واصلت الصحف الامريكية و الاسرائيلية والايرانية متابعتها للأحداث الجارية في مصر. وقالت "شبكة سي إن إن" الأمريكية: ان الاحتجاجات الحاشدة الحالية تعيد للاذهان المشاهد التى ادت للاطاحة بمبارك فى 2011، وقال بيتر جونز، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة أوتاوا: إن ما فعله مرسي يعيد للمواطن المصري طريقة حكم مبارك، وأضاف ان الشعار الشهير فى الميدان الان "مرسى هو مبارك"، وأشارت شبكة سي ان ان فى تقريرها انه ليس هناك ما يضمن أن مرسى سيتخلي عن السلطة كما وعد، والبعض يقول ان مرسي استخدم المرسوم الاخير لاختطاف عملية صياغة الدستور الجديد، وإنتاج وثيقة تعكس رؤيته الاسلامية ويعزز سلطته في مصر الجديدة.
ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية: ان الدستور الجديد يعتبر مشروع غير شرعي، ومحاولة لفرض الشريعة الإسلامية باسلوب غامض، وتساءلت الصحيفة هل سيستطيع مرسي والاخوان المسلمين التغلب على وابل من المعارضة والتي نمت في الأسبوع الماضي وتضم حاليا ممثلي الشباب والقضاء والقوى الليبرالية والعلمانية، وأيضا العديد من المسيحيين، والإسلاميون المعتدلون وشريحة كبيرة من السكان تعتبر نفسها مستقلة.
وقالت الصحيفة: ان العديد من الخبراء القانونيين رأوا ان الغموض والتناقضات الرئيسية في العديد من بنود الدستور التي تتناول دور الشريعة، أو القانون الإسلامي، وصلاحيات الرئيس والسلطة التشريعية، وطبيعة النظامين القضائي والانتخابي، وإنشاء هيئات التنظيمية والرقابية، كل هذا يؤكد ان الدستور تفوح منه رائحة كريهة.
قالت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية: إن قرارات الرئيس محمد مرسي و الإعلان الدستورى هو انقلاب على الديمقراطية وتأكل للشرعية، وأشارت صحيفة الاندبندنت البريطانية إلى ان الاحتجاجات في مصر تنمو من جديد، وخاصة لعدم رغبة واضحة من مرسي على التراجع، وهناك مخاوف من أن استمرار سياسة حافة الهاوية.
وقالت مجلة تايم الامريكية، إن تمارا ويتس رئيس مركز سابان في مؤسسة بروكينج لسياسة الشرق الأوسط قال مصر لابد أن تدرج حقوق الأقليات وحرية الصحافة والدين حتى تحدد الحكومة الأمريكية اتاحة المساعدات المادية لها، واشار ان الدستور لا يزال بحاجة إلى أن يصدق عليه تصويت شعبي، والذى سيكون بمثابة الاختبار الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين والتى عادة تقوم بالتأثير على الأصوات الوطنية. ورأت صحيفة فيننشيال تايمز البريطانية أن مرسي بدد حسن النية، واكد للمتشككين فيه انه يميل أكثر نحو الحكم الاستبدادي، واشارت ان مرسي والاخوان المسلمين ينظرون للديمقراطية على انها مسألة الفوز في الانتخابات فقط ولكن الديمقراطية اكبر من مجرد انتخابات. واشار موقع جلوبال بوست الامريكي، ان مصر تعيش احداث 2011 مرة اخرى، ويرى المصريين ان امناورات مرسي تهدف لاتاحة فرتة رئاسية أكبر ومحاولة من الرئيس وحلفائه الإسلاميين لتوطيد السلطة. وذكر تقرير لموقع نيوز وان الاسرائيلي ان معارضي مرسي نجحوا في جمع عدد كبير من قوى المعارضة للمرة الثانية خلال إسبوع واحد حيث تجمع الليبراليين واليساريين كل المعارضين لمرسي لتكوين جبهة معارضة قوية ضد الاخوان المسلمين من أجل اسقاط الاعلان الدستوري المكمل الذي اعطي للرئيس صلاحيات مطلقة علي حساب السلطة القضائية.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية الاشتباكات التي حدثت في الاسكندرية مساء الجمعة بين معارضي الرئيس مرسي ومؤيديه وذلك بعدما توقع محرر الشئون المصرية بصحيفة هاأرتس الاسرائيلية تسفي برائيل أن المظاهرات الحاشدة من جانب الؤيدين لمرسي أمام جامعة القاهرة والقوي المعارضة في ميدان التحرير والتخوف السائد في الشارع هو المواجهة بين الطرفين التي قد تستدعي مرسي لنزول الجيش لتفريقهم. من ناحية أخري صرح "أحمد بخشي" الكاتب والخبير في شئوون الأفريقية في حوار خاص لموقع "خبر أونلاين" الإخباري الإيراني أن حزب الحرية و العدالة الذي ينتمي إليه الرئيس "مرسي" يضعف يوماً بعد يوم ، و ذلك بعد أن أصدر الرئيس قرارات بتوسيع صلاحياته . أضاف أن إستمرار تصاعد الأزمة سيؤدي إلي سحب شرعية النظام و الحزب تدريجياً ، مما يؤدي إلي إنفلات الأمور من بين أيديهم و يفقدوا مواقعهم نهائياً من غير رجعة ، مشيراً إلي الأعداد الغفيرة التي شاركت في المليونيات المعارضة لقرارات الرئيس و التي يقودها شخصيات بارزة مثل عمرو موسي و حمدين صباحي و د/ محمد البرادعي . في السياق نفسه أكدت وكالة الأنباء الدولية "NAMNA " التابعة لحركة "عدم الإنحياز" أن الرئيس "مرسي" يتحول إلي ديكتاتور ، مستشهدة بأراء عدد من المحللين السياسيين الأمريكيين الذين أكدوا أن ميدان التحرير الرافض لقرارات الرئيس يبعث برسالة تهديد للرئيس و حزبه .