تُحاول أغلب القنوات الفضائية الشهيرة، خاصة تلك المعروفة بميولها الإخبارية، أن تقدم تغطية محايدة للأوضاع الدائرة في محيط قصر "الاتحادية"، خاصة في ظل إراقة الدماء المصرية من كلا جانبي النزاع، لكن يبدو أن الوضع مختلف في جانب القنوات المحسوبة على تيار الإسلام السياسي، التي تتنوع من قنوات محسوبة على التيار "الإخواني" وأخرى محسوبة على التيار "السلفي" وهما الطرف الآخر في الصراع ضد ائتلاف الحركات الثورة وأحزاب المعارضة، المعارضين للإعلان الدستوري للرئيس وللاستفتاء على الدستور، إذ نرى تصريحات تثير الفتن وآراء منحازة بشكل صريح بل دعوات للحرب وللجهاد أحياناً ضد شريك في الوطن وليس عدو خارجي. قناة "الحافظ" المحسوبة على التيار السلفي شهدت تصريحات طائفية من عبد الله بدر - صاحب الموقعة الشهيرة مع الفنانة إلهام شاهين- ردًا على مكالمة سيدة تبكي على ما يحدث أمام قصر "الاتحادية" وتخشى من أن وقوع ضرر للرئيس محمد مرسي، إذ ذكر بدر "لا تخافي على سيادة الرئيس محمد مرسي، فمن ذهب إلى القصر بأدبه لن نقترب منه ومن فكر أن يقل من أدبه على سيادة الرئيس أو يرمش له بعينيه، وعلى رأسهم الأقباط سأخذق أعينهم وعين من يتشدد له وعين أمريكا ومن وراء أمريكا، ولو كان آخر يوم في عمرنا ولا هنسبهم ولا هنرحمهم".
قناة "مصر 25" التي تعد الذراع الإعلامي لحزب "الحرية والعدالة" قامت بتغطية أمام منزل أحد شهداء "الإخوان المسلمين" في أحداث "الاتحادية" وسألهم المراسل على من توجهوا تهمة قتل شهيدكم، فأجاب أحد أقرابه، قائلاً "أوجه هذه التهمة للبرادعي وحمدين صباحي والمستشار الزند، لأن كل هؤلاء من مصلحتهم أن تعود مصر للخلف لكي يستطيعوا تحقيق مكاسبهم فهم لا يريدون أن تعيش مصر في استقرار، ولابد من أن يقدم هؤلاء جميعًا للمحاكمة"، وتحدث المراسل مع أحد أقارب الشهيد الذي طلب فيها من الشعب المصري حضور جنازة الشهيد محمد خلاف، وقال "شهدت الدماء وهي تخرج من رأسه .. أمه الآن تريد أن حضور جميع الشعب المصري هذه الجنازة".