تعرف على أسعار مواد البناء اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    توريد 194 ألفا و531 طن قمح في كفر الشيخ    بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه في تبريز    الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية فوق محافظة البيضاء    رئيس الوحدة المحلية بقرية أبو غالب: الإنقاذ النهري والصيادون يواصلون البحث عن 9 ضحايا بعد سقوط ميكروباص بالنيل    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بالدقهلية    وكيل صحة البحيرة يتفقد مصابي أطفال الحضانة بمستشفى الأطفال التخصصي بأبوحمص    لمواليد برج الحمل.. توقعات الأسبوع الأخير من مايو 2024 (تفاصيل)    الحكومة تكشف حقيقية اعتزامها بيع المستشفيات ووقف كل الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في أسواق محافظة قنا    اليوم.. وزير التنمية المحلية يزور الغربية لتفقد بعض المشروعات التنموية والخدمية    «الخشت»: أحمد فتحي سرور ترك رصيدا علميا يبقى مرجعا ومرجعية للقانونيين    جامعة بنها تفوز بتمويل 13 مشروعا لتخرج الطلاب    روسيا تفشل في إصدار قرار أممي لوقف سباق التسلح في الفضاء    الأهلي يواصل استعداده لمواجهة الترجي بنهائي دوري أبطال أفريقيا    وزير التعليم يبحث مع نظيره بالمملكة المتحدة آليات التعاون في مدارس (IPS)    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    بسبب لهو الأطفال.. أمن الجيزة يسيطر على مشاجرة خلفت 5 مصابين في الطالبية    تفاصيل الحالة المرورية في شوارع وميادين القاهرة الكبرى اليوم (فيديو)    استقرار أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء.. البلدي ب 380 جنيهًا    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    فيلم عالماشي يتذيل قائمة الإيرادات في شباك التذاكر    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    حسم اللقب أم اللجوء للمواجهة الثالثة.. موعد قمة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    موعد عرض مسلسل دواعي السفر الحلقة 3    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    وزير الصحة يوجه بسرعة الانتهاء من تطبيق الميكنة بكافة المنشآت الطبية التابعة للوزارة    رقم تاريخي لعدد أهداف موسم 2023/24 بالدوري الإنجليزي    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    الجنايات تنظر محاكمة 12 متهما برشوة وزارة الري    بعد رحلة 9 سنوات.. ماذا قدم كلوب لفريق ليفربول؟    رغم انتهاء ولايته رسميًا.. الأمم المتحدة: زيلينسكي سيظل الرئيس الشرعي لأوكرانيا    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مارك فوتا يكشف أسباب تراجع أداء اللاعبين المصريين في الوقت الحالي    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    حدث بالفن| حادث عباس أبوالحسن وحالة جلال الزكي وأزمة نانسي عجرم    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    عمرو أديب عن وفاة الرئيس الإيراني في حادث الطائرة: «إهمال وغباء» (فيديو)    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالهادى القصبى شيخ الطرق الصوفية ل«الصباح»: «المتأسلفون» لا ينتقدون «الكباريهات» ويهاجمون حلقات الذكر
نشر في الصباح يوم 26 - 11 - 2012

الشريعة محفوظة فى مصر قبل الدستور.. ونحن لا نعيش فى دولة «أبوجهل»
الصوفيون لن يؤسسوا حزبا.. واستبعادنا من «التأسيسية» إقصاء ل15 مليون مواطن
هناك حرب «مدفوعة الثمن» ضد وسطية مصر.. ولسنا بوابة لدخول الفكر الشيعى
انتقد الدكتور عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، استبعاد الصوفية من تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، مشيرا إلى أن هذا يمثل استبعادا لتاريخ مصر وتراثها الإسلامى، ولشريحة من الشعب يتجاوز تعدادها 15 مليونا حسب قوله.
وأكد أن المشيخة تقدمت بطلب إلى الجمعية التأسيسية، باعتبارها هيئة مستقلة، وإحدى أقدم الهيئات الدينية فى مصر، للمشاركة فى التأسيسية، لكن تم تجاهلها مشيرا إلى أن الصوفية يواجهون حربا مدفوعة ويتعمد البعض تشويهم.
