أثارت حالة الثورة حراكاً ثقافياً كبيراً ليشهد عام 2012 نشاطاً كبيراً في إصدار الكتب والإقبال عليها، والتركيز على تجسيد الثورة بين طيّات الكتب، ليحدث بعضها صدى كبير، ليتصدر المبيعات أو يترشح لجائزة ، الكتب الأعلى مبيعاً. نجح الكاتب الشاب أحمد مراد في حصد ثلاث مراكز، في ظاهرة هي الأولى من نوعها أن يحقق كاتب شاب ثلاث مراكز ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعاً. رواية "الفيل الأزرق" للكاتب أحمد مراد اقتنصت المركز الأول في مبيعات دار الشروق، وحصلت كذلك على المركز الأول في ترشيحات القرّاء لأفضل الكتب العربية للعام على جود ريدز لتحصل على أكثر من 12 ألف صوت. وهي رواية نفسية نقرأ على غلافها الخلفي "بعد خمس سنوات من العزلة الاختيارية يستأنف الدكتور يحيى عمله في مستشفى العباسية، إذ يجد نفسه في انتظار مفاجأة.. في "8 غرب" القسم الذي يقرر مصير مرتكبي الجرائم، يُقابل صديقاً قديماً يحمل إليه ماضياً جاهد طويلاً لينساه، وتبدأ محاولات الطبيب لاكتشاف صديقه. في حين احتلت رواية "السنجة" لكاتبها أحمد خالد توفيق المركز الثاني من حيث المبيعات، أما بالنسبة لترشيحات القرّاء فاحتلت المركز الرابع بما يُقارب 5 الآلآف صوت، الصادرة عن دار بلومزيري، وتدور حول مؤلف يحاول فهم منطقة شعبية اسمها "دحديرة الشناوي"، لكن الناس لا يتقبلونه بسهولة، ويتزامن هذا مع قيام ثورة يناير. في المركز الثالث مبيعاً تأتي رواية "باب الخروج" لكاتبها الدكتور عز الدين شكري، وهي رواية سياسية تدور حول الثورة المصرية، وتعتمد تقنية الفلاش باك، إذ يروي البطل مترجم قصر الرئاسة لنجله كواليس الفساد لدى النخب التي هيمنت على الساحة بعد خلع مبارك، وتلك النخب السابقة عليها قبل الثورة. وجاء في المركز الرابع كتاب الفنان أحمد حلمي "28 حرفاً"، ويضم عدداً من مقالاته عن الحياة في مصر، ووصل للمركز الثامن في ترشيحات الجمهور ليحصل على ما يقارب ال 3 آلاف صوت. ولأحمد مراد أيضاً، وصلت رواية "تراب الماس" للمرتبة الخامسة، وتدور أحداث الرواية الجديدة حول شاب مصري بسيط يُدعى طه يعمل مندوباً للمبيعات لدى شركة طبيّة، قبل أن يتورّط اسمه في عملية قتل ضمن سلسلة جرائم قتل قبل أن تبدأ القصة في التطوّر. واحتلت مقولات جلال عامر الساخرة في كتابه "قصر الكلام" المرتبة السادسة بين الأعلى مبيعاً، ومنها: نحن ديمقراطيون جداً? تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء في السياسة والاقتصاد وتنتهى بتبادل الآراء في الأم والأب، وحصلت في ترشيحات القرّاء على المركز التاسع تلاها رواية صندوق الدمى لشيرين هنائي في المركز العاشر. سابعاً جاء "زمن الغم الجميل" لعمر طاهر، الذي يروي فيها يوميات ما قبل الثورة، أما في المرتبة الثامنة تأتي رواية "محال" للدكتور يوسف زيدان، بطل هذه الرواية شاب مصري سوداني يتسم بالبراءة والتدين، ويعمل كمرشد سياحي في الأقصر وأسوان، كانت أقصى أحلامه الزواج من فتاة نوبية جميلة، لكن نظام حياته المسالم والممل ينقلب رأساً على عقب بعد مقابلة مع أسامة بن لادن في السودان في أوائل التسعينيات. بينما