يؤكد مسئولون أميركيون أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد تعد على الأصابع، ولكن لا يتوقع المحللون السياسيون تكاتف جميع أطياف الشعب السوري وبدء الغناء والهتاف للتحرر من هذا النظام. ووفقا للإعلام الأمريكي فإن الولاياتالمتحدة تبذل قصارى جهدها لأسوأ السيناريوهات في سوريا، رغم ان التطورات الأخيرة في سوريا هي دليل على أن الولاياتالمتحدة والغرب سمحوا بالكثير من الوقت لتمرير تلك السيناريوهات البشعة التى ينتظرها الشعب السوري والدول المجاورة، قبل استخدام نفوذهم للتأثير على نتائج هذا الصراع، واشارت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، إلى إنه يبدو أن الولاياتالمتحدة قد خلقت وحشا في الشرق الأوسط وعلى الرغم من موجة الحرب التى تبدو أنها قد تحولت لصالح المعارضة، في أعقاب مكاسب إقليمية كبيرة، واغتيال مسؤولين كبار مقربين للأسد، والانشقاق المتزايد من قبل جنود ودبلوماسيين سوريين، لكن العديد من المراقبين الغربيين ليسوا متفائليين تماما بخصوص مستقبل سوريا لما بعد الأسد. وتناولت الصحف العالمية عدة سيناريوهات قاتمة للوضع المستقبلي فى سوريا ومن أهمها: السيناريو الأول يؤكد على الفراغ الأمنى، ويخشى مسؤولون أمريكيون أن يؤدي زوال الأسد لانهيار كامل بالبلاد، ويقول كل من آن جيرين وجوبي واريك في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن سوريا ربما ستدخل في فراغ السلطة، والتي اجتاحت العراق من قبل بعد وقت قصير من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وأضافت الصحيفة أن الخوف من حدوث فراغ في السلطة هو السبب الرئيسي الذى جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يستبعد اللجوء للتدخل العسكري المباشر. والسيناريو الثاني يشير نحو العبث بالأسلحة الكيميائية، يتخذ مسؤولو وكالة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية خطوات لضمان ألا تقع ترسانة الأسد من الأسلحة الكيميائية في أيدي الجماعات الإرهابية، كما يقول بول الألستر في فوكس نيوز، والذي يضيف أن حزب الله، هو الأقرب إلى الاستيلاء على السلاح الكيماوي، ولكن سوريا أصبحت أيضا نقطة جذب لجماعات إسلامية عديدة، بما في ذلك تنظيم القاعدة، الذى يمكن أن يستفيد من زوال الأسد ويحاول الاستيلاء على تلك الأسلحة. والسيناريو الثالث يرى اشتعال الحرب الأهلية الدموية والطويلة الأمد، وعند الإطاحة بالرئيس الأسد ستدخل سوريا في فترة طويلة من الصراع بين مختلف الطوائف الدينية والعرقية، والبلاد تنقسم بالفعل فى الصراع الحالي على طول الخطوط الطائفية، حيث يدعم العلويون والمسيحيون نظ الأسدام لحد كبير، ويمكن للغالبية السنية في البلاد، الذين عانوا طويلاً في ظل التمييز داخل نظام الأسد، إطلاق العنان لرد فعل عرقي عنيف ضد مضطهديهم السابقين إذا سقط الأسد، ويقول بيتر آبس من وكالة رويترز، أن الفوضى التي تعقب سقوط الأسد ستتشابه مع الصراع الطائفي في لبنان الذى حدث عام 1980، والذى استمر لعشر سنوات تقريباً. اما السيناريو الرابع، فهو الصراع الإقليمي، ويمكن أن تنتقل الحرب الأهلية الشاملة من سوريا إلى الخارج، وتمتد للدول المجاورة ومنها لبنان، والأردن، والعراق وتركيا، وهذا ما يراه فالي ناسر من صحيفة نيويورك تايمز، والذي يرى أن انتشار الصراع السوري يمكن أن يفتح الانقسامات بين السنة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط ككل، وسيشكل تفكك سوريا تهديدا أكثر خطورة على منطقة الشرق الأوسط وعلى المصالح الأمريكية فى المنطقة على المدى الطويل أكثر مما يؤثر عليها برنامج إيران النووي، وفي مستوى أوسع، فإن الوضع في سوريا يزيد من التنافس بين إيران والمملكة العربية السعودية، وتركيا وسقوط بشار الأسد سيكون "كارثة" بالنسبة لايران. وبالنسبة للسيناريو الخامس هو إذا بقى الأسد فلن تهدأ نار التمرد والانشقاق داخل معسكره إذا خرج منتصرا بدعم من الجيش السوري، وسيبدأ القمع بلا هوادة ضد مناطق المتمردين، وسيضطر أفراد الجيش السوري الحر وأعضاء المعارضة لمغادرة البلاد أو الذهاب تحت الأرض، ومع ذلك، فالأسد سيظل هدفا رئيسيا لهجمات الإسلاميين المتطرفين وسيواجه الأسد إذا بقى تحديات هائلة بسبب العقوبات، وضعف الاقتصاد، والضغط الدولي.