وقال: إن الصوفية لن يؤسسوا أحزابا سياسية، كما فعلت بعض التيارات الإسلامية، مؤكدا أن مصر طوال تاريخها تطبق الشريعة الإسلامية، كما تحدث عن المشكلات والأزمات التى تواجه المشيخة، وعن ميزانيتها وعلاقتها بوزارة الأوقاف فى ظل ما يتردد عن أخونة الوزارة، وعن بعض الانشقاقات والكيانات الصوفية التى تكونت خارج نطاق المشيخة.
وإلى نص الحوار:
*كنت عضوا فى الجمعية التأسيسية فى نسختها الأولى، قبل حلها، فهل كنت موافقا على تشكيلها؟
كنت عضوا فى الجمعية التأسيسية الأولى، ممثلا عن الصوفية، وأودعت مذكرة رسمية، أكدت فيها أن الجمعية التى تضع دستور مصر لابد أن تكون متوازنة تمثل جميع طوائف الشعب، ولابد من تمثيل الأزهر بشكل مناسب وكذلك دار الإفتاء والكنيسة المصرية، واقترحت استبدال أعضاء من الأغلبية الموجودة بفئات أخرى.
من البداية كان لدىّ تحفظات على التشكيل وطلبت من أعضاء الجمعية اتخاذ إجراءات لإعادة التوازن للجمعية ولم تتم الاستجابة حتى تم حل الجمعية بحكم قضائى ثم تشكيل الجمعية الحالية .
*ولماذا تم استبعادكم من تشكيل الجمعية التأسيسية الحالية؟
استبعاد التصوف معناه استبعاد تاريخ مصر والحضارة والتراث الإسلامى لأن المشيخة العامة للطرق الصوفية من أقدم الهيئات الدينية فى مصر.
وجود الطرق الصوفية فى التأسيسية ليس تفضلا أو منحة من أحد، وتجاهل الطلب الذى تقدمنا به معناه أن الذين يحكمون يريدون استبعادنا.
*ولماذا تتحدثون الآن عن استبعادكم ولم يتم ذلك مع بداية تشكيل الجمعية؟
قلت اللحظة الأولى إن هناك تعمدا للاستئثار بالدستور، لكننا لم نرغب فى إحداث زوبعة، فليس لنا مصلحة ولا نطمع فى مناصب أو مكاسب سياسية ودنيوية، لأننا أهل التصوف أشد الناس حرصا على استقرار مصر .
*هل كان للكلمة التى قلتها فى الجمعية التأسيسية الأولى واعتراضك على تشكيلها دور فى استبعادكم من الجمعية التأسيسية الحالية؟
قلت ما اعتقدت بصحته، ولست مضطرا لمخالفة ضميرى وحتى هذه اللحظة أتساءل عن سبب استبعاد الطرق الصوفية من الجمعية التأسيسية رغم عددنا الكبير ولم يجب أحد عن السؤال.
*كم يبلغ عدد أتباع الصوفية فى مصر؟
المتداول أن أتباع الطرق الصوفية فى مصر نحو 15 مليونا، ويوجد متصوفون غير منضمين للطرق الصوفية، فشعب مصر بطبعه صوفى لأن الصوفية تعنى الوسطية والتسامح والأخلاق الطيبة والزهد وتقبل الآخر.
*معروف أن هناك عداء من التيار السلفى للصوفية، فهل استبعادكم كان بضغط من السلفيين؟
منذ 4 سنوات، وقبل الثورة حدث تعد على الأضرحة، وتلقينا بلاغات من عدد كبير من المحافظات، من قبل الذين يزعمون أنهم على نهج السلف.
هؤلاء متأسلفون، وليسوا السلفيين، ومثلهم كمثل الصوفية «المتمصوفة» البعيدين كل البعد عن التصوف.
*ألا تخشى من فتاوى هدم الأضرحة؟
كلما كنت ألتقى بقيادات الإخوان والسلفيين، كنت أجد أن مساحة الاتفاق أكبر من مساحة الاختلاف.. نحن نتفق فى القواعد الأصولية ونختلف فى قضايا فرعية، ولكن الخطير والمرفوض هو اتهامات التكفير التى زادت بعد الثورة .