نجح أحمد مراد في حصد مركزه الثالث في الكتب الأكثر مبيعاً، بعد حصول روايته "فيرتيجو" على المركز التاسع، ومن أجوائها ننقل لكم: "لم يكن "طه" سوى مندوب دعاية طبية في شركة أدوية؛ حياة باهتة رتيبة، لسان لبق يستميل أعتى الأطباء لأدويته.. وفي البيت يعيش وحيدًا مع أبيه القعيد.. كان ذلك قبل أن تقع جريمة قتل غامضة تتركه خلفها وقد تبدّل عالمه... ثم يأتي "مولانا" لإبراهيم عيسى في المركز العاشر، وتدور روايته حول فساد الدعاة الدينيين على الساحة المصرية، وحصلت على 3 آلاف صوت من القرّاء. ولكتب المشاهير مكان أيضاً؛ إذ تحتل مذكرات الفريق سعد الشاذلي أحد أهم الأعمال عن حرب أكتوبر المرتبة الحادية عشر بين القائمة، فيما حلّت رواية "الأمير" لميكيافيلي على المرتبة التالية لها. واحتل كتاب "الخليج البريطاني" لناشره "اكتب" ومؤلفه إيهاب عمر المرتبة الثالثة عشر بين القائمة، ويبرز خلاله دور بريطانيا في تقسيم الخليج العربي إلى دول وإمارات وممالك. وعادت "ثلاثية غرناطة" للروائية رضوى عاشور لقائمة الأعلى مبيعاً، إلى جانب "عزازيل" يوسف زيدان، أخيراً وليس آخراً جاء كتاب إصدار الصحفي محمد حسنين هيكل "مصر إلى أين؟.. ما بعد مبارك وزمانه" يروي كثيرًا من وقائع ما جرى في ذلك العصر، ويكشف كثيرًا من أسراره. ذلك بخصوص الكتب الأكثر مبيعاً أما عن باقي ترشيحات القرّاء على موقع الجود ريدز الذي يُعد من أكبر المواقع الآن التي تجمع محبي القراءة حول العالم فيما يشبه نادي كتاب كبير، جاءت رواية تويا للكاتب أشرف العشماوي - المرشحة لجائزة البوكر العربية - في المركز الثاني بعدد أصوات أكثر من 9 آلاف صوت، وكانت قد صدرت عن الدار المصرية اللبنانية في 2012 . تروي "تويا" قصة يوسف كمال نجيب، الباحث عن ذاته، وانتمائه بين أبيه المصري، وأمه الإنجليزية، والحائر بين رغبة أمه في البقاء في انجلترا، وحلم أبيه بأن يحوّل مهنته إلى رسالة خادماً، بذلك أبناء وطنه مصر، ووطنه الأكبر أفريقيا، حتى إن الرواية منذ البداية تضعنا أمام هذا الاختيار. وجاءت في المركز الثالث رواية الأسود يليق بك، للكاتبة الجزائرية أحلام مستغماني بحصولها على 6 آلاف صوت، وصدرت عن دار نواف للنشر في نوفمبر 2012، كما حصلت على المركز الأول في الروايات الأعلى مبيعاً بحسب إحصائيّات مبيعات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين. وتحكي الرواية عن قصة ككلّ قصص الحب، عاديّة ومثيرة في آن معاً، تُنير الكاتبة من خلالها الزوايا المعتمة والملتبسة للنفس البشريّة: كيف تحمل مشاعر الحب الحرب في ثناياها، فلا تستوي علاقة عشقيّة من دون شكّ وتحدّيات؟ 5 الآلآف صوت هو ما حصده كتاب الحقيقة الكاملة، للكاتب أحمد وائل، والرواية صادرة عن دار ليلى للنشر في مايو 2012، الرواية نقرأ في بدايتها "بعد مرور ما يزيد عن 30 عامًا، تظهر الحقيقة الكاملة، وإن كانت ظلت طوال تلك المدة مختبئة بإحدى الجدران، سيدي العزيز.. لقد ظلت جدران منزلنا تحمل الحقيقة حتى باحت بها منذ أيام، كان هذا الملف مخبأً بعناية، وقد اختار كاتب الكلمات أن يخبىء كلماته تلك، أطول فترة