع ومن ظلمنى هو ال"فيس بوك" وهو من كان يريد مقاطعة فيلم "الفيل فى المنديل" رغم ذلك حقق الفيلم نجاحا بتحقيقه أربعة ملايين جنيه فى شهر واحد فى مصر وسبعة ملايين فى الكويت وثلاثة ملايين فى الأردن وفجأة يظهر المنتج السبكى وصرح بإنه يخسر بسبب مقاطعة الفيلم رغم إنه لم يتكلف "3 جنيه" فى إنتاجه ولو باعه للقنوات الفضائية مباشرة كان سيحقق أرباحا أيضا.. "ثم هو جزار ماله ومال الثورة". - لكنه صرح بإنك طلبت وضع صورة مبارك فى نهاية "الفيل فى المنديل"؟ - لا السبكى هو من طلب منى ذلك قال "عايزين سعيد حركات وهو راجع من مهمته نحط معاه صورة مبارك" خاصة بعد وعد مبارك لى بمشاهدة كل أفلامى، لكن بعد الثورة فوجئت برفع الصورة ووضع صورة شهداء ثورة يناير قبل أن يظهر ويصرح بأننى طلبت منه وضع صورة مبارك، ليصبح هذا الجزار ثورى. - الكل توقع أن يكون رجوعك للساحة الفنية بعمل كوميدى وليس بكوميديا سياسة قد تثير عليك المزيد من المشاكل؟ - لا أظن أن عملى المسرحى مهما كانت أهدافه قد يثير المشاكل حولى، وأنا فى المسرحية أدعو إلى عدم تحكم فصيل واحد فى البلاد وهو ما يطالب به أغلب المواطنين كما نطالب بعدم إهانة القضاء، وعودتى للدراما أو السينما ستكون من خلال عمل كوميدى لكن نحن هنا فى مسرح نتحدث عن السياسة. - كيف ستعيد الثقة بينك وبين جمهورك؟ - الشعب المصرى شعب جميل وينسى الإساءة سريعا وهو يحبنى وسيغفر لى، وأنا أشهد إنه لم يتعرض لى أحد منذ ثورة يناير، ولو اجتمعت شياطين الأرض على إلحاق الضرر بى لن يحدث إلا بأذن الله، كما أشير أن جلال الشرقاوى يعلم أنى لى قاعدة جماهيرية وأن الله معى حيث أنى حصلت على عروض من الخليج وبالتحديد من الكويت حققت لى دخل أكبر مما كان يعرض على فى مصر. - وما أهم ما تنتقده فى "الإخوان"؟ - أنا أعترض على الإستحواذ لأنه لابد من اعطاء الفرص للجميع، لكن "الإخوان" وهما استحوذه بشراها وبعدوا ناس كتير لكن الى الان انا لا ارى اى شئ سيئ من الاخوان ولا اشعر بخطر من ناحيتهم وعيبهم انهم مستعجلين فى كل الامور لكن خوفى كله من السلفيين. - وما رأيك فى الرئيس مرسى؟ - دائما ما أقول أن مرسى جاء من نار السجن إلى نار السلطة وأنا أضع نفسى مكانه فهو كان بالسجن حيث ينامون على البلاط ليصبح فجاءة حاكم لكل مصر فلابد أن يحدث لديه تخبط، وأظن إنه لا يدرى حتى الآن أهمية منصبه لكن ألتمس له العذر. - قدمت فيلم "طباخ الرئيس" عن مبارك هل ستقدم فيلما عن الرئيس مرسى؟ - بالفعل أحضر الآن لعمل سينمائى مع السيناريست يوسف معاطى عن "حارس الرئيس" ولن يكون عن الرئيس مرسى بالتحديد لكن لكل الرؤساء القادمين، وسأستمر فى عرض السلبيات الخاصة بالرئاسة، وفيلم "طباخ الرئيس" يعتبر أبسط دليل على إنه "ثورة قبل الثورة" وكان يتحدث عن البطالة والفقر والحياة الإجتماعية. - هل أنت راضى عن تمثيل الفنانين فى التأسيسية والتى أقتصرت على النقيب أشرف عبد الغفور قبل أن ينسحب؟ - كنت أتمنى إيجاد لجنة من الفنانين تشارك فى وضع الدستور لأن فنان واحد مثل أشرف عبد الغفور لا يمثلنى ولا يمثل فنانين كثيرين، ولا يصح أن يكون هو بمفرده الذى يعبر عنا، هو أنسحب حتى "يريح دماغه" وسمعت أيضا أنه إخوانى. - وماذا بعد اعتماد الدستور؟ - بالطبع سيكون النظام ديكتاتورى بمنطق "أضرب دماغك فى الحيط" ويجب علينا المقاومة وعدم الاستسلام، لكن إذا استسلمنا للإخوان مثلما حدث فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى سنجلعهم يتوحشون فى الحكم وسيكون الشعب يستحق ما فيه، ولا يجب أن نتكلم عن الحرية بعد ذلك. - وماذا عن مسلسل "عائلة حاحا"؟ - المسلسل متخبط مثل كل الأعمال الفنية فى مصر، ولا يوجد حاليا جهة إنتاجية تقوم بالإنتاج وحدها لذل ستقوم المدينة بإنتاجه بمشاركة المنتج إسماعيل كتكت.