دعا مؤتمر المشرفين على الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة إلى ضرورة عدم إقحام اللاجئين الفلسطينيين في الصراع في سوريا ، كما أكد على ضرورة التصدي لقيام إسرائيل بتكثيف الاستيطان في الضفة الغربيةوغزة ، معتبرا أن هذا يعد عقابا للفلسطينيين على حصولهم على صفة دولة غير عضو بالأممالمتحدة. وكشف زكريا الأغا رئيس دائرة شئون اللاجئين الفلسطينيين بمنظمة التحرير الفلسطينية فى كلمته فى افتتاح المؤتمر اليوم "الأحد" بمقر الجامعة العربية بالقاهرة أن أكثر من 700 شهيد فلسطيني لقوا حفتهم في سوريا، مطالبا بتدخل الجامعة العربية لتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في سوريا وعودتهم إلى مخيماتهم سالمين، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية طالبت المعارضة والسلطة السورية بعدم إقحام اللاجئين الفلسطينيين في النزاع . وأشار إلى أن مئات اللاجئين الفلسطينيين نزحوا إلى لبنان ، والأردن ، وآلاف نزحوا إلى مناطق أكثر أمنا في سوريا ، كما أن هناك آلاف اللاجئين الفلسطينيين ، في سوريا لاتستطيع الأونروا توفيرالدعم لهم لأنهم في مناطق غير آمنة . وقال إن الفترة الماضية شهدت إنجازين كبيرين أولهما انتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث نجحت صواريخها في الوصول إلى العمق الإسرائيلي ، ولأول مرة تطلب إسرائيل وقف إطلاق النار في انتصار غير مسبوق ، بفضل صواريخ المقاومة . وأضاف أن الانتصار الثاني هو قبول طلب منظمة التحرير الفلسطينية عضوية فلسطين بالأم المتحدة كدولة مراقب ، مما يمنح دولة فلسطين الحق في ملاحقة الاحتلال على الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والانضمام للمنظمات الدولية ، والحق في مقاومة الاحتلال على أراضي 67 بما فيها القدس . ودعا الأغا الدول العربية إلى توفير كل الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ، في معركته لتجسيد السيادة على الأراضي الفلسطينية وإنهاء الاحتلال . وأكد زكريا الأغا رئيس دائرة شئون اللاجئين الفلسطينيين بمنظمة التحرير الفلسطينية أن إسرائيل تسابق الزمن في الاستيطان ، بعد أن أدركت أن الظروف السياسية غير مهيأة لفرض تسوية سياسية تلائمها، وتستغل إنشغال الدول العربية بمشكلاتها الداخلية ، مشيرا إلى استشراء الاستيطان في البلدة القديمة بالقدس، وصل إلى المسجد الأقصى في مسعى لفرض الأمر الواقع في المدينة ، من خلال وجود يهودي مختلق في المدينة المقدسة، وفرض عبرنة الأسماء العربية للمدينة. كما صعدت الاستيطان في الضفة العربية ، مشيرا إلى مشروع "أي 1 " الذي يتضمن بناء آلاف المستوطنات في مستوطنة معالية أودميم، لافتا إلى أن هذا المشروع يمنع بناء دولة فلسطينية لأنه يقسم الضفة إلى قسمين، مشيرا إلى أن إسرائيل تقوم ببناء حي جديد في القدسالشرقية لأول مرة منذ زمن طويل وسوف يفصلها عن الضفة الغربية بشكل كامل. وأشار إلى أنه رغم تهديدات العديد من الدول العربية بسحب سفرائها من إسرائيل إلا أن حكومة الاحتلال لاتبالي بهذه المطالبات . وقال إن الحكومة الإسرائيلية تحاول من خلال تكثيف عمليات الاستيطان، جعلنا نقبل سياسية الأمر الواقع وضرب القرار الأممي بقبول فلسطين دولة غير عضوة بالأممالمتحدة. وأضاف أن فلسطين تبحث طلب عقد اجتماع الدول الموقعة على إتفاقية حنيف الرابعة ، والتوجه إلى محكمة العدل الدولية بخصوص الاستيطان ، والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة. ولفت إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لجأت إلى تقليص مخصصاتها نتيجة تراجع الأموال التي تأتي لها ، وزيادة الأعباء نتيجة الصراع في سوريا ، ومقتل العديد من اللاجئين وأشار إلى ضعف استجابة الدولة المانحة لنداءات الأونروا ، معربا عن تطلعه إلى العمل على مساعدة الاونروا في إيجاد مانحين جدد. وقال علياء الأصيل مديرة دائرة شئون فلسطين بالجامعة العربية إن القضية الفلسطينية شهدت تطورات متسارعة في الفترة الأخيرة ، إذ استمرت إسرائيل في تنفيذ استراتجيتها في تهويد القدس وانتهاك المقدسات وتزييف تاريخها وطرد أهلها ، مع تكثيف الاستيطان وإكمال جدار الفصل العنصري الذي قسم مع المستوطنات الضفة الغربية للحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية . وأضافت أن هذه السلطة المحتلة لم تكتف بالحصار على غزة ، بل واصلت عدوانها الذي بلغت ذروة في العدوان الأخير في شهر نوفمبر الماضي، حيث أبادت عائلات بأكملها ، ومنها عائلة الدلو. وقالت إنه رغم هذا العدوان الوحشي إلا أن إسرائيل فشلت أمام الشعب الفلسطيني، منوهة بصمود وثبات الشعب الفلسطيني أمام العدوان وما شهدته الضفة الغربية من تلاحم وتصدي وتضامن مع قطاع غزة المحاصر في وحدة شعبية