*نعود للحديث عن الجمعية التأسيسية وتعليقكم على انسحاب عدد كبير من الأعضاء والهيئات ؟
لابد أن يعلن الشخص أو الحزب أو الجهة التى تنسحب أو تجمد عضويتها من الجمعية التأسيسية عن نقاط الخلاف والأسباب الحقيقية لانسحابها، والحل أن تقوم الجمعية التأسيسية باستدعاء المنسحبين للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء انسحابهم وعقد نقاشات تقوم على الاحترام المتبادل، بما يساهم فى رأب الصدع.
*وهل ترى أن إعادة تشكيل الجمعية يمكن أن تكون أحد الحلول؟
المغالبة وعيوب التشكيل كانت واضحة منذ اللحظة الأولى، أما الآن وقد قطعنا مسافة طويلة وأصبحت المسودة شبه متكاملة فعلينا التوافق حولها، والحكم فى النهاية سيكون للشعب حيث أصبح من الصعب العودة إلى نقطة الصفر.
*كانت المواد الخاصة بالشريعة أكثر المواد إثارة للخلاف بين التيارات الإسلامية وبعضها البعض.. فكيف قرأت الأمر؟
أتعجب من ذلك.. فهل نحن نعيش فى دولة كافرة؟ وهل ظهر الإسلام دينا جديدا؟!
نحن دولة إسلامية تطبق الشريعة الإسلامية، وهى الضابط الأساسى فى المحاكم والأحكام القضائية وأى مصرى سواء مسلم أو قبطى لا يرفض تطبيق الشريعة بضوابطها السمحة، ولا يجب أن نقول للشعب المصرى إنه كان يعيش فى عهد أبوجهل وإذا كانت هذه الضجة تستهدف إقامة الحدود فهناك شروط صعبة جدا لتطبيق الحدود، وعلى الحاكم والدولة أن يوفرا أساسيات الحياة الإنسانية الكريمة قبل تطبيق الحدود.
*وماذا عن وضع الأزهر فى الدستور وما طالب به البعض من أن يكون هناك مدة زمنية لتولى شيخ الأزهر وأن يكون هذا المنصب قابلا للعزل؟
أرفض النيل من الأزهر واستقلاله، فهو المرجعية الوسطية للإسلام فى مصر والعالم، وعلى الدولة أن توفر الإمكانات التى تمكنه من أداء مهمته العالمية، كما أرفض أن نتعامل مع منصب شيخ الأزهر على أنه كادر وظيفى قابل للعزل.
*وإذا لم تتم الاستجابة لطلبكم بضم المشيخة إلى الهيئات المستقلة هل سترفضون الدستور؟
سيتم الاستفتاء من الشعب، ومن المصلحة أن تتوافق عليه كل طوائف الشعب، وأن يلبى كل الاحتياجات والمطالب ونحن نسعى للاستقرار ولا نريد تضييع مزيد من الوقت.
*هل تتوقع أن يرفض الشعب المصرى الدستور إذا مر بهذه الصورة؟
أتمنى ألا نصل لذلك.
*وما تعليقكم على ما تتعرض له الأضرحة من تهديدات واعتداءات بعض التيارات الإسلامية؟
بعيدا عن الفتاوى فالاعتداء على الأموات مسألة لا يقبلها الضمير الإنسانى، والإسلام كرم الإنسان حيا وميتا، وفى ظل الأحداث والأزمات المشتعلة والقضايا التى تهم المواطن البسيط الجائع الذى لا يستطيع تعليم أبنائه، يترك من يدعون الدفاع عن الإسلام كل هذا ويشغلون أنفسهم بالاعتداء على المقامات.
هذه من العجائب التى تثير الضحك لكنه ضحك كالبكاء.
*هل تتعرض الصوفية لحرب، خاصة مع إلغاء بعض الموالد وحلقات الذكر كما حدث فى مولد النبراوى بالقليوبية؟
لا أعتقد أن شخصا يملك أن يمنع ذكر الله، وهناك من يتهكمون على حلقات الذكر وعلى أضرحة الأولياء، ومن العجب أن نترك الملاهى والكازينوهات وشرب الخمر لنقاوم من يذكرون الله.
