ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن الولاياتالمتحدة تدرس تغيير استراتيجيتها حيال أفغانستان بحيث تصب جل اهتمامها بدءا من العام القادم في تقديم المشورة وتمكين القوات الأفغانية بدلا من خوض معارك مباشرة مع حركة(طالبان). واعتبر مسئولون أمريكيون في تصريحات أدلوا بها إلى الصحيفة، أن هذه الخطوة من شأنها تخفيض قوام القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان بحلول فصلي الربيع والصيف القادمين. وأوضحت الصحيفة أن قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال جون ألين يحاول مع ذلك إقناع الإدارة الأمريكية بالإبقاء على معدل قوام القوات الأمريكية المنتشرة هناك خلال العام القادم لاسيما مع دخول موسم جديد للقتال منتظر أن يستمر حتى شهر نوفمبر القادم، في حين يسعى مسئولون آخرون بالحصول على موافقة تسريع وتيرة السحب التدريجي للقوات. وعزا أحد المسئولين الأمريكيين أسباب دراسة واشنطن لتغيير استراتيجيتها حيال أفغانستان إلى إصرار الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على وقف العمليات العسكرية التي تشنها القوات الأمريكية في ريف بلاده، وهو ما يجعل من استمرارها شيئا غير ضروري، لذلك توقع بأن تسحب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ما بين 20 ألفا إلى 30 ألف جندي من جنودها على مراحل في خلال الأشهر القادمة. وأضاف المسئول الذي طلب عدم ذكر اسمه "أن المسألة لا تتعلق بمدى القدرة القتالية لجنودنا، بل بقدرة القوات الأمنية الأفغانية نظرا لأنها ستتحمل العبء الأكبر من العمليات القتالية مع المسلحين". بينما أشار مسئول عسكري أمريكي في كابول إلى أن العام القادم سيشهد الموسم القتالي الفعلي الذي ستخوضه القوات الأفغانية بشكل كبير. وقالت "وول ستريت جورنال": إن القرار بشأن وتيرة الانسحاب الأمريكي مرتبط في حقيقة الأمر بالمداولات التي تجرى حول حجم الوجود العسكري الدائم المنتظر أن يبقيه البيت الأبيض في أفغانستان لما عقب الانسحاب النهائي المقرر في عام 2014، لافتة إلى أن هذه القضية قيد نقاش بين الحكومتين الأمريكية والأفغانية. وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد أعلن في خطابه الأخير حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية أنه بالتزامن مع بدء العام القادم ستتولى القوات الأمنية الأفغانية السيطرة الكاملة على الوضع الأمني بالبلاد، مستبعدا أي نشاط عسكري تقوم به القوات الأجنبية على الأراضي الأفغانية.