ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم الاربعاء أن التحولات في دينامكيات وموازين القوة في منطقة الشرق الاوسط لصالح المعسكر السني قاصدا الاخوان ، بزعامة كل من مصر وتركيا وقطر، منحت الولاياتالمتحدة فرصة ثمينة من أجل عزل إيران وتقويض نفوذها الإقليمي وقدرتها على تسليح عملائها في الدول الواقعة على الحدود مع إسرائيل. وأوضحت الصحيفة-في تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة الأنترنت-أنه طيلة عقود طويلة شكل "المد الشيعي" في المنطقة بقيادة إيران فضلا عن العداء العميق الذي يكنه هذا المعسكر للغرب بشكل عام وإسرائيل بصفة خاصة، تهديدا حقيقيا للولايات المتحدة وحلفاءها الاقليميين. وأضافت: "لكن فإن التغيرات التي أحدثتها ثورات الربيع العربي والانتفاضات الشعبية التي عصفت بالمنطقة مؤخرا مهدت الطريق أمام بزوغ تحالف سني، في مقدمته كل من القاهرة والدوحة وأنقرة، تبلور دوره مؤخرا من خلال اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بعد العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة . وأردفت الصحيفة تقول: أن معركة حماس الاخيرة ضد إسرائيل ،ساعدت في توضيح مدى التغير الذي لحق بتحالفات القوى في المنطقة منذ صعود التيار الاسلامي في أعقاب الاطاحة بالحكومات والانظمة الاستبدادية المتلاحقة على مدار العام الماضي والجاري. ورأت الصحيفة الأمريكية أن المعركة التي تخوضها سوريا حاليا، ثمنا لحريتها، ستكون هى المعركة الفاصلة بالنسبة للنزاع الشيعي-السني، مشيرة إلى أنه حتى الان يبدو وأن الطوفان السوري بات ينقلب على إيران الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، حيث تمكنت المعارضة السورية ذات الاغلبية السنية خلال الاسابيع الاخيرة من تحقيق مكاسب مهمة ضد النظام وتهديد بقاء أسرة الاسد في سدة الحكم بعد أربعين عاما من احتكارها للسلطة في البلاد. واعتبرت الصحيفة أنه في حال سقط نظام الأسد، فمن شإن ذلك أن يترك إيران وحليفها؛ جماعة حزب الله في لبنان في عزلة إقليمية لا نظير لها وخسارة ما عرف طويلا بمحور المقاومة الذي جمع كل من "دمشق وطهران وحزب الله" مصداقيته لدى الشارع العربي. واستطردت الصحيفة تقول أنه برغم من أن هذا التحول الاقليمي لصالح السنة منح واشنطن فرصة للتقويض النفوذ الايراني في العالم العربي، غير إنه تركها في حيرة وتشكك إزاء ما قد يتمخض عن هذا التحالف السني الجديد لاسيما بعد سقوط أنظمة حليفة لها على رأسه نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وخلصت الصحيفة-في ختام تحليلها-إلى أن محور هذا الغموض والتشكك الامريكي يتعلق بتحديد الشكل الذي ستتعامل فيه واشنطن مع الانظمة العربية الناشئة التي قد تخلق مجتمعات ملتحمة مع أيديلوجيتها الدينية سيجد الامريكيون صعوبة في التعامل معها أو القبول بها.