*هل تقصد فصيلا أو تيارا إسلاميا بعينه؟
المعنى فى بطن الشاعر، وكما قلت أنا سلفى، وهناك فارق بين السلفيين والمتأسلفين.
*بعض الممارسات التى يقوم بها بعض المنتمين للصوفية تسىء إلى التصوف، فما موقفكم منها؟
هناك آداب للذكر، وعندما نجد من يذكر الله لا ننتقد ما يفعل ولكن نعلمه الآداب، وإذا كانت هناك بعض الممارسات السيئة فى الموالد فهناك أيضا من يسىء الاحتفال بعيدى الأضحى والفطر، وهذا لا يعنى أن نلغى الاحتفال بهذه الأعياد.
ويجب أن يعلم الناس أن الكثيرين ممن يحتفلون بالموالد لا علاقة لهم بالتصوف، فالبعض يتاجر ويبيع بضاعة والبعض يتنزه.
*وماذا تفعل المشيخة لمواجهة الممارسات المرفوضة؟
هناك قانون ينظم عمل المشيخة، وهو القانون 118 لسنة 1976 ولم يعط صلاحيات للمشيخة حين تجد ملهى أثناء الاحتفال أن تمنعه أو أن تمنع الباعة من إلقاء القمامة فهذه مسئولية المحليات والداخلية، وصلاحيات المشيخة لا تتجاوز حدود المسجلين والمنتسبين إليها.
لدينا 76 طريقة مسجلة رسميا ونتعامل مع المخالفين بالنصيحة فالإنذار فعزل من يقوم بممارسات غير مقبولة وغير شرعية تسىء إلى أهل التصوف، وبالفعل قمنا بعزل البعض ممن يمارسون الدجل أو الخرافات.
*ألا تفكرون فى تأسيس حزب صوفى خاصة مع كثرة أعداد الصوفية فى مصر؟
لن نؤسس أحزابا والمسألة ليست صراعا وقضية الصوفية هى الأخلاق والقيم الروحية، ولذلك غضبنا حين تم استبعادنا من الجمعية التأسيسية.
*لكن وجود حزب يعبر عن الصوفية سيقوى موقفكم، أليس كذلك؟
منطق القوة هو السائد فى الغابة أما منطق الفكر والعقل فهو السائد فى المجتمعات الراقية، ونحن هيئة دينية عليا ملك للمصريين جميعا وعندما يحسن حزب أو شخص نسانده وإذا أخطأ فى موقف نعارضه.. فالمسألة الحزبية ضيقة ولن ننحصر فيها وإذا أسسنا حزبا سنؤيده فى كل السياسات، صائبة كانت أو خائبة، ولا يجوز لهيئة دينية كبيرة مثل الصوفية أن تتحزب.
*لكن الكثير من التيارات الإسلامية التى كونت أحزابا خرجت من رحم جماعات دعوية؟
لابد من الوضوح فمن يسع للوصول للحكم عليه أن يعلن ذلك ويقدم برامج سياسية واقتصادية واجتماعية، ونحن لا ننتخب شيوخ مساجد أو أهل دعوة لكن ننتخب الإدارى والسياسى المؤهل للعمل العام، ورجل الدولة له مواصفات وليس عيبا ألا يصلح الإنسان كرجل دولة ويصلح كداعية.
*هل تقصد أن الصوفية أهل دعوة ولا يصلحون للعمل السياسى؟
أهل التصوف يوجد بينهم كل شرائح المجتمع، ولا نمنع من يملك الموهبة من ممارسة العمل السياسى ولكن لا أقول لأحد اجمع لى أصواتا فى مجلس الشعب لأنك صوفى ولكن لأنك تملك مؤهلات النائب، ولن أساند مرشحا لأنه صوفى وسأساند الشخص المناسب حتى لو لم يكن صوفيا .
*وما تقييمك لحزبى الحرية والعدالة والنور؟
أى حزب يتقدم للعمل العام لابد أن يعلم أنه يعمل لصالح 90 مليون مصرى، ولا يحق لحزب حاكم أن يقسم المواطنين أو يعمل لجهة على حساب أخرى أو يقسم المجتمع إلى صوفى وسلفى وإخوانى وقبطى ومسلم فهذا بداية فشل الحاكم، والمسئول يجب أن يتحلى بالعدل فى التعامل مع كل فئات وطوائف المجتمع.
