خشبة وستار وديكور.. مخرج وممثلون وجمهور، هكذا هو المسرح بموجز الكلمات وبساطة الترادفات. توالت المهرجانات وتعددت العروض المسرحية لعام 2012، منها ما بدأ بفكرة وخيالات مستحيلة، كمشروع آفاق مسرحية، وفكرته صنع مأوى مسرحى لفرق «الأندرجراوند» الحرة، جسده للواقع خيال المخرج هشام السنباطى بمشروع «مسرح بلا حدود»، الذى جمع تحت مظلته أكثر من 63 فرقة مسرحية حرة من مختلف المحافظات لتتنافس فى الملتقى بمرحلة المشروع الثانية، والتى استمرت طوال شهر أكتوبر الماضى، استعرض خلالها مختلف فنون العرض المسرحى «العروض الكبيرة، المايم، المونودراما، الديودراما، مسرح الطفل، مسرح متحدى الإعاقة، المسرح الاستعراضى». ولا يأتى ذكر مهرجانات المسرح دون أن يتبادر إلى الأذهان مهرجان «ساقية عبدالمنعم الصاوى» المسرحى، الذى تجسد فى 2012 بنسخته العاشرة على التوالى بنجاح كبير، ضم خلالها منافسات لخمسة عشر عرضا مسرحيا مختلفا خلال خمسة أيام متتالية، ليسدل محمد الصاوى ستار الساقية المسرحى فى أواخر شهر أكتوبر الماضى. بالإضافة لمهرجان موسم «الفنون المستقلة الأول» والمسرحى الرابع الذى استضافته خشبة مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية، نظمته مؤسسة شباب الفنانين المستقلين بدعم من قطاع الإنتاج الثقافى بوزارة الثقافة، والذى استمر خمسة أشهر متتالية، ضم فى جعبته أكثر من 37 فرقة مسرحية مستقلة، و7 ورش فنية لتنمية وتطوير مهارات الفنانين الشباب فى مجالات التأليف والإخراج المسرحى، والسيناريو والحكى والعرائس بمختلف أنواعها، وكذلك 7 معارض للفنون التشكيلية، لينتهى الموسم المستقل فى أواخر ديسمبر المنصرم، فى نفس توقيت إسدال ستار مهرجان المسرح العرب «زكى طليمات»، الذى نظمه المعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، والذى شهدت دورته الثلاثين صراعا مسرحيا قويا بين عشرة عروض مسرحية، لتستقبل خشبات المسرح العام الجديد بروح شبابية فنية مستقلة وحرة. عام 2012 شهد خسارة مأساوية لمسرح الجامعة فى شهر سبتمبر الماضى، تمثل فى وفاة رمز من رموز الإخراج المسرحى بها وهو الفنان الراحل «حسين محمود»، والذى سطر تاريخ إنجازاته المسرحية فى ذاكرة الجامعة الفنية كان آخرها العرض المسرحى «هاملت»، والذى تميز برؤيته الإخراجية المختلفة والكوميدية والثائرة بمناسبة الثورات العربية، فثارت بفكرتها على كلاسيكية هذا النص المشهور لشكسبير ليحصل على جائزة أفضل عرض مسرحى وأفضل مخرج بمهرجان الشباب، ويتم اختياره لتمثيل مصر فى مهرجان قرطاج المسرحى بتونس فى يناير 2012. كما شهد عام 2012 عدة عروض مسرحية أثارت الجدل السياسى ولفتت انتباه الإعلام والنقاد بسخونة أحداثها، مثلما فعل العرض المسرحى «عاشقين ترابك» خلال عرضه على خشبة صلاح جاهين بمسرح البالون، وهو بطولة جماعية لمجموعة من خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية، ويقدم من خلال أحداثه 8 لوحات أسقطت الضوء على موضوعات متنوعة منها الثورة المضادة، والصراع بين الأحزاب الدينية والمدنية، والانتخابات والديمقراطية، والاستبداد، وأمن الدولة، والتمرد على السلطة، كما حاولت المسرحية ترجمة ما نادى به الشعب فى ميدان التحرير بصورة فنية. العرض أثار حفيظة النظام الحاكم بمصر، ما أدى لتعرضه لعدة تدخلات من الرقابة الوزارية، بحجة وجود مشاهد وجمل حوارية بالنص تهاجم الرئيس «مرسى» وإدارة «هشام قنديل»، رئيس الوزراء، ووجود بعض الإسقاطات فى السيناريو على نظام الحكم الإخوانى بمصر ، ما دفع لجنة الرقابة التابعة لوزارة الثقافة لإيقاف المسرحية عن العرض يوم انطلاقها فى الأول من نوفمبر الماضى، إلا أن موجة التدخل هذه ما لبثت أن اصطدمت بتضامن الفنانين الشباب الهواة منهم والمحترفين الذين تجمهروا وساندوا المخرج «محمد الشرقاوى» فى قضيته، ليتمكنوا بوقفتهم الموحدة من إجبار الرقابة على السماح بالعرض. هذا بالإضافة لبروز عدة عروض مسرحية أخرى على الساحة الفنية الدولية، منها العرض المسرحى «وجوه» لفرقة 20 يناير الفنية، للمخرج الليبى شرح البال، العرض الذى تدور فكرته حول عامل دهانات يقوم بطلاء أحد الحوائط القديمة غير أن الإرهاق والإعياء يتسببان فى دخوله فى حالة هذيان يكشف من خلالها الوجوه القبيحة والمتحولة والأقنعة التى سقطت أمام طريقته الشفافة فى التعامل مع الآخرين، عن طريق وجبة مسرحية استعراضية موسيقية جعلت من «وجوه» حاصدة للجوائز المسرحية، كان آخرها تمثيل مصر فى مهرجان «بجايا» المسرحى بالجزائر فى أوائل شهر نوفمبر الماضى، والذى حصلت خلاله فرقة 20 يناير على المركز الأول على مستوى العروض الدولية.