متلاحمة في الضفة والقطاع ، وكذلك زيارة الوفد الوزاري العربي للقطاع أثناء العدوان. وأشارت إلى مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب كلف لجنة مبادرة السلام العربية بإعادة تقييم الموقف العربي إزاء عملية السلام المعطلة ، خاصة الرباعية الدولية في ظل التعنت الإسرائيلي. واستدركت قائلة إنه رغم الظلال القاتمة فإن هناك نقطة مضيئة ، بقبول الأممفلسطين كدولة غير مراقب بعد أن حازت أغلبية ساحقة في الأممالمتحدة في نجاح تاريخي ودبلوماسي فلسطيني جاء تتويجا لنضال الشعب الفلسطيني ، وهو مايعطي مؤشرا قويا على ان وحدة الموقف العربي على الساحة الدولية قادرة على تحقيق انتصارات في وجه الاحتلال الإسرائيلي وإلزامه بالانسحاب . وأضاف أنه رغم ما أظهره الإجماع الدولي من تأييد إلا أن هناك دولا رفضت هذا المطلب الفلسطيني، مما يتطلب تقييما عربيا رسميا وشعبيا في العلاقة مع هذه الدول. وأشارت إلى تعرض مخيم اليرموك لقصف بالطائرات من شهداء وجرحى ، منوهة بان جامعة الدول العربية منذ بدء الصراع السوري طالبت كل الأطراف بالابتعاد عن المخيمات وعدم إقحامها ، فاللاجئون الفلسطينيون هم أمانة لدى الدول المضيفة ، وهم حريصون على عدم التورط في الصراع الداخلي السوري ، كما دعا الأمين العام للجامعة العربية إلى عدم إقحام اللاجئين الفلسطينيين في الصراع الدائر. وأكدت علياء الأصيل أن المؤتمر دولي للتضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في بغداد 11 و12 ديسمبر 2012 شهد تبرعا من العراق لصندوق الأسرى وأسرهم. وشددت على الدور الهام الذي تلعبه الأونروا ، مؤكدة أن استمرارها في تقديم الخدمات ، هو أمر ضروري وأن علينا جميعا دعمها خاصة في ظل الأزمة التي تتعرض لها. وأكدت ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتوفير الدعم المالي والسياسي المقرر للشعب الفلسطيني هو أمر ملح وضروري في هذه الفترة. من جانبها قالت دينا هيكل نائب مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية رئيسة وفد مصر في الاجتماع إن مصر تضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات سياسيتها الخارجية ، وبذلت العديد من الجهود ومازالت في هذا الشأن، رغم التحديات الداخلية في ظل عملية البناء الديمقراطي، مشيرا إلى أن تحركها في ملف المصالحة ، حيث تم توقيع الاتفاق في مايو 2011 ، والجهودة مستمرة لإتمام الإتفاق وتنفيذه . وأكدت حرص مصر على وضع أسس موضوعية وذات مصداقية لاستئناف عملية السلام بناء على الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية من أجل إقامة دولة فلسطينية ، مشيرا إلى أن مصر أيدت الخطوات التي أقدم عليها الرئيس محمود عباس. وأشارت إلى أهمية الأونروا التي تجسد المسئولية الدولية تجاه محنة اللاجئين الفلسطينيين ضحايا نكبة 1948، وقال إننا نود دورا أكبرا للأمم المتحدة في السلام العادل والشامل في المنطقة، كما حددتها قرارات الشرعية الدولية . وقالت إن السياسة الإسرائيلية التي تتحدى القانون الدولي الإنساني ، هي المسئولة عن إنهيار عملية السلام ووأد إتفاق المبادئ عام 1992 ، وتشير التقارير منظمات المجتمع المدني الإسرائيلية إلى حجم الحملة الاستيطانية الإسرائيلية. وحذرت من أن هذه السياسة سوف تدمر فرص حل الدولتين .. وقالت آن الأوان أن تنتهي محنة الشعب الفلسطيني أن تدق ساعة الربيع الفلسطينية بعد الربيع العربي ، حان الوقت أن يعيش الفلسطينيون حياتهم الطبيعي . ونوهت بجهود السلطة الفلسطينية في إعادة بناء مؤسسات الدولة ، مشيرة إلى أن المنظمات الدولية أشادت بذلك معتبرة بأنها قدمت نماذج متفوقة وغير مسبوقة في المنطقة. وقال المهندس محمود العقرباوي مدير عام دائرة الشئون الفلسطينية بوزارة الخارجية الأردنية إن الملك عبد الله عاهل الأردن جدد خلال زيارته الأخيرة إلى رام الله وقوف الأردن إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتأكيده أن قرار الأممالمتحدة منح فلسطين صفة دولة غير عضو هو قرار تاريخي سوف يشكل أرضية صلبة لاستعادة الحقوق الفلسطينية. وأشار إلى أن ملك الأردن حذر من الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس، مشيرا إلى أن المسجد الأقصى والحرم الشريف مشمولان بالرعاية الهاشمية وفقا لإتفاقية السلام الإسرائيلية والأردنية، محذرا من أن الاعتداء على الأقصى الذي لايقل قدسية عن الكعبة المشرفة للمسلمين الذين يشكلون ربع سكان العالم. وجدد الأردن دعمه للأسرى والفلسطينيين وتأييد مؤتمر بغداد الذي قرر إنشاء صندوق عربي لدعم الأسرى وعائلاتهم، ولفت خطورة أزمة الأونروا التي أنعكست في تقليل بعض الخدمات التي تقدمها الوكالة ، داعيا الدول العربية لحث الدول المانحة لزيادة مساعداتها للوكالة .