*وما رأيك فى أداء الحكومة؟
العبء ثقيل ويجب أن نشد على يد كل مسئول، والمسئولون على اختلاف درجاتهم عليهم أعباء ضخمة، ونحتاج تعاون الشعب والحكومة حتى نجتاز هذه المرحلة، والمسئول الذى يشعر أنه لا يستطيع تحمل أعباء مهامه فالأمانة الوطنية تتطلب أن يستقيل، ويجب أن يتولى الأمور أهل الخبرة وليس أهل الثقة، وأن نضع الشخص المناسب فى المكان المناسب ونتوقف عن الاستبعاد والتقسيم والإقصاء.
*وهل ترى أن الشخص المناسب فى المكان المناسب؟
لا .. فهناك مواقع كثيرة تحتاج تغيير قياداتها.
*ظهرت كيانات صوفية مؤخرا خارج نطاق المشيخة ومنها تيار الاستقلال والإصلاح الصوفى وبعض الأحزاب التى تتحدث باسم الصوفية.. فكيف تواجهون ذلك؟
لا يعبر عن أهل التصوف فى مصر سوى مشيخة الطرق الصوفية، ولم نعلن عن أى أحزاب أو ائتلافات ولكن القانون يسمح بإنشاء أحزاب وليس من حق أى منها ادعاء التحدث باسم الصوفية .
*وبم تفسرون وجود بعض الانشقاقات عن المشيخة ومطالبة البعض بسحب الثقة منكم؟
يجتهد البعض فى محاولة النيل من هذه المؤسسة العريقة وإظهارها فى صورة غير مناسبة، ويبقى أن المشيخة هى الكيان القانونى الوحيد المعتمد الذى يعبر عن الصوفية فى مصر، وهذه الحالات نعلم أهدافها فما هى إلا فرقعة تجارية تهدف لخلق انشقاقات بين الصوفية، وتبدأ ضعيفة وتنتهى ضعيفة فالصوفى الحقيقى حريص على وحدة البيت الصوفى.
*ما تعليقكم على على ما يعتزمه بعض الشباب الصوفية من رفع دعوى قضائية لإلغاء ما يقرب من 40 طريقة لتشابه أسمائها وأهدافها؟
لم أسمع عن ذلك وأهل التصوف أهل أدب وأخلاق، ولا يتحدث أى منهم فيما لا يعنيه، فالمشيخة هى المعنية بذلك ومنذ عام 1976 مسجل لدينا 76 طريقة معتمدة وفقا للقانون الذى يشترط عدم التشابه، ومن يدع وجود 40 طريقة متشابهة لا يعلم شيئا عن هذه الطرق ولكن تم توظيفه لمحاربة التصوف.
*ما أسباب خلافكم مع الشيخ طارق الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية؟
من جانبى ليس هناك أزمة أو خلاف مع أى شيخ طريقة، وإن كان هناك من يدعى أن هناك أزمة فأنا لا أعرف أسبابها أو دوافعها.
*كيف تواجهون الاعتداء على الأضرحة؟
نحن نرفض الاعتداء على الأضرحة وأتمنى ألا يكون هذا الأمر سببا فى وقوع فتنة فى مصر، وأن نتعامل وفقا للقانون فنحن لسنا فى غابة وأهل التصوف يحترمون القيم والأخلاق والنظام ويعملون للوصول إلى الاستقرار، ولا يتفق مع طبيعتهم سلوك القوة والبلطجة وإذا كانت المسألة قضية عدد أو قوة فأهل التصوف أكثر عددا من أى فئة فى مصر ولكن لا يلجأون للقوة، وأقول لأصحاب الفتن وفروا جهودكم وارفعوا أيديكم عن أهل التصوف.