ممكنة، حيث إن الظروف ما كانت لتسنح بنشر روايته في حياته.. بين يديك يا سيدي، حل اللغز.. الإسماعيلية إبريل 2043 ". كما حصلت رواية "أنا عشقت" لمحمد المنسي قنديل على أكثر من 3 آلاف و 500 صوت، ويقدم لنا قنديل مدينة حبلى بكل عوامل الثورة وتوشك على الانفجار، بينما ينتظر أناسها البعث الجديد. عالمياً كانت رواية “50 ظلاً للرمادي" الأكثر مبيعاً بنيويورك للكاتبة البريطانية " إي . إل . جيمس" إذ تصدرت المبيعات ل 21 أسبوعاً على التوالي. كما تصدرت رواية "موجة خطر" لتوم كلانسي ومارك جرينري الروايات الأكثر مبيعاً سواء للنسخ الورقية أوالإلكترونية، فيما حلّت رواية "فتاة راحلة" لجيليان فلين ثانياً، وفي المركز الثالث جاءت رواية "المنسي" لدافيد بلادشي، واحتلت رواية "المبتز" لجون جريشام المركز الرابع، أما "لندن التي لا يعرفها أحد" لجيمس باتريسون ومارك بيرسون فجاءت في المركز الخامس. وعلى مستوى الأعمال غير الأدبية للكتب الأكثر مبيعاً تصدر كتاب "برهان الجنة" لأيبين ألكسندر القائمة، فيما تراجع كتاب "اغتيال كينيدي" لبيل أوريلي ومارتين دوجارد للمركز الثاني، وحل كتاب "اغتيال لينكولن" لبيل أوريلي ومارتين دوجارد ثالثاً، فيما جاء كتاب "توماس جيفرسون" لجون ميتشام رابعاً، أما المركز الخامس والأخير فكان لكتاب: "يوم لم يكن بالسهل" لمارك أوين وكيفن. الكتب المرشحة للبوكر2013 اختارت الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 16 رواية من تسع دول عربية في قائمتها الطويلة للدورة السادسة (2013) . وتضم القائمة ثلاث روايات مصرية هي "وتويا" لأشرف العشماوي، ومولانا لإبراهيم عيسى، ورجوع الشيخ لمحمد عبد النبي وتحكي الرواية "ليس ثمّة مكان أفضل لحفظ السر من رواية غير مكتملة.. شخصيتين يحملان نفس الاسم لكنهما مختلفتين تمامًا.. أحدهما عجوز يود اختصار حياته في دفترين اشتراهما من المتجر الصيني، وجلس في البار على أمل أن يخط حكايته التي يحوّل دون اكتمالها شيئًا ما، أو ربما بعض حكايات ظله الوديع الذي يتحدث إليه من آن لآخر تحت تأثير الحشيش.. تلك الحكايات التي ينافسه في كتابتها الشخصية الثانية الشاب "أحمد رجائي" الذي ظهر في حياته ليكتب الحكاية بشكل آخر.. ربما ليمتلك زمام سرد الرواية وربما ليضع بيده نهاية الراوي الأصلي.. ولكن هل تحدد الروايات مصائر أبطالها أم كتابها.. أم الاثنين معًا؟؟ " وروايتين من الجزائر هما "حادي التيوس" لأمين الزاوي وأصابع لوليتا لواسيني الأعرج رواية الحب والإرهاب، وروايتين من العراق هما "يا مريم" لسنان أنطوان، و"حدائق الريس" لمُحسن الرملي، وروايتين من فلسطين هما "يافا تُعد قهوة الصباح" لأنور حامد، و"قناديل ملك الجليل" للأردني الفلسطيني إبراهيم نصر الله. كما تضم أيضاً رواية "القندس" للسعودي محمد حسن علوان، و"ساق البامبو" للكويتي سعود السنعوسي و"سعادة السيد الوزير" للتونسي حسين الواد وأربع روايات من لبنان، هي ملكوت هذه الأرض لهدى بركات و سينالكول لإلياس خوري وأنا وهي والأخريات لجنى فواز الحسن وطيور الهوليداي إن لربيع جابر الفائز بالجائزة في دورتها الخامسة 2012 .