*من كل ما سبق هل تشعرون أن هناك حربا على الصوفية فى مصر؟
يجب أن نعلن بوضوح أن التصوف الإسلامى مستهدف والبعض يستهدف التصوف مقابل الحصول على منافع دنيوية، ولكن الأمر العجيب أن يعلن شخص انتماءه للصوفية ثم يسخر جهده لهدم التصوف، ونحن ندعو من ينتمى للصوفية أن يتقى الله فى البيت الصوفى إذا كان ينتمى إليه.
*وهل هناك دول تسعى لمحاربة الصوفية فى مصر؟
كل من يسعى لهدم الصوفية يسعى لهدم الوسطية وهدم تاريخ مصر، فالتصوف هو صحيح الإسلام إذا تم تنقيته من الدخلاء فهو يمثل الوسطية والتسامح والمذهب السنى الأشعرى.
*يشير البعض إلى أن وزارة الأوقاف سيطر عليها السلفيون والإخوان وأن ذلك أدى إلى التضييق على الصوفية فى الاحتفال ببعض الموالد؟
وزارة الأوقاف لم تمنع أى احتفال وليس من اختصاصها الاحتفالات ولن تتدخل فى أمر غير مختصة به، وعلاقتنا بوزارة الأوقاف طيبة حتى الان وقد تقابلت مع الوزير فى مكتبه وتداولنا عددا من القضايا وليس هناك اختلاف بيننا وبينه.
*طالب البعض بإخضاع ميزانية مشيخة الطرق الصوفية للجهاز المركزى للمحاسبات واتهمها بالتبذير فما رأيكم فى ذلك؟
هذا من علامات عصر الفتن وأعضاء المشيخة يعرفون أن الميزانية تخضع بالفعل للجهاز المركزى للمحاسبات منذ سنوات، وهى ميزانية صغيرة لا توازى ميزانية مكتب محاسب أو محام، ومطلقو هذه الشائعات يريدون أن يصطنعوا زوبعة.
*ما هى مصادر هذه الميزانية وأوجه إنفاقها؟
هناك مصدر واحد للميزانية، وهو 10 % فقط من حصيلة صناديق أولياء الله الصالحين، وفى فترات الرواج لا يتجاوز حجم هذه القيمة 40 ألف جنيه شهريا، يتم إنفاقها على الجهاز الإدارى والمبنى الذى نسعى لإنشائه وأداء دور المشيخة فى الدعوة الوسطية والتصدى للبدع والإنفاق على مكاتب تحفيظ القرآن والإشراف على المساجد غير الخاضعة للأوقاف، ويكفى أن حصيلة 3 شيكات خلال الثلاثة أشهر الأخيرة لم تتجاوز 35 ألف جنيه.
*ما رأيكم فيما قامت به وزارة الأوقاف من تركيب كاميرات مراقبة على صناديق النذور خوفا من القائمين عليها؟
أمر طيب ونحن نزكى الانضباط فى حماية المال العام، وهو ما ينعكس بالإيجاب على أنشطة وزارة الأوقاف ومصارفها الشرعية وتجديد وإصلاح المساجد.
*وماذا تقول لمن يشيرون إلى أن الصوفية هى الباب الأول لدخول التشيع والمذهب الشيعى إلى مصر؟
رغم حب أهل مصر لآل البيت لكنهم لم يتشيعوا ولن يتشيعوا، فأهل مصر والصوفية يرفضون النيل من أصحاب النبى وزوجاته ولا يقبل أى صوفى التعدى على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
*وماذا عن الاتحاد العالمى لعلماء الصوفية الذى أنشأه الأزهر دون الرجوع لمشيخة الطرق الصوفية؟
اجتمعت الجمعية العمومية للطرق الصوفية وناقشت هذا الأمر وانتهينا لتشكيل لجنة مكونة من 5 أشخاص للاتصال بأعضاء الاتحاد للوقوف على أهدافه، وما إذا كانت تصب فى صالح التصوف من عدمه، خاصة أن أحد أعضاء المشيخة وهو الدكتور محمد أبوهاشم، عميد كلية أصول الدين جامعة الزقازيق، أعلن أثناء مناقشة الأمر أن أعضاء الاتحاد كلفوه بالتواصل مع أعضاء المشيخة العامة للطرق الصوفية، واللجنة ستقوم بمهمتها وسنعلن حقيقة الأمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.